تواصل منذ بحر الأسبوع الماضي، القافلة الطبية للحماية المدنية لولاية المدية، رحلتها الإنسانية لمعالجة مرضى سكان المناطق النائية، كما كانت فرصة سانحة لكشف عائلات تعاني التهميش والعزلة ولم تتذوق طعم الاستقلال بعد. بعد الزيارتين التي قادت أفراد الطاقم الطبي والنفسي للمناطق الريفية المعزولة، المندرجة في إطار الجهود المبذولة لترقية التكفل الصحي ومكافحة جميع الأمراض بالمناطق النائية، على غرار مداشر بلدية البواعيش بنحو 130ك لم جنوب غرب المدية، والتابعة جغرافيا لدائرة الشهبونية وكذا قرى بلدية أولاد هلال بدائرة أولاد عنتر والتي بلغت 19 منطقة معزولة، أين تكفل الفريق الطبي للحماية المدنية المتكون من 3 أطباء وأخصائي نفساني ومساعدة اجتماعية، إضافة إلى ممرضين وصيدلي وأعوان الحماية المدنية، بفحص ومعالجة أزيد من 135 مريض من رجال نساء وأطفال. وحسب رئيس خلية الاتصال والإعلام بذات المديرية، فقد تم تقديم كل المساعدات الطبية اللازمة للمرضى المعالجين، سواء تعلق الأمر بالفحوصات الطبية أو العلاجات الإستعجالية ووصفات الأدوية، فيما كانت توجه بعض الحالات الخطيرة، إلى المؤسسات الإستشفائية القريبة من أجل الفحص المعمق. ومن خلال هذه الفحوصات، تبين أن أغلب الأمراض كانت روتينية على غرار آلام الظهر - ارتفاع الضغط الدموي- السكري والكولسترول، إضافة إلى حالتين مصابتين بمرض سلطان الثدي، تم التكفل بهما نفسيا وتوجيههما لإجراء فحوصات معمقة بالمصالح الإستشفائية المختصة،أما بالنسبة لفئة الأطفال فإن أغلب الحالات، كانت تتمثل في الإصابة بأمراض التهاب اللوزتين والديدان المعوية. بالإضافة إلى حالات مرضية أخرى تم التكفل بها نفسيا واجتماعيا، كما هو الحال بالنسبة لعائلة تعيش حياة مزرية، تتكون من خمسة أفراد يجمعهم منزل غير لائق تماما للسكن، بإحدى قرى بلدية البواعيش السالفة الذكر، حيث يوجد الأب والأم والإبن الصغير في حالات إعاقة حركية جد متطورة، فالابن الأكبر ذو 15 سنة والبنت 12 ربيعا، لم تتح لهما فرصة الالتحاق بمقاعد الدراسة لحد الآن، وبالمختصر المفيد فإن، هذه الأسرة تعيش حالة إجتماعية مزرية للغاية وفقر مدقع بمعنى الكلمة.