توّج المنتخب الهولندي بالمركز الثالث في كأس العالم البرازيل 2014 بعد فوزه على البرازيل بثلاثية نظيفة في اللّقاء الذي جمع الفريقين على ملعب (غارينشا) في برازيليا أوّل أمس. سجّل أهداف اللّقاء كلّ من روبن فان بيرسي في الدقيقة ال 3، بينما أضاف دالي بليند الهدف الثاني في الدقيقة ال 17، فيما سجّل جورجينيو فينالدوم الهدف الثالث في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع. مركز رابع للبرازيل بخسارة جديدة خرج المنتخب البرازيلي من المونديال كرابع العالم بعد تلقّيه خسارة أخرى ثقيلة على يد هولندا هذه المرّة بنتيجة قوامها 3 أهداف مقابل لا شيء، ليخرج بذلك صاحب الأرض من الباب الضيّق للمونديال، ليس بسبب مركزه، بل بسبب أدائه المخجل في آخر مبارتين واستقباله ل 10 أهداف في مبارتين فقط. نهاية مؤلمة للبرازيليين المتابع لأداء أبناء سكولاري في المونديال يدرك جيّدا أن منتخب (السامبا) لم يكن بذلك المنتخب المبهر حتى قبل خسارته المدوّية أمام ألمانيا، فالمستوى كان متذبذبا في مجمل البطولة واعتمد كثيرا على اجتهادات فردية من اللاّعبين بالأخص نيمار الذي كان حلاّ في وقت انعدمت فيه حلول سكولاري الذي أحضر معه مهاجمين ربما حتى مقاعد المدرّجات كبيرة عليهم وهما فريد وجو.. ثنائي يقتل كلّ أمل لعشّاق البرازيل. بطبيعة الحال نسيان خسارة ألمانيا التاريخية بالسبعة لم ولن يستطيع المشجّع البرازيلي نسيانها فهي أشبه بالكابوس، ولكن آخر ما كانت تتطّلع إليه الجماهير البرازيلية الغفيرة هي أن تلحقها بخسارة أخرى قاسية على يد الهولنديين، فهو بذلك أسوأ وداع للمونديال الذي حلموا به كثيرا. البرازيل بحاجة إلى إخراج العديد من المواهب الحقيقية وليست الإعلامية، فالأسماء الحالية حملت أكثر من طاقتها فهي أسماء شابّه تفتقد إلى الخبرة وكذلك المستوى المرتفع الذي كانت عليه البرازيل في 2002 وما قبلها. نقطة تحوّل المباراة يعدّ الهدف المبكّر الذي أحرزه فان بيرسي في أوّل ثلاث دقائق من المباراة نقطة التحوّل، فبهذا الهدف هولندا أربكت دفاعات البرازيل الهشّة مبكّرا وتمكّنت من تعزيز النتيجة بعدها. أفضل لاعب في المباراة.. أريين روبن كالعادة تمكّن النفاثة الهولندية من خطف لقب رجل المباراة بعد تسبّبه في ركلة الجزاء الأولى لمنتخب بلاده مبكّرا، وتمكّن من خلال تحرّكاته الكثيرة من إتعاب الخطّ الخلفي للبرازيل. أسوأ لاعب في المباراة.. الدفاع البرازيلي دفاع هشّ لا يمكن وضعه في تشكيلة لأيّ مباراة في كأس العالم، لم يتمكّن بالقيام بدوه بالشكل المطلوب ليخرج (السامبا) من الباب الضيّق وبعشرة أهداف في آخر مباراتين له. نيمار يؤازر البرازيل أمام هولندا تواجد المهاجم البرازيلي نيمار، الذي تعرّض لكسر في إحدى فقرات ظهره، على مقاعد بدلاء منتخب بلاده قبل المباراة، ومشى نيمار ببطء وجلس على مقاعد البدلاء قبل أن يوجّه تحية للجماهير البرازيلية. الجمهور البرازيلي استقبل سكولاري ولاعبي المنتخب بصفّارات الاستهجان استقبل الجمهور البرازيلي مدرّب المنتخب الوطني لويز فيليبي سكولاري وبعض اللاّعبين مثل فريد وهولك بصفّارات الاستهجان لدى وصول (السيليساو) إلى الملعب. وما إن ظهرت على الشاشات العملاقة في الملعب صور وصول حافلة المنتخب وترجّل سكولاري وفريد وهولك منها حتى أطلق الجمهور الذي يبلغ عدده حوالي 69 ألف مشجّع، صيحات استهجانه استنكارا للهزيمة النكراء التي تلقّاها صاحب