إستشهاد 500 من الطواقم الطبية منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة    "مغرب عربي الشعوب" حتمية في ظل أهمية التكتلات في حماية سيادة الدول والدفاع عن مصالحها    تكوين مهني: التطور الرقمي ساهم في مواصلة عصرنة القطاع    جهاز الإحصاء الفلسطيني: عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ نكبة عام 1948    مليار دولار لاستيراد 180 ألف سيارة    مشاريع حيوية للدّفع بعجلة التنمية    تنظيم أول معرض للجودة بالجزائر    رئيس مجلس الأمة يستقبل سفير إيطاليا    هذه توجيهات وزير التربية..    انطلاق امتحان تقييم المكتسبات للسنة الخامسة ابتدائي    زيتوني: قرار الأمم المتحدة خطوة تاريخية    شعوب العالم تتضامن مع غزّة    رحلة ترفيهية تتحوّل إلى مأساة..    كريكو تستعرض التجربة الجزائرية    لضمان السير الحسن للبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط: تعليمات بالمتابعة اليومية لجاهزية مراكز الامتحانات    عون يؤكد استيراد 159 ألف سيارة في 2023 و يكشف: الإنتاج الصيدلاني الوطني سيبلغ 4 ملايير دولار نهاية العام    سطيف: 5.6 ملايير لصيانة طرقات بآيت نوال مزادة    قدموا من ولاية المدية رفقة إحدى الجمعيات الخيرية: رحلة تنتهي بوفاة 5 أطفال غرقا بشاطئ الصابلات    قسنطينة: ضبط 5264 كبسولة "بريغابالين" وتوقيف شخصين    مهرجان إيمدغاسن السينمائي    مؤشرات إيجابية ونسبة نمو في منحنى تصاعدي    الذكاء الاصطناعي للفصل بين عروض وطلبات التشغيل    تسليم أوّل برج اتصالات محلي الصنع    موقف قوي للرئيس تبون والجزائر حيال القضية الصحراوية    الجزائر تنتصر لأم القضايا قولا وعملا    سيدي بلعباس- مستغانم.. على مسلك مسطح اليوم    نعمل لكي تحافظ العربية على مركزيتها،صالح بلعيد: نؤكد على أهمية التدقيق اللغوي لأطروحات الدكتوراه    وضع تصوّر لسوق إفريقية في صناعة الأدوية    هذا موعد تنقل أول فوج من البعثة إلى البقاع المقدسة    إعادة تفعيل البحث في مجال الصيدلة وإدراجها ضمن الأولويات    إجماع على وضع استراتيجية فعالة لمجابهة الخبر المغلوط    رؤية ميسي ومبابي مع الهلال واردة    الأرقام تنصف رياض محرز في الدوري السعودي    رفع وتيرة التحسيس لفرملة مخاطر الأنترنت    مدرب ولفرهامبتون يعترف بصعوبة الإبقاء على آيت نوري    أولمبي أقبو يحقق صعودا تاريخيا إلى الرابطة المحترفة الأولى    إدراج وثيقة قانونية تنسب كل تراث لأصحابه    تقديم مسودة نص القانون الجديد أو المعدل في السداسي الثاني من 2024    وثيقة تاريخية نادرة تروي وقائع الظلم الاستعماري    المسار الإبداعي للتشكيلي لزهر حكار في معرض بالعاصمة    "زودها.. الدبلوماسي".. تشيخوف يتكلم جزائري..    حققنا نتائج إيجابية خلال السنة الرياضية الحالية    جنح تزداد انتشارا في ظل التطور التكنولوجي    دعم القضية الفلسطينية في الواقع لا في المواقع    انتاج صيدلاني: انتاج مرتقب يقدر ب4 مليار دولار في سنة 2024    الشاعر ابراهيم قارة علي يقدم "ألفية الجزائر" بالبليدة    130 مشروع مبتكر للحصول على وسم "لابل"    سكن: شركات إيطالية وصينية تعتزم إنجاز مصانع لإنتاج المصاعد بالجزائر    386 رخصة لحفر الآبار    القبض على 5 تجار مخدرات    ضرورة خلق سوق إفريقية لصناعة الأدوية    صحيفة "ليكيب" الفرنسية : أكليوش مرشح لتعويض مبابي في باريس سان جيرمان    العاب القوى(ذوي الهمم/مونديال 2024): الفوز بأكبر عدد من الميداليات والظفر بتأشيرات بارالمبية اضافية، هدف النخبة الوطنية بكوبي    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدعية لاستقبال شهر رمضان
نشر في الشروق اليومي يوم 10 - 08 - 2010

- عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رأى الهلال قال: "اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ " . [ صحيح بشواهده ]
*
- عن رافع بن خَديج (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: "هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ". ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذَا الشَّهْرِ وَخَيْرِ القَدَرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " . [ حديث حسن ] .
