هلاك 500 "حرّاف" منذ بداية 2014 قالت البحرية الإيطالية إن وحدات البحث والإنقاذ البحرية أنقذت نحو 3500 مهاجر غير شرعيين، وانتشلت 19 جثة من البحر المتوسط في مطلع الأسبوع مع استمرار محاولة الآلاف العبور إلى أوروبا بالقوارب. شجّعت أحوال البحر الهادئة خلال فصل الصيف المزيد من الأشخاص على القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر هذا العام من شمال إفريقيا -حيث يستغل تجار البشر انهيار النظام في ليبيا-، ما زاد عدد الوافدين إلى إيطاليا منذ جانفي إلى ما يفوق المئة ألف. وقالت البحرية عبر حسابها على موقع تويتر، إن السفينة الإيطالية سيريو انتشلت 18 جثة و73 ناجيا من طوف مطاطي بعد أن انتشلت فرقاطة جثة واحدة و1372 ناجي يوم الجمعة. وسجلت الوفيات بين المهاجرين بعد وقت قصير من غرق قارب كان يحمل مهاجرين على بعد كيلومتر عن الساحل الليبي يوم الجمعة. وكان خفر السواحل الليبي قال في البداية إن الزورق كان يقل ما بين 150 و200 شخص، لكن مسؤولا قال إن مزيدا من التدقيق أظهر أن الزورق أكبر مما كان معتقدا وأن أكثر من 250 مهاجر ربما لاقوا حتفهم. وشكلت الحكومة الإيطالية وحدات مير نوستروم للبحث والإنقاذ بعد غرق سفينة على مقربة من الساحل الإيطالي في أكتوبر تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن مقتل 366 شخص. وقالت وكالة اللاّجئين التابعة للأمم المتحدة، إن حوالي 500 مهاجر غرقوا في البحر بين جانفي وحويلية هذا العام. وتبلغ تكلفة تشغيل هذه الوحدات نحو 11.92 مليون دولار شهريا، ما أثار سجالات حادة في إيطاليا التي انزلقت مجددا إلى الركود الاقتصادي في الربع الثاني من العام بعد سنوات من الجمود. وساعد تدفق اللاّجئين في إحياء الدعم لحزب الرابطة الشمالية الإيطالي المناهض للهجرة، والذي ينتقد زعيمه ماتيو سالفيني بقوة مهمة مير نوستروم. وكتب سالفيني بصفحته على موقع (الفايس بوك): (أوقفوا الغزو). وقال وزير الداخلية أنجلينو ألفانو في مقابلة مع صحيفة (كوريير ديلا سيرا) إن المقصود بمهمة مير نوستروم أن تكون إجراء مؤقتا وعبر عن القلق من المعارضة القوية من الرابطة الشمالية، ونقلت الصحيفة عنه قوله: (إما أن تتحمل أوروبا المسؤولية وإما أن يكون على إيطاليا اتخاذ قرارها الخاص بها. المؤسف أن كلمات سالفيني تظهر أن جناحا يمينيا متطرفا بشعا يولد في إيطاليا). وقالت مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي سيسليا مالمستروم في بيان في وقت سابق، إنها ستجتمع مع الفانو في بروكسل الأربعاء القادم (من أجل تحديد أفضل للأولويات وتقديم المساعدة). واجتذبت إيطاليا منذ زمن طويل المهاجرين عبر البحر، غير أن عدد الوافدين هذا العام فاق الرقم القياسي السابق الذي يتخطى الستين ألفا بقليل لعام 2011 عندما اندلعت ثورات ما يسمى بالربيع العربي. وطالب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته عن إنقاذ المهاجرين عبر الاستثمار في وكالة حماية الحدود فرونتكس، كما أنه دعا الأممالمتحدة إلى التدخّل في ليبيا لتنظيم تدفق المهاجرين