قال الدكتور راغب السرجاني، المؤرخ الإسلامي، إن (قضية فلسطين من أخطر القضايا التي تواجه أمة الإسلام، الأرض الإسلامية المباركة المغتصبة، تآمر عليها أهل الشرق وأهل الغرب، ومع ذلك طمأننا الله عز وجل في كتابه أن ميراث هذه الأرض سيكون للمسلمين المتقين: {إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). وقال (السرجاني)، في كتابه (فلسطين لن تضيع.. كيف)، أن (الله خصها والمسجد الأقصى بخصائص فريدة لا تجتمع في غيرهما من أراضي المسلمين)، وذكر (السرجاني) 10 من الفضائل التي منحها الله لفلسطين. 1- عاش بها معظم الأنبياء والمرسلين، وعلى رأسهم الخليل إبراهيم عليه السلام، كما عاش فيها إسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى وداود وسليمان، والسيدة مريم العذراء، ودخله ذي النون فاتحاً، وأُسري بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليهم أجمعين وسلم، وانبعث منه معظم الرسالات السماوية. 2- أرض المحشر والمنشر قالت ميمونة رضي الله عنها مولاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ)، فَقَالَ: (َأرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ). 3- سماها الله عز وجل في كتابه بالأرض المباركة وبالأرض المقدسة. 4- بها المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين. كان المسجد الأقصى بفلسطين قبلة المسلمين الأولى لمدة 14 عامًا، ولما يقرب من سبعة عشر شهراً من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة، قبل أن يأمر الله نبيه بتحويلها إلى المسجد الحرام. وفي أمر تحويل القبلة قال الله تعالى: (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ). 5- المسجد الأقصى لا تُشد الرحال إلا إليه وإلى البيت الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى). 6- مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. 7- الأقصى مبدأ معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وروى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ -وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ_ قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِس، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ). 8- جعل الله على أرضها كثيرًا من المعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين كأجنادين، وبيسان، وحطين، وعين جالوت، وسيكون على أرضها أيضًا القتال الأخير بين المسلمين واليهود، والذي سيكون قبل الساعة مباشرةً، وفيه ينتصر المسلمون. 9- المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض، يعتقد أغلب العلماء أن الملائكة أو آدم عليه السلام (أو أحد أبنائه) هو الذي بنى المسجد الأقصى، بعد أن بنى المسجد الحرام بأربعين سنة، ففي صحيح مسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وُضِع في الأرض أولا؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصل، فهو مسجد). 10- بارك الله عز وجل في أهلها إلى يوم القيامة، فأشار إلى أنهم لا يزالون على الحق إلى يوم القيامة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بسكنى الشام: عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، رواه أبو داود وأحمد، بسند صحيح. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك)، قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).