رغم تطمينات وزارة التجارة الزّاعمة عدم ارتفاع الأسعار في شهر رمضان، إلاّ أن تجّار التجزئة لم يستجيبوا لما أقرّته وزارة التجارة، حيث شهدت أسعار الخضر والفواكه يوم أمس وعشية الشهر الفضيل ارتفاعا جنونيا لم يكن متوقّعا بعد كلّ تلك التطمينات، سواء من قِبل الوزارة أو من الديوان العام للديوان المهني المشترك للخضر واللّحوم الذي طرح أسعار بعيدة كلّ البعد عن الواقع المعاش في الأسواق.اصطدم المواطنون بازدواجية أسعار الخضر والفواكه التي أعلن عنها الديوان العام للديوان المهني المشترك للخضر واللّحوم وتضاربها مع الأسعار المسجّلة على أرض الميدان، أين طالب المواطنون عشية شهر رمضان المعظّم الجهات المعنية بتشديد الرقابة على التجّار، حيث عرفت أسعار الخضر والفواكه ومختلف اللّحوم في أسواق ولاية الجزائر ارتفاعا قياسيا، ما ألهب جيوب المواطنين وأثار تذمّرهم، وذلك عشية حلول شهر رمضان المعظّم. وفي هذا السياق، توجّهت (أخبار اليوم) إلى بعض أسواق التجزئة لرصد أسعار الخضر والفواكه فوحدت أن لحم الغنمي يباع ب 1450 دينار للكيلو غرام الواحد والدجاج ب 320 دينار جزائري للكيلو غرام الواحد ولحم البقر ب 1200 دينار جزائري للكيلو غرام الواحد، حيث وقفنا على بعض أسواق ولاية الجزائر، منها (مارشي 12) بالجزائر العاصمة وسوق باش جراح شرق الجزائر العاصمة، أين تجلّى لنا أنه ورغم كلّ الإجراءات والتدابير التي تعلن عنها السلطات اتجاه محاربة المضاربة في الأسعار والمراقبة ما تزال تبقى غير كافية، وما يؤكّد الوضع (لهيب) أسعار الخضر والفواكه، وهو الأمر الذي استنكره جلّ المواطنين وأثار تذمّرهم، خاصّة ونحن في شهر الرّحمة والغفران. من هنا تقصّت (أخبار اليوم) أسعار بعض الخضر والفواكه في الأسواق السالفة الذكر، حيث قفز سعر الكوسة من 50 دينارا جزائريا للكيلو غرام الواحد إلى 200 دينار جزائري للكيلو غرام الواحد، فيما بلغ سعر الطماطم 80 دينارا جزائريا بعدما كانت 50 دينارا جزائريا، بينما ارتفع سعر الجزر من 45 إلى 60 دينارا جزائريا، ونفس الشيء بالنّسبة لسعر الفلفل الذي ارتفع من 70 دينارا جزائريا إلى 100 دينار جزائري، أمّا اللفت فقد ارتفع إلى 80 دينارا جزائريا مثله مثل الشمندر والخيار ويبقى سعر الكيلو غرام الواحد من البطاطا والبصل الأخضر الوحيد الذي ما يزال يتراوح بين 35 إلى 45 دينارا جزائريا، بينما سعر البصل اليابس 30 دينارا جزائريا، الجلبانة 160 دينار جزائري والفول 60 دينارا جزائريا. كما وجدنا أسعار الفواكه في هذه الأسواق مرتفعة، فسعر الكيلو غرام لفاكهة المشمش يقدّر ب 130 دينار جزائري، بينما بلغ سعر الموز 150 دينار جزائري إلى 160 دينار جزائري، فيما وصل الكرز إلى 500 دينار جزائري والتفّاح إلى 200 دينار جزائري والبرتقال إلى 180 دينار جزائري.من جهة أخرى، شهدت أسعار اللّحوم هي الأخرى ارتفاعا مجدّدا بعدما عرفت استقرارا منذ أسابيع، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الديك الرّومي 480 دينار جزائري بعدما كان لا يتجاوز 380 دينار جزائري، وبلغ سعر لحم البقري من 1200 حتى 1300 دينار جزائري (هبرة) واللّحم الغنمي من 1450 إلى 1500 دينار جزائري، بينما انخفض سعر السردين من 400 دينار جزائري إلى 300 دينار، في حين عرفت أسعار اللّحوم البيضاء في مختلف أسواق العاصمة ارتفاعا كبيرا، حيث عرف قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، إلاّ أن أسعار هذه اللّحوم زادت ارتفاعا، فبعدما كان سعرها 210 دينار جزائري للكيلو غرام الواحد منها ارتفع إلى حدود 330 دينار جزائري. المنتجات الفلاحية ستكون متوفّرة في شهر رمضان ولكن...