يسعى البعض في شهر رمضان للتقرب من الله عز وجل وزيادة الحسنات في هذا الشهر المبارك. وقد يقع البعض في أخطاء شائعة في رمضان تجعله لا يدرك رمضان بصورة صحيحة. اعتبار رمضان بمثابة طقس عادي فقد يخسر الكثير من الأفراد القيم الروحانية في رمضان ويصبح رمضان لديهم شكلا من أشكال العبادة ويصوم من الصباح إلي المساء لمجرد أن الجميع من حولنا يصوم. وننسي أنه حان الوقت لتنقية قلوبنا ونفوسنا من كل شر وأن نتوسل إلى المولى عز وجل بالغفران وأن يعتق رقابنا من النار. وقال الرسول صلي الله عليه وسلم _ رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ منه قبل أن يغفر له، رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة _. الضغط على المعدة بتناول الكثير من الطعام والشراب: بالنسبة لبعض الناس، تدور أحداث شهر رمضان حول الطعام. ويقضون طوال اليوم في الطبخ والتسوق والتفكير فقط في الوجبات الغذائية، بدلاً من التركيز على الصلاة وقراءة القرآن الكريم وغيرها من العبادات الدينية. ويزداد تفكير هؤلاء أن شهر رمضان هو شهر الولائم والعزومات. وعندما يأتي وقت الإفطار تجد أن طاولة الطعام تمتلئ بالعديد من الأصناف والحلويات. هؤلاء الأفراد من الخاسرين حقاً، لأن الهدف من الصوم هو كبح الشهوات والرغبات وليس زيادة هذه الرغبات، إلى جانب ذلك فإنه يؤدي إلي إهدار الغذاء والإسراف لقوله تعالى في سورة الأعراف الأية 31 (كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين) قضاء كل اليوم في الطبخ: بعض ربات المنزل يقضين طوال النهار والليل وبحلول نهاية اليوم يصبح لديهن شعور بالتعب والإرهاق. ولا يقضون الليل في صلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن، يجب أن يستغلوا شهر رمضان جيداً فهو شهر الرحمة والمغفرة. الإفراط في تناول الطعام: بعض الناس يفرطوا في تناول الطعام في وجبة السحور حتى أن يصبح لديهم شعور بالانفجار. لأنهم يعتقدوا أن ذلك هو السبيل الوحيد لعدم الشعور بالجوع خلال النهار. والبعض الآخر يتناول الكثير من الطعام على الإفطار لمحاولة تعويض النقص الذي واجهه طوال اليوم. والخير في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روي أحمد والترمذي عن المقدام بن معدي كرب، رضي الله عنه قال _ قال رسول الله صلي الله عليه و سلم _ ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه بحسب ابن ادم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه وهو صحيح. فعند تناول الكثير من الطعام يصرف الشخص عن العديد من أعمال الطاعة والعبادة ويصبح شخصا كسولا للغاية. النوم طوال اليوم: يقضي بعض الأفراد طوال اليوم في النوم أو جزء كبير منه. ولا يستطيعوا أن يستيقظوا ويواجهوا الجوع أو ممارسة ضبط النفس والتحكم في الرغبات. ولا يستفيدون من الشهر الكريم. إضاعة الوقت: الوقت في شهر رمضان ثمين جداً لدرجة أن المولي عز وجل يقول عنه أيام معدودات. فهو شهر الرحمة والغفران. وعلينا أن نحاول قضاء كل لحظة في عبادة الله تعالى حتى نتمكن من تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة. ومع ذلك قد يعمل البعض في إضاعة شهر رمضان في ألعاب الفيديو أو مشاهدة التليفزيون أو الأفلام أو حتى الأسوء من ذلك في الاستماع إلى الموسيقى، قد يعتقدوا أن ذللك يساعدهم على عدم الشعور بالجوع ولكن هذا معصية للمولى عز وجل. عدم التخلي عن الكثير من أمور الشر: البعض لا يتخلي عن بعض الصفات السلبية مثل الشتائم والكذب والغيبة والنميمة وغيرها من الأمور مثل الغش والسرقة والقيام بالمحرمات والكثير من الأمور غير المسموح بها دون أن يدركوا بأن الغرض من الصيام هو التقوى والعمل الصالح. لقوله تعالى في سورة البقرة الأية 183 (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أيام معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خيراً لكم إن كنت تعلمون) وقال صلي الله عليه و سلم _ من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه _ رواه البخاري. عن أبي هريرة رضي الله عنه رواية قال (إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم) رواه مسلم. تجاهل وجبة السحور: فقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تناول وجبة السحور عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم _ تسحروا فإن في السحور بركة _ رواه البخاري و مسلم. أخطاء شائعة في رمضان تأخير وجبة الإفطار: ينتظر بعض الناس ينتظروا حتى انتهاء الأذان أو بضع دقائق بعد الأذان ولكن من السنة تعجيل الفطور. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم _ مازالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور _ رواه البخاري. والمعنى هنا تعجيل الإفطار إذا تحققت من غروب الشمس وتأخير السحور إلى ما قبل أن يتحقق من طلوع الفجر. تضييع صلاة المغرب: قد يستمر البعض في الأكل بصفة متتالية وشرب الشاي وتناول الحلويات حتي يضيع وقت صلاة المغرب. ولكن من الصحيح كسر الصيام بالتمر ثم الصلاة ثم الإفطار. فهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأيضاً تفوتهم فرصة ذهبية لتقبل الدعاء فهذا الوقت من أوقات الاستجابة. و يجب عدم الانشغال بتناول الطعام وإعداد الطاولة والانصراف عن العبادات. الصوم بدون أداء الصلاة: صيام الشخص الذي لا يصلي غير مقبول. لأن عقوبة تارك الصلاة تساوي الكفر. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم _ بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة _ رواه مسلم. وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام _ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر _ أخرجه الإمام أحمد. الصوم وعدم ارتداء الحجاب: عدم ارتداء الحجاب من كبائر الذبوب وهو فريضة على النساء كما ذكر في القرآن الكريم في سورة النور والأحزاب. عدم الصيام بسب الامتحانات أو العمل: الامتحانات أو العمل ليست من الأعذار التي تسمح بها الشريعة الإسلامية. فيمكنك القيام بهذه الأمور ليلاً. وتذكر أن طاعة الله أهم وأغنى من أي أمور دنيوية. فعند أدائك الصيام الصحيح ستجد أن الله عز وجل يكافئك على ذلك لقوله تعالى _ ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب _ المزج بين نية الصوم واتباع نظام غذائي: لا تقع في هذا الخطأ أبداً، فالصوم عبادة لله عز وجل لا تتداخل فيها أي نوايا أخري. تضييع العشرة الأواخر في الاستعداد للعيد: البعض يضيع العشر الأواخر في الاستعداد للعيد والتسوق وارتياد مراكز التسوق. و عدم الاهتمام بليلة القدر. يمكنك شراء كل ما ستحتاجه في العيد قبل رمضان حتي يمكنك الاستفادة من العشر الأواخر في سباق الطاعات. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر (شد المئزر، وأحيا الليل، وأيقظ أهله) رواه ابن خزيمة في صحيحه. و قال صلى الله عليه وسلم _ إلتمسوا العشر الأواخر، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، وفي سابعة تبقى، وفي خامسة تبقى _ رواه البخاري.