يبدو أن أصدقاء سوريا اتفقوا على تسليح المعارضة، هل تعتبرون ذلك تخليا عن الحل السياسي؟ - بداية لا بد من القول إن المجتمعين في الدوحة ليسوا أصدقاء سوريا، لأنهم لو كانوا بالفعل أصدقاء للشعب السوري لما سمحوا بتسليح المعارضة، والتزموا الحياد بدلا من تعميق الأزمة من خلال تسليح الجماعات المسلحة على الرغم من التأكد بوجود جماعات متطرفة، والحال أننا في الهيئة نرفض تسليح المعارضة كما نرفض تسليح روسيا للنظام، لأن الشعب السوري وحده الذي يدفع الثمن. أما بخصوص سؤال ما إذا تخلى الغرب عن الحل السياسي، شخصيا لا أعتقد ذلك، لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت تمسكها بالحل السياسي وهو ما أكده وزير خارجيتها، جون كيري، خلال لقائه مع سيرغي لافروف بعدما تبين أنهم توصلوا لاتفاق مبدئي على أن قرارات مؤتمر جنيف 1 هي الأساس لأي حل، مؤكدين سعيهم لتجسيد جنيف 2. لكن بين القول والفعل مسافة، على اعتبار أنهم ماضون في تسليح المعارضة لإحداث التوازن العسكري ميدانيا على حد قول جون كيري بالأمس؟ - مثلما سبق وقلت، التوازن الذي يبحثون عنه عن طريق تسليح المعارضة أو النظام يدفع ثمنه الشعب الذي لم يعد أحد يسأل عن رأيه، ومع ذلك أقول إن الولاياتالمتحدةالأمريكية والعواصم الغربية لم ينتظروا مؤتمر الدوحة لتسليح المعارضة المسلحة، وإنما يقومون بذلك منذ فترة طويلة عن طريق تركيا، قطر أو السعودية، ومع ذلك في رأيي أن أمريكا لو قررت حسم الأزمة عسكريا لما انتظرت مؤتمر الدوحة أو غيره، وهذا دليل على أنها لا تؤمن بالحل العسكري بقدر ما تسعى لإرضاء المعارضة والدول الداعمة لها، بالنظر لرفض الائتلاف ومسلحيه الذهاب إلى مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة، لذلك نعتقد أن المساعدات التي تقدمها أمريكا للجماعات المسلحة مجرد ترضية لقطر. حل الأزمة السورية اليوم أمام مفترق طرق بين الحل السياسي أو العسكري، أيهما ترونه الأقرب؟ - لطالما دعت الهيئة إلى ضرورة وقف العنف ولن يكون ذلك بالتسليح وإنما بالحوار، وفي اعتقادنا أن كل المؤشرات تؤكد أن الحل السياسي وحده القادر على إنهاء حالة الاقتتال، والحديث عن تسليح الجماعات المعارضة أو النظام لن يزيد الأوضاع إلا سوء. دعا رئيس الائتلاف السابق، معاذ الخطيب، بعد استقالته إلى مبادرة جامعة للمعارضة، هل مازال العرض قائما وأين وصلت مساعي لم شمل المعارضة؟ - هيئة التنسيق دعت إلى توحيد المعارضة منذ البداية لما فيه خير الشعب السوري، وفي اعتقادي أننا كنا السباقين للدعوة لتوحيد الصف والعمل على تجسيد الانتقال السياسي وتقليل الخسائر، وللعلم فإن الهيئة عينت وفدا عنها للمشاركة في مؤتمر جنيف للدفاع عن رؤيتها، أما بخصوص دعوة أحمد معاذ الخطيب فأعتقد، وإن اختلفنا معه في بعض النقاط، أنه يمكن الانضمام لرؤيتنا لإنهاء إراقة الدماء.