الضيافة أمام ألمانيا (7 - 1) في الدور قبل النّهائي. لاعبو البرازيل يعتذرون لجماهيرهم وجّه لاعبو المنتخب البرازيلي اعتذارا شديدا إلى مشجّعي الفريق واعترفوا بأن ليس لديهم ما يقولونه بعد الإخفاق في كأس العالم 2014، والتي أنهاها الفريق في المركز الرّابع. حيث اتّفق جميع اللاّعبون على القول: (إنه شعور مروّع ومخيف، لا أعلم ما أتحدّث به. مُني الفريق بهزيمة كبيرة لم يكن أحد يتوقّعها أمام ألمانيا [7 - 1 في المربّع الذهبي للبطولة]، كما فشلنا في محاولتنا لاجتياز هذه الأزمة وخسرنا مباراة المركز الثالث أمام هولندا 3 - 0). جوليو سيزار يعتزل اللّعب دوليا أقرّ حارس مرمى البرازيل جوليو سيزار بأن مسيرته الدولية انتهت بعد الخيبة التي تلقّاها منتخب بلاده في مونديال 2014. وقال سيزار للصحفيين بعد الخسارة أمام هولندا: (هذه على الأرجح آخر مشاركة لي في كأس العالم، وسيكون اللّعب في كوباأمريكا 2015 في سنّ ال 35 أمرا معقّدا). منتخب هولندا دخل التاريخ دخل منتخب هولندا تاريخ كأس العالم، حيث بات أوّل منتخب في نهائيات كأس العالم يستخدم اللاّعبين ال 23. المدرّب الهولندي لويس فان غال استغلّ تقدّم فريقه (3-0) في الوقت بدل الضائع أمام البرازيل ضمن مباراة المركزين الثالث والرّابع، ليدفع بالحارس الاحتياطي فورم بدلا من الأساسي سيليسين، ليستخدم بالتالي كلّ اللاّعبين الذين اصطحبهم معه إلى كأس العالم. لويس فان غال بتبديله أزاح الألمان عن الرّقم القياسي الذي يحملونه في مونديالي 2006 و2010، حيث كانوا قد استخدموا 22 لاعبا مع عدم استخدام الحارس الثالث، لكن الدفع بفورم جعل هولندا تحقّق رقما قياسيا يستحيل كسره لأنهم استخدموا كلّ اللاّعبين. رقم قياسي "مهين" تحطّمه البرازيل أنهت البرازيل المونديال برقم قياسي في عدد الأهداف التي يتلقّاها مرمى المنتخب المضيف: 14 هدفا. دفاع 2014 دخل التاريخ كونه الأضعف في تاريخ مشاركات البرازيل في نسخ كأس العالم ال 20 وتفوّق على المنتخب المشارك في نسخة 1938 الذي مُني مرماه ب 11 هدفا. ثاني خسارة متتالية للبرازيل بأرضها مند 74 سنة الهزيمة التي مُني بها المنتخب البرازيلي هي الثانية على التوالي التي يمْنى بها البرازيليون بأرضهم منذ 74، أي منذ عام 1940. سكولاري يرمي الكرة في ملعب الاتحاد البرازيلي لم يقدّم لويز فيليبي سكولاري مدرّب البرازيل استقالته من منصبه بعد تلقّي بلاده هزيمة جديدة أمام هولندا. وقال سكولاري بعد خسارة أوّل أمس: (يعود القرار لرئيس الاتحاد البرازيلي، سنقدّم له تقريرا أخيرا وندعه يحلّل ما يجب القيام به). وتابع سكولاري (65 عاما) الذي تعرّض لانتقادات كبيرة بعد خسارة ألمانيا، أمام الصحفيين: (لن أناقش مستقبلي معكم، كنّا سنفوز أو نخسر). وينتهي عقد سكولاري بعد المونديال الحالي، لكن بعض التقارير أشارت إلى احتمال بقائه حتى نهاية السنة. الاتحاد البرازيلي يريد مورينيو لخلافة سكولاري أشارت صحيفة (ماركا) الإسبانية إلى محاولة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إقناع البرتغالي جوزي مورينيو المدير الفنّي لنادي تشيلسي الإنجليزي بتولّي مسؤولية تدريب (راقصي السامبا) خلفا لسكولاري. وأكّدت الصحيفة أن مورينيو سيرفض ترك ناديه تشيلسي، والذي لديه معه ثلاث سنوات أخرى قادمة بالرغم من تصريحاته الأخيرة بتمنّيه تولّي مسؤولية تدريب المنتخب الإنجليزي في يوم من الأيّام. فان بيرسي يهزّ شباك