أكد الفنان السوري بسام كوسا أنه لم يُعلِّم مواطنته المطربة أصالة نصري التمثيل حتى تدخل مجال السينما بفيلم تشاركه فيه البطولة، فيما اعتبر زوجته سرَّ نجاحه المستمر وحصوله على جائزة "الموريكس دور" لأفضل ممثل عربي. وفي الوقت الذي اعتبر الدراما السورية مبنيةً على الصدفة وليس لها أية إستراتيجية واضحة، وقد تنهار فجأة، فإنه أشار إلى أنه لا يمكن أن يقارن نفسه بالنجم دريد لحام. وقال كوسا– في مقابلةٍ مع برنامج "هلا وغلا" على قناة "أبو ظبي" الإماراتية: "لم أعمل مستشارًا فنيًّا لأصالة، وما تردد عن أنها قامت بإجراء "بروفات" لأداء فيلم سينمائي تحت إشرافي ليس له أساس من الصحة، ولم أتفق على التمثيل معها في أحد الأفلام". وأضاف: "أصالة من المطربين الذين أحب أصواتهم، وقد تردد أن أصالة ستدخل تجربة سينما، وصرَّحت بأنها من الممكن أن تستشيرني في أداء الشخصية، ولكن البعض حرَّف الكلام بطريقة مختلفة". وأكد الفنان السوري أن زوجته سر تميزه ونجاحه المستمر طوال مسيرته الفنية الطويلة، مرجعا حصوله على جائزة "الموريكس دور" لأفضل فنان عربي متفوقا على نجوم كبار أمثال المصري يحيى الفخراني؛ إلى دعمها ومساندتها له في كافة مراحل حياته الفنية. وأوضح كوسا أن زوجته جعلته يهرب من كل شيء خاص بالفن (من حفلات ومقابلات ومعجبات) إلى البيت، معتبرا أنه يدين لها بفضل كبير، خاصة وأنها تحملت معه كثيرا في بداية حياتهما، وعانت معه الكثير من الظروف الصعبة. وأشار إلى أنه لن يفرض على أولاده مهنة الفن، وأنه سوف يتركهم لاختيار المهنة الأصلح لهم؛ لأن مستقبلهم يخصهم أولا وأخيرا، إلا أنه شدد على أنه سوف ينصحهم إذا وجدهم يتخبطون. وشدد الفنان السوري على أن الدراما في بلاده مبنية على الصدفة ومرتجلة، وأنها من الممكن أن تنهار في أي وقت، مشيرا إلى أن الدراما ليست لها أي استراتيجية واضحة، ولا نعرف ماذا سنقدم بعد سنتين. وقال كوسا لا توجد خطوط عريضة تحدد مسار الدراما، فعندما نعمل مسلسلا تاريخيا، فالكل يقلده، وعندما نعمل مسلسلا كوميديا أو اجتماعيا يتم تقليده أيضا؛ حيث أصبحنا بلا هوية فنية. وطالب بإستراتيجية ترسم مسار الدراما خلال الفترات المستقبلية، مشددًا على ضرورة وجود تنسيق كامل بين صُنَّاع الدراما لتقديم مواضيع جديدة ومعالجة المستجدات والظواهر الجديدة. ورفض الفنان السوري مقارنة نفسه بمواطنه النجم دريد لحام؛ لأنه علامة مميزة، وله خط مستقل يتفوق فيه على الجميع، مشيرًا إلى تفوُّقه في الدراما والكوميديا على كل منافسيه في العالم العربي. وأوضح كوسا أنه لم يتمنَّ أن يخصص لنفسه خطًّا أو مدرسة مثل لحام، خاصة أن كل فنان له بصمته ويقوم بمشواره، ولا أحد يختصر الدراما السورية التي هي بانوراما كاملة اسمها "مسيرة فن". وكشف أنه يتلقَّى كثيرًا دور البطولة في أعمال كثيرة، إلا أنه كان دائمًا يرفضه؛ لأنه لا يجد نفسه فيها، ولا يستطيع أن يقوم بمثل هذه الأدوار، لافتًا إلى أنه كان يرى غيره قادرًا على أن يلعب الدور بطريقة أفضل. وشدد الفنان السوري على رفضه التام تقديمَ أية سيرة ذاتية أيًّا كانت؛ لأنه لا يمكن أن يتم تقديم الشخصية مجردةً، لافتًا إلى أن هذا الأمر سبب رفضه القيامَ ببطولة مسلسل عن قصة الملحن بليغ حمدي. من جانب آخر، اعتبر كوسا أن المشاركة في الأعمال الفنية المصرية لا تندرج ضمن اهتماماته الفنية، واصفًا أقرانه الذين قاموا بذلك من الفنانين السوريين بأنهم "أجادوا فهم الأمر أكثر منه". وقال كوسا، خلال جلسة عقدت ضمن مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، إنه لن يتمكن من التعبير عن المجتمع المصري بنفس الكفاءة والقدرة التي يمكن أن يعبِّر بها الفنان المصري، خاصة أن مصر لديها رصيد كبير من الفنانين الرائعين، على حد وصفه. واعتبر أنه لا يوجد من يستطيع أن يمنع الفنان من حقه الشرعي في المشاركة في أعمال فنية بأي مكان في العالم، واصفًا المشاركة السورية في الأعمال المصرية ب"الصحية والطبيعية". وتطرَّق كوسا إلى الانتقادات التي تعرَّض لها مسلسله الأخير "وراء الشمس"، وأرجع ذلك إلى الأخطاء التي وقع فيها فريق العمل في بعض التفاصيل التي لا تتفق مع شخصية مريض التوحد، مشيرًا إلى اعتذاره عن عدم الإشراف على العمل نتيجة عدم الأخذ بملاحظاته في هذا الخصوص.