برزت زربية (بابار) بخنشلة في معرض الزربية التقليدية الذي نظم مؤخرا بمشاركة عديد الجمعيات المحلية المهتمة بالنسج والغزل الصوفي، كأحسن تحفة فنية في غاية الرونق والجمال مقارنة بباقي الزرابي الأخرى التي عرضها حرفيو عديد الجهات الأخرى بالولاية، حسب الآراء المستقاة من زوار هذا المعرض، الذي احتضنه مركز التكوين المهني ببلدية بابار. ويقول أحد العارضين وهو الحاج محمد أن زربية "بابار" ذات الشهرة المحلية والوطنية والتي كان لها حضور المشاركة في بعض المهرجانات الدولية العربية والأوروبية، لا تزال تحافظ على سمعتها التقليدية العريقة وذلك بفضل عناية واهتمام الأسر الببارية بها منذ قديم الزمان لنقل هذا الموروث بأمانة وتوريثه من جيل الى جيل. كما تمثل هذه الزربية تراثا ماديا يعكس تاريخ وحضارة وتقاليد هذه المنطقة من البلاد تصرح بدورها إحدى الحرفيات المؤهلات التي كسبت خبرة طويلة في نسجها وهي الآن تشرف على نقلها وتلقينها للحرفيات بورشة الحرف المتخصصة في صنع الزرابي التابعة لبلدية بابار. وتتميز زربية بابار التي أبدع في عرضها عديد الحرفيين والحرفيات برموز وأشكال متعددة في رسوماتها المستمدة من واقع وعادات وتقاليد المنطقة كرسم الحلي والخلابة والهلال والرمح، حيث أن هذه الرسومات التي تبدو متداخلة ومتجانسة بحبكة ودقة وبألوان مختلفة يغلب عليها الأحمر والأسود والأصفر أضفت عليها طابع الانفراد عن بقية الزرابي الأخرى تفيد إحدى الحرفيات التي تنسجها بمقر منزلها بعد أن ورثت هذا النشاط عن والديها منذ أزيد من 15 سنة. وأضافت ذات الحرفية أن حياكة ونسج الزربية لا يقتصر على الورشة التابعة للبلدية، بل لا يزال الكثير من الحرفيين والحرفيات يتعاطون هذه الحرفة التقليدية في الوسط الأسري، حيث لا يخلو أي بيت بالمنطقة من الزربية التي تنسجها العائلة ليس بغرض التجارة بل كفراش ومتاع دائم غير قابل للمساومة مما يكشف عن مدى تشبث الأسرة الببارية بهذا الموروث من النسيج الصوفي. وتتم عملية نسج الزربية حسب إحدى الحرفيات المتخصصات في هذه الحرفة ببلدية بابار باستعمال المنوال التقليدي المعروف محليا ب(السداية) أو (المنسج) في مناطق أخرى وأدوات حديدية كالخلالة لدق ورصّ خيوط الصوف الملونة والصوات والمقص.