ما أكثر السرقة في شوارع الجزائر في وقتنا الحالي، فسواء أكان الفرد ماشيا أوراكبا في وسائل النقل من سيارة أجرة أو حافلة أو قطار، وغيرها إلا ويجد نفسه عرضة للاعتداء والسرقة، ومن بين أكثر الحالات انتشارا رغم ظهورها حديثا، سرقة السيارات والاعتداء على سائقيها. محمد بن حاحة تتكرر حالات السرقة والاختطاف من السيارات يوميا أمام عيوننا، فبعد أن كانت السرقة من السيارات مقتصرة على ترصد السارق وعصابته للسيارات في الطريق وبمجرد توقف سيرها بسبب الزحمة فتخطف الهواتف النقالة والحلي والحقائب ثم أصبح الناس أكثر حذرا وتنبؤوا بخطورة ترك النافذة مفتوحة فصاروا يغلقونها ولكن، لسوء حظهم، يبقى السارقون والذين ربما لم يتجاوز مستواهم الدراسي المرحلة الابتدائية، إلا أنهم يتميزون بذكاء خارق يبقي الجميع في حيرة، إذ صاروا ينتظرون الاكتظاظ ثم يتظاهر أحدهم بأن صاحب السيارة قد دهسه فيدق النافذة أوالباب بقوة متظاهرا بأنه يتألم ويأخذ في الشجار مع السائق ويلهيه بالكلام بينما يذهب مساعده من الجانب الآخر ويخطف الحقيبة أوالهاتف، إلى غير ذلك. من الحيل الكثيرة التي يستعملها هؤلاء كذلك، إيهامهم النساء السائقات بأن هناك مشكلا ما مع عجلة السيارة أوأنه يريد بيعها غرضا ما فتنشغل بالحديث إليه في حين يفتح مساعده الباب من الجهة الأخرى ويضع سكينه في عنقها، مهددا إياها بالقتل إن لم تسلمه ما لديها من مال وحلي. وأما التقنيات المبتكرة مؤخرا من طرف هؤلاء اللصوص، فهي تفوق الذكاء البشري، وتبقى النساء هن الضحايا في أغلب الحالات، إذ أن اللصوص في هذه المرة يضعون كرسيا مخصصا للأطفال وعليه دمية وكأنها رضيع حقيقي كي يوهموا أصحاب السيارات أن والديه تخليا عنه في وسط تلك الطريق الخالية ولما يتوقف أحد المارين ليأخذ الطفل يخرج اللصوص فيقومون بضربه وسرقة ما يملك بما فيه السيارة، وأما إن كانت الضحية امرأة، بحكم الحنان والعطف على الأطفال فقد يعتدون عليا ويمارسون عليها الفعل المخل بالحياء ثم يتركونها ملقاة على الطريق أوربما يقتلونها ويتخلصون من آثارها، وقد يكون وصول مجرد لصوص إلى هذه الدرجة من الخطورة مدعاة للتعجب غير أن أغلبهم قد يكونون تحت تأثير المخدرات أوالكحول أوقد يتعمد ذلك استجابة لرغبته الإجرامية. طريقة أخرى من طرق الاعتداء وسرقة السيارات والتي تتمثل في التسبب في حادث إما بالاصطدام عمدا بسيارة في مكان خال تماما ولما ينزل صاحب السيارة ليتفقد الأمور يعتدون عليه ويقومون بسرقة سيارته وإما بتعمد عرقلة سيره بوسيلة من الوسائل كسكب زيت السيارات على الطريق، أوكثقب العجلات ومن أخطرها وأحدثها طريقة رمي البيض على زجاج السيارة الأمامي بحيث عندما يرى السائق البيض قد منعه من السياقة جيدا، فإنه يسرع مباشرة لتشغيل مساحات الزجاج الإلكترونية مع الماء، غير أن ذلك سيزيد الأمر تعقدا إذ أن اختلاط الماء بالبيض وحركة مساحات الزجاج التي تنشره على امتداد الزجاج، ستغطي الرؤية كليا وتزيدها تلطخا وهذا سيسهل المهمة على هؤلاء اللصوص، ولهذا فإن العديد من الذين سبق لهم التعرض لهذه الحالات أوسمعوا عنها، ينصحون الجميع بعدم التوقف بالطرق النائية والخالية مهما كان السبب حتى إن رأوا طفلا صغيرا أوغير ذلك فإنها مجرد تمثيلية ستكلفه سيارته وربما حياته.