حمّلت حركة (حماس) الفلسطينية أمس الثلاثاء إسرائيل مسؤولية (التعثر المستمرّ) للمباحثات الجارية في القاهرة لإعلان اتّفاق دائم للتهدئة في قطاع غزّة. قال سامي أبو زهري الناطق باسم الحركة في بيان إن (الاحتلال يتحمّل مسؤولية التعثّر المستمرّ في مفاوضات القاهرة بسبب مماطلته وعدم توفر الإرادة للتوصل لاتّفاق)، وأضاف أن (على الاحتلال عدم إضاعة الفرصة والتوقّف عن ممارسة لعبة الوقت، وحركة حماس تؤكّد جاهزيتها للتعامل مع كلّ الاحتمالات والتطوّرات). وتستمرّ في القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين وفدين فلسطيني وآخر إسرائيلي بوساطة مصرية لبحث تثبيت اتّفاق تهدئة دائمة في قطاع غزّة ينهي القتال المستمرّ منذ الثامن من الشهر الماضي. وقال الأحمد من جهته إنه كان من المقرّر أن تنتهى المفاوضات عقب الهدنة التي استمرّت خمسة أيّام، لكن مناورات الوفد الإسرائيلي ومماطلاته المستمرّة حالت دون حدوث أيّ تقدّم في المفاوضات، وأكّد أن كلّ ما تردّد في الفضائيات خلال اليومين الماضيين حول التقدّم لا أساس له من الصحّة، قائلا: (حتى الآن لم يحدث أيّ تقدّم في المطالب الفلسطينية، وهناك أصابع خفية تحاول وضع العراقيل أمام المبادرة المصرية، فإمّا أن نتّفق أو لا نتّفق)، وقال إنه (يجب علينا أن نستغلّ كلّ دقيقة في ال 24 ساعة القادمة حتى نصل إلى اتّفاق وإلاّ استمرّت دائرة العنف)، وشدّد على أن كلّ ما نشر لا أساس له من الصحّة، وإنه لم يحدث أيّ تقدّم في المطالب الفلسطينية حول أيّ نقطة، حسب بيان صادر عن السفارة الفلسطينية في القاهرة. إلى ذلك، قال عزّت الرشق، القيادي البارز في حركة (حماس)، والذي يشارك في مباحثات القاهرة، في تغريدة على حسابه في (تويتر): (صعوبات واجهت المفاوضات بسبب تعنّت الاحتلال)، مشيرا إلى أن تمديد الهدنة لمدّة 24 ساعة (جاء بناء على طلب الوسيط لإعطاء فرصة إضافية). وفي سياق متصل، اتّهم عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض مع الجانب الإسرائيلي، إسرائيل بعرقلة المفاوضات في القاهرة حول غزّة. ومن جهتها، وافقت إسرائيل على تمديد وقف إطلاق النّار في قطاع غزّة لمدّة 24 ساعة انتهت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء كما أعلن مسؤول إسرائيلي لوكالة (فرانس برس)، طالبا عدم ذكر اسمه. وكانت مصادر فلسطينية أفادت في وقت سابق بالتوصّل إلى اتّفاق مبدئي بناء على تعديلات على المبادرة المصرية قبلتها القاهرة تتضمّن فتح المعابر وفق الآلية التي تمّ الاتّفاق عليها قبل سيطرة (حماس) على القطاع وإلغاء العقوبات التي فرضتها إسرائيل على القطاع، على أن يتمّ تأجيل بحث موضوع الجثامين والأسرى وموضوعي الميناء والمطار لمدّة شهر. غير أن مصادر متطابقة نفت التوصّل إلى اتّفاق. كما كانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر فلسطينية تأكيدها التوصّل إلى اتّفاق مبدئي في القاهرة لوقف نار دائم في غزّة. وكانت مواقع فلسطينية عدّة أكّدت هذا النبأ في حين تعقد الحكومة الإسرائيلية المصغّرة جلسة لها هذه اللّيلة. وكانت المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد استؤنفت في العاصمة المصرية بهدف التوصّل إلى اتّفاق دائم لوقف إطلاق النّار بين الجانبين. وتعتبر هذه الهدنة هي الرابعة منذ بدء مباحثات القاهرة بشأن قطاع غزّة في الرابع من الشهر الجاري بعد أن شنّت إسرائيل حربا على القطاع أسفرت عن استشهاد 2016 فلسطيني وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، حسب أرقام رسمية فلسطينية.