رغم تطمينات وزارة التجارة والواقع الذي يعاش اليوم في الأسواق الجزائرية نلاحظ أن ما أكّده المدير العام للديوان المهني المشترك للخضر واللّحوم (أونيلاف) بن علال صحراوي بعيد كلّ البعد عن حقيقة الأسعار في الأسواق، حيث أكّد بن علال على وفرة المنتجات الفلاحية من خضر وفواكه ولحوم بنوعيها طيلة شهر رمضان، مضيفا أن أسعار الخضر -التي ارتفعت في الآونة الأخيرة- مرشّحة للانخفاض بعد الأسبوع الأوّل من شهر رمضان. وأوضح بن علال صحراوي أن الإنتاج جاء وفيرا هذه السنة، لا سيّما بالنّسبة للبطاطا التي (يقارب مخزونها مخزون سنة 2013 رغم وجود نقص طفيف في المساحات المزروعة). من جانب آخر، وبخصوص أسعار مختلف المنتجات الفلاحية في أسواق الجملة ذكر المسؤول أن البطاطا البيضاء تراوحت في آخر الأسبوع بين 30 و40 دج للكلغ حسب النّوعية، فيما تراوح سعرها عند الفلاّح بين 25 و32 دينارا جزائريا للكيلو غرام الواحد، وقدّر سعر البطاطا الحمراء بما بين 30 و32 دج للكيلو غرام الواحد. وتراوح سعر الجزر بين 30 و45 دج للكلغ والطماطم بين 20 و40 دج والكوسة بين 15 و30 دج والباذنجان بين 50 و75 دج وبين 50 و70 بالنّسبة للفلفل وبين 10 و12 دج بالنّسبة للبصل وبين 50 و70 دج بالنّسبة للفاصولياء الخضراء. كما بلغت أسعار التمور ما بين 150 دج و600 دج في سوق الجملة حسب النّوعية، فيما قدّر سعر زيتون المائدة بما بين 120 و240 دج للكغ الواحد. وقدّر سعر الدجاج المجمّد ب 230 دج في سوق الجملة، في حين بلغ في أسواق التجزئة حوالي 300 دج للكيلوغرام الواحد. وبالنّسبة للّحوم الحمراء الطازجة أفاد بن علال بأنها تتراواح بين 750 و900 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد في المذابح تضاف إلى الكمّية المستوردة من اللّحوم الحمراء المجمّدة والمقدّرة ب 30 ألف طنّ. ومن جهته، دعا الناطق باسم اتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار المواطنين في وقت سابق إلى عدم التخزين واقتناء حاجياتهم بعقلانية خلال الشهر الفضيل لعدم التسبّب في ارتفاع الأسعار رافضا وصف التجّار بالجشع، قائلا في هذا الصدد (إن ارتفاع الأسعار لا يتحمّلها تاجر التجزئة لأنه عادة ما يقتنيها بأسعار مرتفعة من أسواق الجملة، إلاّ أن أصابع الاتّهام غالبا ما توجّه إلى التجّار الذين يتحمّلون ضريبة المضاربة)، كما أطلق النّار على وزارة التجارة التي اعتبرها تضيّق الخناق والراقابة على التجّار النّظاميين فيما تشهد الأسواق الموازية حرّية أكبر وعدم إزالتها بالرغم من خطورة المنتجات التي تعرضها تحت أشعّة الشمس على صحّة المواطنين. لا لتخزين المواد الغذائية للتذكير، فقد تنصّل وزير التجارة عمارة بن يونس من مسؤولية ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان في ندوة صحفية سابقة، مبرّرا بأن السوق حرّ ويخضع لقانوني العرض والطلب، وأن الدولة مسؤولة عن الحفاظ على أسعار المواد الاستهلاكية المقنّنة فقط فيما رمى بكرة الأسعار في مرمى المواطنين، حيث دعا وزير التجارة المواطنين إلى عدم التخزين الذي اعتبره السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار وهو نفس المبرّر للوزير الأسبق مصطفى بن بادة.عبلة عيساتي