أبلغت الإدارة الأمريكيةالأردن رسميا بأنها وجهت بصورة غير مباشرة إنذارا جديا للرئيس السوري بشار الأسد بالتزامن مع تفعيل خارطة أهداف جوية في محافظتي الرقة ودير الزور، ودخول البعد العملياتي فعليا وبصورة سرية حيز التنفيذ منذ مساء الثلاثاء . وحذر الأمريكيون عبر قنوات وسيطة الرئيس بشار الأسد من أي محاولة لإعاقة نطاق عمليات عسكري مفترض جوا في بلاده ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية والمتشددين الإسلاميين من المعارضة السورية المسلحة. وجاء هذا التحذير تعزيزا لتحذيرات علنية صدرت عن ناطقين أمريكيين بخصوص استهداف وتدمير نظام الدفاع الجوي السوري إذا ما تعرض أو اعترض أي عمليات داخل الأراضي السورية ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. وتزامن ذلك مع تأكيدات غير رسمية بأن العمليات بدأت فعلا عبر الجو ضد قوات ومرافق داعش في الرقة لكن بصورة سرية، وستتكثف علنيا مع نهاية الأسبوع. وتضمن التحذير الذي وضعت عمان بصورة رفيعة المستوى بمضمونه تحذير القيادة السورية وبصورة جدية من ضربات مباشرة وقاسية ومدمرة من قبل القوات المتحالفة التي انتهت من ترسيم بنك الأهداف الجوية داخل العراقوسوريا. التسريبات الناتجة عن لقاءات أمريكية وأردنية وسعودية مشتركة تحدثت عن تأكيد إدارة العمليات الأمريكية في قيادة التحالف الدولي الجديد ضد قوات داعش على أن الميزان الرئيسي في النطاق العملياتي داخل سوريا هو ألا تتوفر فرصة يمكن أن يستفيد منها الرئيس بشار الأسد بكل الأحوال. وقدر تقرير أمريكي فني أصدرته لجنة المتابعة في مقر السفارة الأمريكية في عمان بأن الأسد لا يسيطر فعليا إلا على ما نسبته 56 بالمائة من أراضي بلاده، وأن قوات تنظيم الدولة العدو الحالي للعالم تسيطر على 87 بالمائة من المساحة الخارجة عن نطاق سيطرة الأسد. تخليص الأرض وفقا للخطة الموضوعة تكتيكيا وعملياتيا يفترض أن تتقدم قوات التحالف بقيادة البنتاغون الأمريكي بضربات جوية مكثفة وقوية وتهدف للقضاء على مرافق ومقرات ومعدات تنظيمات داعش على أمل تخليص الأرض من الجو وتمكين قوات معارضة علمانية من الأرض التي يتم تخليصها والحرص على عدم تقدم قوات الرئيس بشار في الأثناء نحو الأراضي التي يتم تخليصها من قوات تنظيمات داعش وحلفائها، مع تهديد بضرب مباشر لأي قوات سورية في المحيط يمكن أن تفكر بالمشاركة واحتلال الأرض. هذا الإطار العملياتي المقترح يختص بالجانب السوري من قوات داعش ويتطلب من باب الاحتياط الإستراتيجي الدفاعي تمركز قوات عسكرية على الحدود الأردنية - السورية لتأمين الأردن. وهنا حصريا برزت عدة مستجدات أهمها تسلم القوات الخاصة الأردنية عالية التدريب والتقنية لواجبات الحماية في مواقع متقدمة على الحدود الأردنية مع العراق وسورية. بالتوازي تم الانتهاء من المعاملات الورقية التي يتطلبها تأمين إقامة طويلة نسبيا لأكثر من 15 ألفا من جنود القوات الخاصة الأمريكية على الحدود الأردنية مع سورية، ويشمل ذلك التقدم بعطاءات الغذاء والماء والتزويد اللوجستي، وهي قوات قد تتمركز على الحدود بالقرب من درعا إحتياطا لمخاوف أردنية تتمثل في هرب المقاتلين المتشددين إلى الأردن في حال الضغط عليهم في محيط درعا وفي دير الزور والرقة. وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور قد اعلن عدة مرات بأن بلاده قلقة من الاحتمالين: تقدم وانتصار المقاومة المتشددة في سورية أو تقهقرها حيث ستحاول العبور نحو الأردن. المعطيات تشير إلى تركيز عملياتي ضخم على وجود قوات داعش في سوريا حيث يتصور الخبراء بأن المعركة الأساسية ستكون هناك وليس في العراق، بسبب وجود آفاق عملياتية واعدة لمواجهة داعش في العراق عبر تحالف الاكراد والأمريكيين وقوات الجيش العراقي حيث تجري معارك يومية على عدة واجهات.