أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس أمس السبت بالجزائر العاصمة عن إجراءات جديدة لتنظيم السوق الوطنية للأدوية، منها فتح مديرية جديدة للأدوية بوزارة الصحة من أجل تسهيل تسجيل الأدوية وتقليص المدة الخاصة بذلك· وشدد وزير الصحة خلال لقائه بالمتعاملين في مجال المواد الصيدلانية الوطنيين والأجانب على أهمية التعجيل بمراقبة الأدوية قبل نزولها إلى السوق من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية· وحسب الوزير فإن نفس الإجراء سيتم تطبيقه فيما يتعلق بتحرير المادة الأولية التي تدخل في صناعة الأدوية، حيث أشار إلى تقليص المدة التي تقضيها هذه المواد بالموانئ وعلى مستوى مصالح الجمارك بعد التخفيف من الإجراءات الإدارية· والتزم السيد ولد عباس ليس بتقديم الدعم لمجمع صيدال فقط بل بمساعدة المنتجين عموما في الحصول على القروض والتخفيف من الإجراءات البنكية· وفيما يتعلق بالانقطاعات والندرة التي سجلت خلال الأشهر الأخيرة أعلن وزير الصحة بأنه لن يتسامح من الآن فصاعدا مع المتسببين في هذه الاختلالات· وبالنسبة لصعوبة عملية توزيع الأدوية نظرا لشساعة القطر والعدد الكبير للوكالات الصيدلانية (8000 وكالة) أعطى السيد ولد عباس مهلة للموزعين لتنظيم أنفسهم في شكل تعاونيات لتسهيل هذه العملية· وأبرز أن مشروع مرسوم إنشاء وكالة وطنية للدواء هو جاهز بعد أن أدخلت عليه تعديلات بإدراج ممثلي النقابة الوطنية لصيادلة الوكالات في تشكيلته· أما عن المستوردين والذين يقومون بالتوضيب ولا زالوا يتماطلون في الانتقال إلى الإنتاج أعطى الوزير مهلة (آخر سنة 2010) للامتثال لقرارات الحكومة الخاصة بذلك· وأكد السيد ولد عباس على ضرورة تقليص فاتورة استيراد الأدوية وتعزيز الإنتاج الوطني لتغطية 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية مع آفاق 2014 وتشجيع إنتاج واستهلاك الأدوية الجنيسة· وبعد أن قدم مدير الصيدلة بالوزارة السيد حافظ حمو مداخلة حول وضعية سوق الأدوية بالجزائر عرض ممثلو مختلف المتعاملين مشاكلهم والعراقيل التي تعيق الاستثمار في هذا المجال· واقترح ممثل النقابة الوطنية للمتعاملين في الصيدلة إعادة النظر في النظام الحالي لتمويل الصناعة الصيدلانية وإعطاء مكانة أكبر للتكوين وتحديد المعايير القانونية للأدوية الممنوعة من الاستيراد· من جهته، ممثل جمعية المنتجين المحليين للأدوية شدد على ضرورة الوصول لإجماع حول نظام التعويض والسعر المرجعي ووضع استراتيجية وطنية للأدوية على المدى القصير والمتوسط وتكوين الإطارات في الصيدلة والكمياء والتقنيين· وطالب ممثل مجمع صيدال من جهته من الوزارة بتخصيص مصلحة لتسجيل الأدوية المصنعة محليا وتحيين قائمة الأدوية الممنوعة من الاستيراد ومساعدة المنتجين على توسيع وحدات الإنتاج من أجل تطويره وتلبية الاحتياجات الوطنية· أما ممثل النقابة الوطنية للوكالات الصيدلانية فقد أكد على دور الصيدلي في تشجيع استهلاك الأدوية الجنيسة داعيا إلى التعجيل بإنشاء الوكالة الوطنية للأدوية التي اعتبرها المؤسسة الوحيدة التي تضمن حقوق الجميع والممارسات التجارية الجيدة·