* الزاوية قاومت مخططات فرنسا لتجهيل السكان بعين الدفلى الشيخ شارف رحمه الله أحد خريجي زاوية العياشين تعد زاوية العياشين الواقعة ببلدية سيدي لخضر من بين أبرز الزوايا القرآنية الشاهدة على تعليم أبناء المنطقة كتاب الله وإنارة درب الجميع على مسار الهداية والتقوى والصلاح· كما ساهمت هذه الأخيرة في مكافحة الزيف الاستعماري بشتى الوسائل والأساليب· ورغم السنوات الطويلة على تأسيسها كمنارة للعلم والتعليم القرآني لاتزال رابضة في موقعها الشاهد على تعاقب الأجيال لفترة زمنية تجاوزت 125 سنة، ينهل من معين العلم أبناءها، كما تستقطب طلبة من الولايات المجاورة نظرا لسمعتها الطيبة في تحفيظ كتاب اللّه والطرق المعتمدة في ذلك أسس الزاوية حسب الروايات المتداولة الشيخ الطيب العيشوني الذي ولد سنة 1814 بمنطقة بني ناصر الذي أخذ معارفه الدينية على يد الشيخ الحاج على الحضري، الملقب بالرايس، وهو الذي أذن له بالتدريس ومنحه الاستقلالية في إنشاء مدرسة قرآنية (تكون له بصمة خاصة في التعليم وتخريج حفظة كتاب الله)· وبالفعل تمكن الشيخ رحمة الله عليه من تأسيس هذا المعلم الذي ينير درب الصغار نحو عالم المعرفة بعد أن عاثت القوات اللاستعمارية فسادا وأشاعت الجهل والفوضى وسط سكان المنطقة، وكان الشيخ الطيب العيشوني بمثابة المنقذ لأجيال تربت في كنفه، واستلهمت المبادئ السامية وأصول العلم· تقع الزاوية حاليا بالسهول الواقعة بين سيدي لخضر ومدينة عريب، حيث أفنى الشيخ المغفور له حياته في تدريس القرآن رفقة صهره الحاج بن سهادة، كما تذكر الروايات المتواترة ولعل أبرز الطلبة الذي تعلموا على يده العلامة الشيخ محمد شارف، الذي أتم حفظ القرآن في سن العاشرة، والذي أصبح فيما بعد إماما بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة ومفتيا، وبعد وفاة مؤسس الزاوية سنة 1895 واصل صهره الحاج بن سهادة المسيرة إلى أن توفي سنة 1921، ورغم المحن التي أصابت مشايخ الزاوية نظر لقصر ممتدة الإشراف عليها إلا أن نورها التعليمي لم ينطفا وأشرف على الزاوية فيما بعد الشيخ المختار ابن الطيب العيشوني، إلى غاية وفاته سنة 1930 لتنتقل إدارة واستقبال الوافدين عليها من مختلف أرجاء الوطن وبالخصوص الولايات المجاورة· أشرف عليها أحد أبناءها طالب القرآن المدعو (مساعدية موسى) الملقب عند عامة الناس الشيخ بلحسن إلى غاية 1985· وقد شهدت زاوية الشيخ الطيب العيشوني، فترة فراغ لأسباب متعددة منها عدم العثور على مسير يدير شؤونها إلى غاية 1991 إلى أن قبض اللّه لها رجل أراد أن يستكمل مسيرة التعليم والحرص على هذه المنارة من الضياع، وقد أمسك الشيخ محمد عيشوني بن مختار بزمام المبادرة لسنوات قليلة، بعد أن تقاعد من سلك التعليم ليشرف على المدرسة القرآنية لمدة فاقت 15 سنة، إلى غاية أن منعته الظروف الصحية على مواصلة المسيرة، متحديا بذلك كل الظروف الصعبة التي مرّت بها الجزائر خلال فترة التسعينات ليسلم المشعل لتلميذه(بن يوسف شارف) الذي يواصل تعليم القرآن لأبناء المنطقة ولقد لعبت زاوية العياشين كغيرها من الزوايا دورا اجتماعيا ودينيا وتربويا في نشر تعاليم الإسلام ومواجهة رياح التغريب وساهمت في مواجهة محاولة طمس الهوية الجزائرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي· وينتظر كل من عرف عن دور ونشاط هذه الزاوية عبر مراحلها والظروف التي مرت من الضروري تقديم الدعم اللازم وتصنيفها كمعلم ثقافي وديني من قبل الجهات الوصية حتى يبقى نشاطها يعمّ الأرجاء على مد الأيام والعصور·