- وكان المسلمون يقولون عند حضور الشهر: "اللَّهُمَّ قَدْ أَظَلَّنَا شَهْرُ رَمَضَانَ وَحَضَرَ؛ فَسَلِّمْهُ لَنَا وَسَلِّمْنَا لَهُ، وَارْزُقْنَا صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ وَارْزُقْنَا الْجِدَّ وَالاجْتِهَادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ وَأَعِذْنَا فِيهِ مِنَ الْفِتَنِ " .
مشاهد على فراش الموت
أخي الحبيب، أختي الكريمة، هل قارنت يوماً بين موت على معصية (والعياذ بالله)، أو حتى موت عادي.. وبين من يُكتب له حسن الخاتمة؟؟ إن في ذلك قصصا وأخبارا كثيرة من الغابر والحاضر، إليك طرفًا منها:
- لما احتضر حذيفة بن اليمان ( رضي الله عنه ) قال : " اللَّهمَّ إني أعوذ بك من صباحٍ إلى النار .. لا أفلح من ندم ! مرحبًا بالموت ! حبيب جاء على فاقة ".
- ولما حضرت بلالاً ( رضي الله عنه ) الوفاة كان يقول : " غدًا نلقى الأحبة؛ محمَّدًا وحزبَه !" ، فلما بكت زوجته، وقالت : " وابلالاه !.. واحزناه !" قال : " وافرحاه .. واسروراه !!".
- مجاهد بن جبر ( رحمه الله ) مات وهو ساجد .
- عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) عند احتضاره، قال لمن عنده: "اخرجوا فلا يبقَ منكم أحد".. فخرجوا، وجلسوا عند الباب يستمعون، فسمعوه يقول: "مرحبًا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس ولا جنّ، ثم قال: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) القصص : 83 .. ثم مات ( رحمه الله ) .
- آدم بن أبي إياس، ختم القرآن وهو مُسَجَّى على سريره(ممدود.. لا يتحرّك) ثم قال: "ياربّ، بِحُبِّي لَكَ، إِلاَّ رَفِقْتَ بِي فِي هَذَا الْمَصْرَعِ، كُنْتُ أُؤَمِّلُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ!"، ثم قال: "لا إله إلا الله"، وفاضت روحه.
- الإمام أحمد (رحمه الله) قال في مرض موته لولده عبد الله: جئني بالحديث عن طاووس، أنه كان يكره الأنين (أي يكره أن يئن المريض) فقرأه عليه؛ فلم يئنَّ الإمام أحمد إلا في الليلة التي توفي فيها!.. قال ابنه عبد الله: كان يُغْمَى عليه، ثم يفيق، فإذا أغميَ عليه فتح عينيه، ثم أشار بيده وقال: لا.. بعدُ بعدُ! قال عبد الله: ففي المرة الثالثة قلت: "يا أبي، ما هذا؟" قال: "وماذاك؟" قال: "إني أراك تحرِّك يدك، وتقول: لا.. بعد بعد! قد لهجت بهذا الكلام، ولا أدري له معنى.. وأنا ألقنك الشهادتين؟!"، فقال له الإمام أحمد: "إبليس (لعنه الله) قائم عند قدمي، عاضٌّ على أنامله، يقول: "يا أحمد، فُتّني.. يا أحمد، فُتّني!". فأقول له: لا.. بعد بعد"، حتى أموت".. يعني أنه مادامت الروح في الجسد فلازال هناك خوف كبير من الشيطان!
