توفي الفنّان السوري عبد الرحمن آل رشي يوم السبت بعد رحلة ناهزت الخمسين عاما في الفنّ، كان فيها ركنا مُهمّا في الدراما والسينما والمسرح وقدّم عشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وهو العضو المؤسس لنقابة الفنّانين السوريين ومن الرعيل الأوّل من الممثّلين. رحل (زعيم) الدراما السورية في أحد مشافي دمشق عن عمر 83 عاما بعد تدهور حالته الصحّية إثر معاناته من مشاكل في الجهاز التنفّسي، وفقا لما ذكرته نقابة الفنّانين السوريين في نعيها للفنان الذي كان من بين أعضائها المؤسّسين أواخر ستينيات القرن الماضي. ويحضر آل رشي لدى المشاهد العربي كممثّل ذي كاريزما خاصّة وبذكريات عقود من التمثيل وبنبرة صوته الجهوري المميّز وبأدائه المتقن حتى في أعماله الأخيرة، وقد جاوز الثمانين كمسلسل (قمر الشام) الذي قدّمه خلال الموسم الماضي، وكذلك حرصه على الحضور حتى آخر نفس فنّي ليشارك في مسلسل (الغربال) الذي صور خلال الأشهر الماضية. ولم يزد دور (الزّعيم) في مسلسل (باب الحارة) آل رشي شهرة أو مجدا فنّيا كما فعل للكثير من الممثّلين، لكنه أكّد قدراته وكرّسه كحالة إبداعية متفرّدة في الدراما السورية دأبت على العمل الجادّ والحضور المتواصل منذ ولوجه مجال الفنّ عام 1957. وخلال سبعينيات القرن الماضي شارك الممثّل الرّاحل في بطولة العديد من الأعمال السينمائية السورية والعربية مثل (الثعلب)، (اليازرلي)، (السيد التقدمي)، (كفر قاسم)، (الفخّ)، (المطلوب رجل واحد) و(المخدوعون) للمخرج المصري توفيق صالح عن رواية غسان كنفاني (رجال في الشمس)، ومن أعماله المبكّرة في التلفزيون (مذكّرات حرامي) الذي قدمّه أواخر الستينيات تحت إدارة المخرج علاء الدين كوكش الذي تعاون معه مجدّدا في أحد أشهر المسلسلات البدوية (راس غليص) أواسط السبعينيات. وللممثّل الرّاحل أدوار مميّزة في الدراما السورية حفرت في أذهان المشاهدين العرب، بينها (الأزرق) في مسلسل (غضب الصحراء) و(ريّس المينا) في مسلسل (نهاية رجل شجاع) و(جنكيز خان) في مسلسل (هولاكو).