وزيرة التربية حزينة لوضع الأمازيغية بالجزائر الظاهر أن وزيرة التربية الجديدة قد سجّلت أوّل إخفاق حقيقي لها في امتحانها الأوّل المتمثّل في امتحانات شهادة البكالوريا، وذلك بعد تسجيل العديد من حالات الغشّ في بعض مراكز الامتحان على الرغم من تشديد الحراسة والإجراءات الاستثنائية المتّخذة هذه السنة، إضافة إلى تسجيل تشابه غريب جدّا في موضوع الشريعة الإسلامية بين امتحان (الباك) التجريبي لإحدى ثانويات باب الزوّار في العاصمة والامتحان الرّسمي. سجّل متتبّعون بكلّ أسف العديد من حالات الغشّ التي شهدته مراكز مختلفة، في غرداية وغيرها، في خانة الإخفاق الحقيقي لوزيرة التربية التي راهنت منذ البداية على (باك ناجح ومراقبة صارمة)، وهو ما ذهب أدراج الرياح نتيجة عجز الوصاية عن التحكّم الكامل في العملية. وما يعزّز إخفاق بن غبريط في أولى مهمّاتها هو ما تضمّنه موضوع امتحان البكالوريا في مادة الشريعة الإسلامية، والذي كان شبه مطابق لمضمون امتحان البكالوريا التجريبية بثانوية (محمد بجاوي) بباب الزوّار في الجزائر العاصمة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى توضيح ويطرح العديد من التساؤلات في ظلّ التشابه الكبير جدّا الذي يجعل تفسير (الصدفة) يبدو غير مقنع. إضافة إلى ذلك، يسجّل على وزيرة التربية إخفاق آخر، وهو إخلافها لوعودها بفتح مراكز امتحانات البكالوريا على مستوى بعض المناطق النائية بولايات الجنوب الكبير، خاصّة تمنراست وتندوف وإيليزي وأدرار والوادي، وهو الأمر الذي أدّى إلى حرمان عدد كبير من المترشّحات الممتحنات بالمناطق النائية في الجنوب الكبير من أداء امتحان البكالوريا بسبب صعوبة التنقّل ومنع أولويائهن لهنّ من التنقّل إلى مسافات تزيد عن 150 كلم والمبيت خارج بيوتهن. وكانت الوزيرة الجديدة قد تعهّدت بحلّ المسألة التي تظلّ مطروحة منذ سنوات لكنها لم تف بوعودها، حسب بعض ممثّلي نقابات التعليم بالجنوب. وضع الأمازيغية "يحزن" بن غبريط أكّدت وزيرة التربية نورية بن غبريط أن إصلاح المنظومة التربوية يرتكز على آليات وقواعد لإصلاح جذري يخضع لضوابط تمسّ مختلف الفاعلين بالقطاع، وذلك لدى إشرافها على سير امتحانات البكالوريا بالبويرة. وقالت بن غبريط إن تعميم تدريس اللّغة الأمازيغية يخضع للطلب والإقبال، مؤكّدة أن انخفاض تدريس هذه اللّغة عبر العديد من ولايات الوطن يعود إلى قلّة الإقبال، ممّا يتطلّب التحسيس قصد مدّ بساط اعتماد اللّغة الأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب العربية من عبارة عن لغة شفوية إلى مشروع لغة كتابية يجب أن يخضع لضوابط وإشراف أخصّائيين لضمان تدريس وفق الشروط والمعايير. وهنا تحدّثت الوزيرة عن التفكير في إنشاء أكاديمية على المدى البعيد للسّماح للفاعلين في هذا المجال ببلورة وتعميق الأبحاث لتطوير هذه اللّغة، وكذا وضع آليات من أجل تعميمها وتدريسها وترقيتها حسب المتطلّبات الاجتماعية على المستوى الوطني، وهو ما اعتبرته الوزيرة بالحلّ لعائق التدريس الذي تواجهه اللّغة الأمازيغية وتعرقل اعتمادها كلغة رسمية. وفي ما يتعلّق بإصلاح المنظومة التربوية أقرّت الوزيرة ب (وجود نقص في هذا المجال لأسباب متعدّدة)، مشدّدة على (ضرورة وضع مقاربة مندمجة لطرح المسائل البيداغوجية وتلك المتعلّقة بالتكوين، وكذا تسيير المنظومة التربوية). وكانت السيّدة بن غبريط قد أشرفت في الصبيحة على فتح أظرفة امتحانات البكالوريا بثانوية (محمد الصديق بن يحيى) بمدينة البويرة قبل متابعة بمديرية التربية تقرير حول وضعية امتحانات نهاية السنة في أطوار التعليم الثلاثة. وقد أعربت الوزيرة بالمناسبة عن ارتياحها للظروف (الحسنة) التي تسير فيها امتحانات البكالوريا بولاية البويرة وعلى المستوى الوطني دون أن تبدي حرجا من حالات الغشّ أو تفسر سبب تشابه امتحان الشريعة الإسلامية بين (الباك) الرّسمي و(الباك) التجريبي بإحدى ثانويات باب الزوّار.