شرعت مؤسسة المدينة الجديدة لسيدي عبد الله نهاية الأسبوع، في المصادقة على دفاتر الشروط المتعلقة ب42 مشروعا استثماريا في مجال الصحة والصناعات الصيدلانية خلال احتفالية حضرها وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون. وخصّص لهذه المشاريع أكثر من 52 هكتارا بالمدخل الشرقي للمدينة من إجمالي 148 هكتار موجهة لتكوين قطب امتياز متخصص في مجال الصناعات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية. ويتكفل بإنجاز هذه المشاريع 36 مؤسسة خاصة و6 مؤسسات عمومية وفق دفتر شروط يلزم هذه المؤسسات بالشروع عمليا في استثماراتها في مدة شهرين على أقصى تقدير. ويمكن للمدينة الجديدة سحب رخص استغلال العقار من المستثمرين في حالة الإخلال ببنود دفتر الشروط والآجال المحددة فيه. وقامت 6 مؤسسات قبل أشهر بإطلاق مشاريعها لصناعة الأدوية وهي المؤسسة الفرنسية "سانوفي أفنتيس" والمؤسسات الأردنية "أم بي آي" و(سيغماميد) و(ميد فارما) إلى جانب المؤسستين الجزائريتين (ريدميد) و(باك فارما). ويوجد بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله أربعة مشاريع جاهزة وهي مشروع المؤسسة السعودية (الكندي) والأردنية (الدار العربية) والجزائريتين (وفا فايل) و(سيفا لافال). كما تحوي المدينة أيضا على قطب صحي يمتد على مساحة قدرها 34 هكتارا سيتم بها إنجاز خمس مشاريع لمراكز وعيادات متخصصة في مجال جراحة القلب والأطفال ومعالجة مرضى السرطان وغيرها. وتطمح المدينة الجديدة لسيدي عبد الله من خلال هذه المشاريع لأن تصبح قطبا رائدا على المستوى المغاربي والعربي. كما ينتظر أن يسهم القطب الصحي والصيدلاني لسيدي عبد الله في خفض فاتورة الأدوية بشكل محسوس فضلا عن خلق حوالي 5.100 منصب عمل. وصرّح السيد تبون خلال مراسيم التوقيع أن المصادقة على دفاتر الشروط (ستسمح لمشاريع المدينة الجديدة لسيدي عبد الله بالخروج من الإطار النظري إلى الملموس) معتبرا أنها تشكل أيضا (طريقة لجذب المؤسسات الأجانب للاستثمار في الجزائر في إطار شراكة نزيهة تضمن نقل المعارف). وتستعد المدينة الجديدة لسيدي عبد الله من جهة أخرى للشروع في المصادقة على دفاتر الشروط لمشاريع القطب الالكتروني والطاقات المتجددة قريبا على أن تمتد العملية تدريجيا للأقطاب الأخرى لاسيما الثقافية والسياحية والخدماتية. وأكد الوزير أن سيدي عبد الله لن تكون بمنطقة خدمات ولا بمنطقة صناعية وإنما مدينة ذات طابع علمي وتكنولوجي تضم مشاريع متميزة إلى جانب الفضاءات السكنية والتجهيزات المرافقة لها وكذا مشاريع التسلية والترفيه. (لسنا بصدد توزيع الأراضي على المتعاملين الاقتصاديين وإنما نقوم بخلق مدينة متخصصة في العلوم والتكنولوجيات الدقيقة تعكس طموح الجزائر للرُقي إلى مصاف الدول الصاعدة) -يضيف- السيد تبون، مشيرا إلى أنه تم رفض العشرات من المشاريع المقترحة التي لا تستجيب لهذه الرؤية. وحول تقدم أشغال التهيئة للمدينة الجديدة، أوضح الوزير أن المحاور والطرقات الرئيسية والفرعية للمدينة ستكون جاهزة بعد ستة أشهر مضيفا أنه سيتم قريبا انطلاق الأشغال لإنجاز عدة هياكل فندقية. وستصبح المدينة الجديدة لسيدي عبد الله بعد تجسيد جميع المشاريع المقررة في مختلف التخصصات (نموذجا لباقي المدن والأقطاب الحضرية يكرس الخروج من الفوضى العمرانية التي تعيشها البلاد) حسب الوزير.