البرازيل بالهدف 100 دخل المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي تاريخ المونديال من بوابة منتخب البرازيل بالهدف الذي سجّله من ركلة جزاء. الهدف الذي سجّله مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي هو رقم 100 في شباك منتخب (السامبا) على مدار مشاركاته في جميع نسخ كأس العالم العشرين منذ انطلاقها عام 1930، ليسجّل هذا الجيل أسوأ مسيرة للمنتخب البرازيلي، حسب ما أشار إليه الموقع الرّسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم. كما يعدّ هذا المونديال الذي تستضيفه البرازيل الأسوأ لها على المستوى الدفاعي، حيث اهتزّت شباكها 13 هدفا مقابل 11 هدفا في مونديالين استضافتهما فرنسا في 1938 و1998. قالو بعد اللقاء فان غال (مدرّب هولندا): "نستحقّ أفضل من المركز الثالث" ختم لويس فان غال مدرّب هولندا مشواره الثاني مع المنتخب البرتقالي فخورا بلاعبيه بعد الفوز على البرازيل (3 - 0) السبت واحتلال المركز الثالث في مونديال 2014 بقوله: (كانت المباراة مبكّرة لأننا لم نحصل سوى على ثلاثة أيّام لهضم الخروج من نصف النّهائي بركلات الترجيح أمام الأرجنتين، فيما حصلت البرازيل على أربعة أيّام)، مضيفا: (فزنا رغم مقاومة البرازيل، التحكيم السيّئ وأفضلية اللياقة البدنية لمصلحة البرازيل.. كلّ هذا لم يكن عادلا، يجب أن يعيد الاتحاد الدولي التفكير بالأمر)، وعن تقييم مشاركة هولندا في هذا المونديال ردّ قائلا: (أنهينا المونديال في المركز الثالث، هزمنا البرازيل 3 - 0، سجّلنا 15 هدفا في 7 مباريات وتلقّينا أربعة فقط، اثنان منها بركلتي جزاء، أعتقد أننا نستحقّ أفضل من ذلك، أنا فخور بلاعبي فريقي وجهازي الفنّي، حلمت بأن أصبح بطلا للعالم، وكان الأمر ممكنا. الطريقة التي أقصينا بها من نصف النّهائي كانت محبطة، نحن في المركز الثالث، نغادر مع ميدالية وبعد تحقيق الفوز. كان الفريق رائعا وتضامن اللاّعبون دوما، لقد جعلوا مهّمتي سهلة). البرازيلي تياغو سيلفا: "لا نستحقّ هذه النتيجة" أكّد قائد المنتخب البرازيلي تياغو سيلفا أن (السيليساو) لا يستحقّ النتيجة التي حقّقها باحتلاله المركز الرّابع بعد الخسارة أمام هولندا (3 - 0) بقوله: (لا نستحقّ هذه النتيجة. لقد عملنا بجدّ كي نفوز، أمضينا ليال دون نوم، لكنها كرة القدم). البرازيلي أوسكار: "للأسف غادرنا المونديال بدموع الحزن" تحدّث البرازيلي أوسكار بعد الهزيمة ضد هولندا بقوله: (لعنا مباراة جيّدة أمام هولندا، يجب معرفة سبب فشل البرازيل في هذا المونديال لكي لا يتكرّر مستقبلا)، مضيفا: (تعرّضنا لهزيمة قاسية ضد ألمانيا ولم يكن أحد يتوقّعها، حاولنا الفوز أمام هولندا تجاوز الخسارة وتحقيق الفوز ولكن لم نكن في يومنا)، وقال: (لقد تلقّينا هدفا بعد مرور دقيقتين أو ثلاثة فقط وخلقنا فرصا للتسجيل لكننا لم نتمكّن من إنهائها)، وختم حديثه: (سنغادر مع حزن كبير، الشعب البرازيلي هو أيضا حزين جدّا معنا، لقد كافحنا وحاولنا حتى النّهاية). الهولندي روبن: "نستحقّ أفضل.." اعتبر نجم المنتخب الهولندي أريين روبن أن (هذه المجموعة تستحقّ أكثر من المركز الثالث)، بقوله: (أكرّر قولي كنّا نستحقّ أكثر من المركز الثالث، لكنني فخور جدّا جدّا بهذا المنتخب). وتابع لاعب البايرن: (كان حقّا احتفالا يوميا من ناحية طريقة العيش والعمل مع هؤلاء اللاّعبين وهذا الطاقم، أنا مرهق، لقد قاتلنا كالأسود لمدّة شهر).