- ولما احتضر أبو الوقت السِّجْزي (رحمه الله) (شيخ الإسلام ومسند الآفاق -كما لقّبه الذهبي- من أئمة الحديث، ورواة البخاري) أسنده بعض تلاميذه إلى صدره، فقال: (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ) يس : 26 - 27 .
نسأل الله أن يكتب لنا حسن الخاتمة، ببركة حبنا له تعالى .
بركة الدموع !
دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي (رحمه الله) فرأت بللاً كبيرا، وشيئا يشبه "بركة صغيرة" في موضع سجود الإمام.. فقالت لزوجة الإمام: "ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ!! أَرَاكِ غَفَلْتِ عَنْ بَعْضِ الصِّبْيَانِ حَتَّى بَالَ فِي مَسْجِدِ الشَّيْخِ؟؟!" (أي مكان صلاته بالليل وموضع سجوده) فنظرت إليها زوجة الإمام بتعجب وأجابتها: "وَيْحَكِ! هَذَا يُصْبِحُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ أَثَرِ دُمُوعِ الشَّيْخِ فِي سُجُودِهِ!" فرضي الله عن الإمام الأوزاعي، ووفقنا إلى التشبه به وبأمثاله من أئمة المسلمين.
*
أولادكِ في رمضان
أكرم الله تعالى الأمة الإسلامية بعيديْن في السنة؛ وبشهر كامل تعيش فيه من الخير والبركة والفضل والأجر الجزيل ما شاء الله تعالى . ألا وهو شهر رمضان الأغرّ .
ولابد للوالدين من استغلال فرصة هذا الشهر لإشعار الأطفال بانتمائهم الإسلامي، وبميزة شهر رمضان، ولتنمية الأخلاق والآداب الإسلامية فيهم؛ وذلك بأمور منها :
1 - اجعليهم يشعرون بحرمة هذا الشهر :
إن لشهر رمضان حرمة كبيرة، وإن تربَّى الأطفال على الشعور بحرمته، شبُّوا وكبر فيهم هذا الشعور؛ فذكريهم أختي المسلمة، في كل مناسبة بذلك ..
فإذا تشاجر الإخوة مثلا، انهريهما قائلة: "عيب عليكما! أتتشاجران في رمضان؟!« وإذا غضبتِ على أحد الأطفال، أو على شخص آخر بالغ، أو جارة، فاسترجعي أمامهم وقولي: "لن أغضب، نحن في شهر رمضان". وإذا تنازع الأولاد على لعبة، ادعيهما إلى التسامح -لأننا في شهر رمضان- وليتسامح الوالدان بينهما ومع غيرهما في هذا الشهر ليكونا قدوة للأطفال .
2 - اجعليهم يحبون رمضان :
حضّري في رمضان الأطباق التي يفضّلها أبناؤك، واسمحي لهم ببعض ما تضيّقين فيه عادة. كأن يدعوَ ابنك صديقه أو جاره أو ابنتك صديقتها للعب في المنزل، أو السهر ليلة العطلة الأسبوعية، وما إلى ذلك من أشياء يحبونها.
3 - عوّديهم على الصيام :
كما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بتعويد الأطفال على الصلاة منذ سنّ التمييز (وهو 7 سنوات) فكذلك على الوالدين عدم الغفلة عن أبنائهم، وتعويدهم على الصيام. فيمكن قبل سن السابعة أن يصوم الطفل إلى منتصف النهار أحيانا، فإذا أطاق أكثر، لا بأس بزيادة نصف ساعة أو ساعة على ذلك .
