أقحمت قيادة الناحية العسكرية الثانية للجيش الوطني الشعبي وسائل بشرية ومادية كبيرة للمساهمة في إطفاء الحريق المهول الذي أتى يوم السبت على 630 هكتار بضواحي أرزيو (وهران)، حسب ما أفادت به أمس الأحد مصالحها في بيان صحفي. ذكر نفس المصدر أنه بأمر من قيادة الناحية العسكرية الثانية أشرف قائد القطاع العملياتي لوهران العقيد مسعود شايب على إقحام إمكانيات بشرية ومادية (ضخمة) للمشاركة في محاصرة وإخماد الحريق بالتعاون مع مصالح الحماية المدنية، (الأمر الذي جنّب مخاطر كبيرة، خاصّة وأن الحرائق اندلعت في الغابات والأحراش المجاورة للمنطقة الصناعية البتروكيماوية بأرزيو). وقد جنّد الجيش الوطني الشعبي لهذه العملية 350 فردا عسكريا و21 شاحنة لإطفاء الحريق و5 شاحنات صهريج إلى جانب 5 آليات هندسية. (ويأتي هذا التدخل في اطار مشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي لصالح الأمّة أثناء الكوارث الطبيعية والصناعية)، يشير ذات البيان. للإشارة، فقد انتهت مصالح الحماية المدنية ليلة السبت إلى الأحد من إخماد حريق مهول أتى على مساحة قدرها 630 هكتار، منها 30 هكتارا فضاء غابيا بضواحي أرزيو (وهران)، حسب ما أكّده المدير الولائي لهذه الهيئة النظامية العقيد محمد فروخي الذي قال في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن عملية إخماد هذا الحريق التي تمّت بدعم من قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الحماية المدنية من ولايتي سيدي بلعباس ومستغانم قد انتهت في حدود الدقيقة الثالثة بعد منتصف الليل وبعد تدخل دام قرابة 20 ساعة، وذكر أيضا أن العملية تمت دون وقوع أيّ خسائر بشرية، مبرزا أنها عرفت تعبئة أزيد من 60 شاحنة صهريج وعتاد هامّ للإسعاف وعربات إسناد وغيرها. كما شهدت العملية تجنيد 1600 عون من مصالح الحماية المدنية لوهران، فضلا عن دعم الوسائل البشرية والمادية من الجيش الوطني الشعبي ومصالح الحماية المدنية من الولايتين المذكورتين، يضيف العقيد فروخي. وقد أتى هذا الحريق المهول على مساحات خضراء منها غابية ومعظمها مكسية بالأحراش والحشائش، وفق ما أشار اليه ذات المسؤول، مضيفا أن عملية الإخماد تمّت بطرق جنّبت امتداد ألسنة النيران نحو المناطق السكنية، وأشار إلى أن سرعة الرياح التي هبّت على المنطقة التي اندلع فيها الحريق وهي غابات جبال عروس وسيدي موسى ودار عمارة وسيدي بن يبقى (أرزيو) أدت إلى امتداد ألسنة النيران وتوسع رقعتها. ويذكر أن مصالح الدرك الوطني فتحت تحقيقا للوقوف على ملابسات هذا الحريق المهول الذي اندلع أمس، والذي شكل من شدته سحابة سوداء خيمت في سماء مدينة أرزيو. في سياق ذي صلة، تسبّبت حرائق الغابات التي اندلعت في الأيام الأخيرة عبر مناطق متفرقة من ولاية البويرة في إتلاف ما يزيد عن 1000 شجرة مثمرة و30 هكتارا من الغطاء النباتي، وفق ما علم أمس الأحد من مصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات. وفي هذا الإطار ذكر السيّد فاتح دوكاري مسؤول بمديرية الحماية المدنية لولاية البويرة أنه (سجّل منذ مطلع الأسبوع الماضي نشوب 83 حريقا عبر مناطق كل من الأخضرية و الهاشمية والقادرية وبوكرام)، وأضاف أن الحريق الذي اندلع يوم السبت بمنطقة خليل الغابية ببلدية بوكرام (شمال غرب البويرة) أتى على 667 شجرة مثمرة من ضمنها 370 شجرة زيتون مشيرا في نفس السياق إلى تسجيل إتلاف 400 شجرة مثمرة ونحو 8 هكتارات من أشجار الصنوبر الحلبي و7 هكتارات من الأحراش ببلديتي القادرية والهاشمية فيما التهمت النيران في الأخضرية (شمال) 8 هكتارات من أشجار الفلين. من جهته، ذكر السيّد محمد صالح لفضل مسؤول بمحافظة الغابات أنه سجّل منذ بداية فصل الصيف اندلاع 15 حريقا في غابات الولاية أتت على مساحة تفوق 60 هكتارا من شتى أنواع النباتات، مؤكّدا أن فصل الصيف لهذه السنة يعد (أرحم) مقارنة بنفس الفترة من سنتي 2012 و2013.