يعتبر جاكسون مارتيناز مهاجماً بالفطرة. فبعد تتويجه بلقب أفضل هداف في الدوري البرتغالي الممتاز في موسم 2012/13 وارتقائه قمة الهدافين في الموسم الحالي، يبدو أن رأس الحربة على أتم الاستعداد لإثبات غريزته التهديفية في كأس العالم البرازيل 2014، إلا أن هناك العديد من الألقاب على المحك على مستوى النادي قبل انطلاق العرس العالمي. عن موقع "الفيفا" كان المهاجم الكولومبي قد أثبت نجاحاً فورياً في الساحرة المستديرة البرتغالية، إذ بعد انتقاله من جاجواريس المكسيكي في أوائل 2012/13، لم ينتظر إلا مباراة واحدة لقيادة نادي بورتو نحو كأس السوبر البرتغالية بفضل الهدف الوحيد الذي أحرزه في انتصار كتيبة التنين. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن حصد الألقاب بالقميص الأزرق والأبيض ومحاكاة مسار المرجع الأعلى حالياً في كرة القدم الكولومبية: راداميل فالكاو. وكان بورتو قد فتح أبواب أوروبا أمام النمر فالكاو، وأبدى اللاعب الحالي لنادي موناكو امتنانه على الثقة التي وضعت فيه مسجلاً كماً هائلاً من الأهداف كان وراء تحقيق موسم ممتاز في 2010/11، حيث ظفرت كتيبة التنين بجميع الألقاب الممكنة، بما في ذلك دوري أوروبا. وفي نفس اليوم الذي يلعب فيه نادي بورتو إياب ربع النهائي من مسابقة دوري أوروبا أمام مضيفه إشبيلية، يقدم لكم موقع "الفيفا" حواراً حصرياً مع جاكسون مارتينيز، حيث يعرب عن ثقته بأن يحدو حدو زميله في المنتخب. * * لم تشارك كولومبيا في كأس العالم منذ عام 1998 ماذا تتوقع من البرازيل 2014؟ * تعتبر كأس العالم فرصة كبيرة بالنسبة لنا للذهاب بكولومبيا إلى أبعد مدى ممكن. بعد الجهد الكبير الذي بذلناه في التصفيات والسنوات العديدة من الكفاح، لا ينبغي علينا أن نعاني من هاجس الوصول إلى نهائي البطولة. يتعين علينا أن نتقدم خطوة بخطوة، وبعد ذلك ستظهر بالتأكيد النتائج الإيجابية. الفوز في المباراة الأولى يعتبر دائماً مهماً في كأس العالم. ** ما زال المهاجم فالكاو يكافح للتعافي من الإصابة التي تعرض لها ليتمكن من خوض كأس العالم. هل تحدثت مع مواطنك؟ * تحدثت معه مرات عديدة. كانت إصابته مفاجأة مدوية بالنسبة لي. عندما علمت بالخبر، اتصلت به وسألته كيف يشعر، ووجدته بخير ويشعر بقوة كبيرة وكله رغبة في التعافي. في الحقيقة إنه يقوم بعمل رائع ليتمكن من التعافي. يُعرف عنه تفانيه في العمل، وبذل قصارى جهده، وهذه مجرد مرحلة أخرى سيتجاوزها. ** ولكن هل تعتقد أن فالكاو سيكون حاضراً في البرازيل؟ * نعم، أعتقد ذلك! في هذه الظروف، يجب الوثوق بالأطباء ومشيئة الله. أنا وجميع الكولومبيين نأمل أن يتمكن من خوض كأس العالم، ولكن الأولوية هي استعادة عافيته كاملاً وهذا دائماً أهم شيء. ** هل من الصعب إيجاد منتخبين مرشحين للتأهل إلى الدور الثاني في مجموعة تضم اليونان وكوت ديفوار واليابان؟ * أظن أنها من بين المجموعات الأكثر توازناً في كأس العالم. تملك كوت ديفوار لاعبين مخضرمين وذوي جودة عالية. اليابان تكون دائماً حاضرة في بطولات كأس العالم وتقدم كل ما عندها في جميع المباريات، واليونان قوية جداً من الناحية التكتيكية. لدى كل المنتخبات فرص للوصول إلى دور الستة عشر، إلا أنه لا يجب علينا اعتقاد أن حدنا هو مجرد اجتياز مرحلة المجموعات. عندما يكون المرء في كأس العالم، أول ما يجب قوله هو إنه لا يعرف أين سيصل، ولكنه يعرف أين يريد أن يصل. ** يعتقد العديد من المحللين أن هذا الجيل يمكنه أن يصبح الأفضل في تاريخ كرة القدم الكولومبية. هل تظن أن هذا يمكنه أن يتحول إلى ضغط شديد؟ * لا يمكننا تجنب التعليقات، ناهيك عن التعليقات الجيدة. يطمح هذا المنتخب إلى صنع التاريخ بجيل جديد. يلعب الآن جميعنا تقريباً في أوروبا وأظن أن لدينا تشكيلة من اللاعبين والمواهب أكثر تنوعاً مقارنة بمنتخب كأس العالم 1994 الذي كان أيضاً يعاني من الضغط. لا يمكننا أن نسمح للتعليقات بأن تؤثر علينا كثيراً. نسعى بالطبع إلى تقديم بطولة عظيمة، ولكننا لا يمكننا أن نشعر بالضغط بسبب ما يقال عنّا. ** على المستوى الشخصي، ما مدى أهمية استدعائك المضمون على ما يبدو إلى كأس العالم؟ * ستكون أكبر خطوة في مشواري. من الواضح أن الجميع يقول هذا، ولكن خوض كأس العالم هو حلم الطفولة الذي أتمنى أن يتحقق في البرازيل. بعد تتبعها من بعيد عبر شاشة التلفاز، أنا الآن قريباً جداً منها. ** في رأيك، ما هي أبرز المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب؟ * أسبانيا وألمانيا أساساً لأنهما دائماً قويتان، ولا يجب أن ننسى أيضاً إيطاليا التي تظهر دائماً بمستوى عالٍ في البطولات الكبيرة. وتعتبر البرتغال قوية جداً، ولا يقلل من شأنها خوض الملحق. بل على العكس: قد يمثل ذلك حافزاً للاعبين في النهائيات. ** ماذا عن البرازيل التي تلعب على أرضها، ليس لديها الفرص؟ * تباً! كنت سأنسى البرازيل. إضافة إلى أسلوبها الجميل، لديها لاعبون مثيرون... في الواقع، أظن أن منتخب البرازيل هو أبرز مرشح للفوز باللقب. ** أخيرا تتنافس مع مواطنك فريدي مونتيرو، لاعب سبورتينغ، على لقب أفضل هداف في الدوري البرتغالي. هل تفاجأت لعدم استدعائه لمنتخب كولومبيا؟ * يبدو أن احترافه في الولاياتالمتحدة عقّد قليلاً استمراريته في المنتخب. إنها قرارات فنية، صعبة الاتخاذ بالطبع، والجهاز الفني يمتلك مجموعة قوية وقاعدة صلبة. ولكن فريدي يملك بدون شك المؤهلات اللازمة للانضمام إلى المنتخب. ويبقي في الأخير بيكيرمان (مدرب كولومبيا)، الذي يقف وراء نجاحنا، صاحب القرار الأخير لأن لديه خبرة في بطولات كأس العالم ونثق فيه ثقة عمياء.