4 - صيام .. لأول مرَّة :
من الناس من يهمل تعويد الطفل على الصيام، ومنهم من يشفق عليه حتى بعد البلوغ! والله تعالى أرحم بعباده منّا. فإذا لم يكن الطفل يشتكي من أي مشكل صحي، من المفيد جدا له أن يعوَّد على الصيام يوماً كاملا وأياما قبل بلوغه.
ومن المستحسن إذا صام الطفل لأول مرة يوما كاملا، إظهار الافتخار به، لا عدم الاكتراث بالمرة! فيشجَّع طول النهار، ويخاطب بألقاب: البطل والشجاع... ويجب على الوالدة أن تلهيه إذا جاع، وعلى الوالد أن يصطحبه في مشاوير قصيرة لينسى جوعه.
فإذا أتم صيام يومه، أظهر الوالدان فرحتهما بصيام ابنهما أو ابنتهما، ولكلّ منطقة تقاليد معيّنة احتفاء بصيام الطفل لأول مرة، وهذا أمر لابأس به؛ لما فيه من تشجيع للطفل على الصيام مرة أخرى، ولا ينسى الوالدان الافتخار بابنهما، وإخبار الأهل والأصدقاء (بحضوره) عن صيامه يوما كاملا، كي يشعر هو كذلك بالفخر، ويحبَّ التجربة .
*
من خصائص شهر رمضان
رمضان .. هو الشهر التاسع من الأشهر العربية الاثني عشر، وهو شهر معظَّم في دين الإسلام؛ وقد تميز عن بقية الشهور بجملة من الخصائص والفضائل منها :
1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام، كما قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) [البقرة: 185].
وثبت في صحيحي البخاري ومسلم من حديث ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبد الله ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت".
2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن، كما قال تعالى في الآية السابقة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
3- أن الله جعل فيه ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، كما قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) [ القدر : 1 إلى 5 ] . وقال أيضا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) [ الدخان : 3 ] .
4- أن الله عز وجل جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب. كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". وقد أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سُنِّيَّةِ قِيَامِ لَيَالِيِ رَمَضَانَ، وقد ذكر الإمام النَّووي أَن الْمراد بِقِيام رَمضان صَلاَة التَّرَاوِيحِ يَعْنِي أَنَّهُ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ مِنْ القيام بصلاة التراويح.
5- أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان، ويُغلق فيه أبواب النيران، ويُصفِّد فيه الشياطين؛ كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين".
6 - أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار . روى الإمام أحمد من حديث أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " للهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ " .
7 - أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر،
كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتُ مَا بَيْنِهِنَّ إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ".
8- أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة؛ لما ثبت في سنن أبي داود وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ".
10- أنه يُسن الاعْتِكَافُ فِيهِ، لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ؛ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: "أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ " [ متفق عليه ] .
11- يُسْتَحَبُّ فِي رَمَضَانَ اسْتِحْبَابًا مُؤَكَّدًا مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ تِلاوَتِهِ، وَتَكُونُ مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ، وَدَلِيلُ الاسْتِحْبَابِ: "أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وسلم ) فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ " [ رواه الشيخان ] .
وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَحَبَّةٌ مُطْلَقًا، وَلَكِنَّهَا فِي رَمَضَانَ آكَدُ .
12- يستحب في رمضان تَفْطِيرُ الصَّائِمِ : لِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " [ رواه الترمذي وابن ماجه ] .
*
نخيل الجنة
هل فكرنا أن نزرع نخيلا في الجنة، حيث يبقى النعيم دائما خالدا لا يزول ولا يتحول ولا يتبدل ولا يتغير؟؟ !
