أجساد منهكة تجر عربات مثقلة تتكرر مشاهد أشخاص يجرّون عربات فقدت توازنها من شدة الثقل تتمايل بها تلك الأجساد المنهكة وتجرّها بصعوبة فهي مصدر للاسترزاق وجلب لقمة العيش من النفايات البلاستيكية التي تختلف أنواعها من القارورات إلى الأواني وغيرها فكل ما هو بلاستيك يلهث وراءه هؤلاء لتحصيل المدخول اليومي بعد أن تحول جمع البلاستيك إلى حرفة لمن لا حرفة له كما أن كثرة نفاياته رغّبت البعض في جمعه وإعادة بيعه. حدادي فريدة يتنقلون في كل مكان عبر الأحياء ومفارغ النفايات والحاويات وغيرها غرضهم التقاط كل ما هو بلاستيكي لوضعه في عرباتهم المخصصة لجمع البلاستيك هي حرفة لمن لا حرفة له من اجل الاسترزاق وتحصيل بعض العائدات اليومية التي رغم بساطتها إلا أنها تسد بابا مفتوحا كما يقال وتستعمل في النفقات اليومية لبعض الأسر المعوزة. شباب.. شيوخ وأطفال جمعت تلك الحرفة مختلف الشرائح العمرية التي باتت تتنافس على جمع اكبر كمية من البلاستيك أطفال شيوخ وشبان جذبهم المنظر المشوه للمحيط والذي تنتشر فيه القارورات البلاستيكية بشكل ملفت للانتباه ففكروا في تلك الحرفة التي تعود عليهم بمداخيل من جهة وتنظف المحيط من المخلفات البلاستيكية اقتربنا من بعضهم لرصد أسباب امتهانهم لتلك الحرفة البسيطة التي تتميز بعائداتها القليلة فاختلفت الأسباب إلا ان الغاية واحدة وهي تحقيق مداخيل حتى ولو كانت زهيدة فإنها تغطي نفقات شراء الخبز والحليب كمواد أساسية في كل أسرة حسب ما اجمع عليه من تحدثنا إليهم. السيد عمر كان يجر عربة مثقلة بالبلاستيك بمختلف أنواعه حتى فقد توازنه بعد ان أنهكه التعب جرّاء ثقل تلك العربة توقف بمحاذاتنا من اجل اخذ قسط من الراحة والتحدث إلينا سألناه عن دوافع امتهانه لتك الحرفة في جمع البلاستيك فقال إنه عامل حر في البناء وهو رب أسرة وفي فترات يبقى بدون عمل فيلجأ إلى الطبيعة من اجل اقتناص الفرصة بامتهان بعض الحرف على غرار جمع البلاستيك وبيعه كما كان يجمع الحديد ويبيعه ورأى ان الحرفة شريفة ولها أهداف فمن جهة تنظيف البيئة من تلك المخلفات ومن جهة أخرى بيع تلك المواد للمصانع لإعادة تدويرها باعتبارها مواد أولية. أما الشاب طارق في العقد العشرين فقال إنه عاطل عن العمل ووجد في جمع البلاستيك حرفة يمتهنها إلى غاية حصوله على عمل وعن العائدات قال إنها قليلة إلا أنها أحسن من لا شيء يخصصها لنفقاته اليومية وينقص الأعباء عن عائلته. حتى الأطفال اقتحموا حرفة جمع البلاستيك بحيث نراهم بأكياسهم السوداء كبيرة الحجم يحملونها على ظهورهم وهم يجمعون القوارير البلاستيكية وينحنون لالتقاطها من كل مكان بغرض بيعها وتحصيل بعض العائدات لأسرهم يقول آدم طفل في الحادية عشر من العمر انه يجمع البلاستيك لبيعه بالكيلوغرام لصاحب مصنع بحيهم وعن السعر قال إن الكيلوغرام الواحد ب100 دينار وعن السبب الذي دفعه إلى بيع البلاستيك والمراهنة بدراسته قال إن والده متوفى وأمه ماكثة بالبيت ومنحة الأب لا تغطي كل نفقاتهم الأسرية فاختار مساعدة أسرته بجمع البلاستيك وبيعه. هي حرفة وليدة العوز والحاجة امتهنها الصغار والكبار والشيوخ لتحصيل بعض العائدات اليومية البسيطة وحتى المواطنون تفاعلوا مع الحرفة وباتوا يجمعون القارورات البلاستيكية في كيس خاص بعيدا عن كيس النفايات اليومية لتسهيل المهمة على هؤلاء وتخفيف نبشهم في الحاويات لكسب لقمة العيش.