الأمر سهل ويسير !
لا تتعجب .. يمكنك أن تمكث في أي مكان، وأن تقول كلمات لن تأخذ منك دقائق معدودة، فتقول : " سبحان الله العظيم وبحمده " ، فلك بكل تسبيحة تقولها نخلة في الجنة .
روى ذلك الترمذي في سننه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .
إن المساحة التي تستطيع أن تنالها من الجنة بزرع النخيل غير محدَّدة، فازرع هكتارات كيف شئت، فهذا بجهدك !
أسرار القرآن
خماسيات
من دقيق أسرار القرآن الكريم الخماسيات التي تشمل الفئات السبع التالية في افتتاحيات السور :
- الفئة الأولى : خمس سور مفتتحة بالتحميد : الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر، وكلها مكية .
- الفئة الثانية : خمس سور مفتتحة بالتسبيح : الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، وكلها مدنية .
- الفئة الثالثة : خمس سور مفتتحة بألف لام راء : يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، وكلها مكية .
- الفئة الرابعة : خمس سور مفتتحة بالنداء : النساء، المائدة، الحج، الحجرات، الممتحنة، وكلها مدنية .
- الفئة الخامسة : خمس سور مفتتحة بنداء الرسول : الأحزاب، الطلاق، التحريم، المزمل، المدثر، وكلها مكية .
- الفئة السادسة : خمس سور مفتتحة بالاستفهام : الدهر ( وهي سورة الإنسان ) ، الغاشية، الشرح، الفيل، الماعون، وكلها مكية .
- الفئة السابعة : خمس سور مفتتحة بالأمر : الجن، الكافرون، الإخلاص، الفلق، الناس، وكلها مكية .
فوائد قرآنية
قوله تعالى: (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) [البقرة: 213] من فوائد الآية: أنه كلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق لقوله تعالى: (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا)؛ لأن الله علق الهداية على وصف الإيمان، وما علق على وصف فإنه يقوى بقوته، ويضعف بضعفه؛ ولهذا كان الصحابة أقرب إلى الحق ممن بعدهم .. ( تفسير القرآن للعثيمين 5 / 28 )
*
محفزات لقراءة القرآن الكريم
- أرجى آية جاءت في فضل قراءة القرآن وبيان جزيل ثواب أهلها قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهَ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا ِممَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) [ فاطر : 29 - 30 ] . قال قتادة : كان مطرِّفُ بن عبد الله يقول : هذه آية القراءة . [ رواه الطبري في تفسيره 21 / 87 ]
- التعبّد بتلاوة القرآن من أدلة رحمة الله بعباده وجوده وإحسانه إليهم، وهو أيضاً من صور سماحة هذا الدين وشمول عباداته لأهله؛ فلا يحرم أحد طاعة أو قربة، والناس في هذا درجات، والمحروم من حرم خير الله عز وجل، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم .
- يقول الحسن بن أبي الحسن البصري (رضي الله عنه): "تفقدوا الحلاوة في ثلاث: الصلاة والقرآن والدعاء؛ فإن وجدتموها فاحفظوا واحمدوا الله على ذلك، وإن لم تجدوها فاعلموا أن أبواب الخير عليكم مغلقة". [رواه البيهقي في شعب الإيمان].
- الطفل الذي يتربى على القرآن تلاوةً وحفظاً وفهماً، يظهر أثره عليه في كبره في خلقه واستقامته واعتداله وهذا يشهد له الواقع، إلا من شذ والشاذ لا حكم له .
- قال ابن عباس : " ضمن الله لمن قرأ القرآن ألاَّ يضلَّ في الدُّنيا ولا يشقى في الآخرة " ثم قرأ : ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ) [ طه : 123 ] .
- قال عبدالله بن عون الهلالي ( ت232ه ): " أُحِبُّ لكم يا معشر إخواني ثلاثاً : هذا القرآن تتلونه آناء الليل والنهار، ولزوم الجماعة، والكفُّ عن أعراض المسلمين " [ حلية الأولياء ] .
- استنبط العلماء من معارضة جبريل القرآن مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) استحباب الإكثار من تلاوة القرآن ومراجعته وضبطه في رمضان .
- قال جعفر بن سليمان الضبيعي: كان مالك بن دينار من أحفظ الناس للقرآن، وكان يقرأ علينا كل يوم جزءاً من القرآن حتى ختم. فإن أسقط حرفاً قال: "بِذَنْبٍ مِنِّي وَمَا اللهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ" [حلية الأولياء].
- قال ابن عباس رضي الله عنهما : " لو أن حَمَلة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي، لأحبهم الله؛ ولكن طلبوا به الدينا فأبغضهم الله وهانوا على الناس" [ الجامع لأحكام القرآن ] .
- لرمضان اختصاص بالقرآن من وجوه عديدة منها : نزول القرآن، وأن جبريل كان يعارض ( النبي صلى الله عليه وسلم ) القرآن في رمضان دون غيره من الشهور .
*
يسألونك عن القرآن
سمع .. وأبصار !
السؤال : قال الله تعالى : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [ البقرة : 7 ] فلماذا أفرد السمع وجمع الأبصار والقلوب؟
الجواب :
إنما وحده لأنه مصدر يقع للقليل والكثير يقال سمعت الشيء أو أسمعه سمعاً وسماعاً فالسمع مصدر سمعت والسمع أيضاً اسم الجارحة المسموع بها سميت بالمصدر وقيل إنه لما أضاف السمع إلى الجماعة دل على أنه يراد به أسماع الجماعة.
وذكر الطّوسي في تفسير " التبيان " نقلا عن لغوي معروف، أن سبب ذلك قد يعود إلى أحد أمرين :
- أولهما : إن كلمة " السمع " قد تستعمل باعتبارها اسم جمع، ولا حاجة عندئذ إلى جمعها .
- ثانيما : إن كلمة "السمع " لها معنى المصدر، والمصدر يدل على الكثير والقليل، فلا حاجة إلى جمعه .
ويمكننا أن نضيف إلى ما سبق تعليلا ذوقياً وعلمياً هو أن الإدراكات القلبية والمشاهدات العينية تزيد بكثير على"المسموعات"، ولذا جاءت القلوب والأبصار بصيغة الجمع، والفيزياء الحديثة تقول لنا إن الأمواج الصوتية المسموعة معدودة لا تتجاوز عشرات الآلاف، بينما أمواج النور والألوان المرئية تزيد على الملايين . ( تأمل بدقة ) .
اه [ الأمثل فى تفسير الكتاب المنزل للشيرازي، ج1، ص107 ] .
قلوب الكفار في القرآن الكريم
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - ما نصه :
" وقال أهل المعاني : وصف الله قلوب الكفار بعشرة أوصاف : بالختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار .
1 - فقال في الإنكار : ( قلوبهم منكرة و هم مستكبرون ) [ النحل : 22 ]
2 - وقال في الحمية : ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية ) [ الفتح : 26 ]
3 - وقال في الانصراف : ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ) [ التوبة : 27 ]
4 - وقال في القساوة : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) [ الزمر : 22 ] وقال : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) [ البقرة : 74 ]
5 - وقال في الموت : ( أو من كان ميتا فأحييناه ) [ الأنعام : 122 ]
6 - وقال في الرين : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) [ المطففين : 14 ]
7 - وقال في المرض : ( في قلوبهم مرض ) [ البقرة : 20 ]
8 - وقال في الضيق : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً ) [ الأنعام : 125 ]
9 - قال في الطبع : ( فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ) [ المنافقون : 3 ] وقال : ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) [ النساء : 155 ] .
10 - وقال في الختم : ( ختم الله على قلوبهم ) [ البقرة : 7 ] أه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.