شكل الحايك باعتباره اللباس التقليدي للمرأة الجزائرية إبان الفترة الاستعمارية أحد رموز كفاحها ونضالاتها من أجل استرجاع السيادة الوطنية محورا لتظاهرة نسائية أقيمت مؤخرا ببشار بمبادرة من الجمعية النسائية الثقافية لإحياء التراث. وقد تميزت هذه المبادرة التي احتضنت فعالياتها دار الثقافة (قاضي محمد) بتنظيم معرض حول مختلف أنواع الحايك التي كانت ترتديه المرأة الجزائرية في حياتها اليومية وفي مختلف المناسبات والأفراح على غرار حفلات الخطوبة والأعراس. وشكل هذا المعرض مرآة عاكسة لأصالة وعراقة هذا الزي التقليدي الذي يغطي جسد المرأة والذي يفصل بطول 6 أمتار وعرض 2,2 متر ويلف بعناية حول الجسد بواسطة حزام ومن ثم يحمل الجزء المتبقي منه فوق الكتف ليثبت بمشابك حسب شروحات رئيسة الجمعية المنظمة السيدة ربيعة بوغازي وأشارت ذات المتحدثة في هذا السياق إلى أن أشهر أنواع الحايك التي تكون عامة ذات لون أبيض هي حايك (المرمّى) و(الشعاشي). ويكمن الهدف من تنظيم هذه الفعاليات في المحافظة على هذا الموروث المادي المشترك لجميع الجزائريين وترقيته وتثمينه وإبراز دوره الفعال كواحد من رموز نضال وكفاح المرأة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي تضيف ذات المتحدثة. (لا يمكن أبدا تجاهل دور (حايك) المرأة الجزائرية خلال الحقبة الإستعمارية فقد شكل رمزا لمقاومة سياسية وعاملا أساسيا لتأكيد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعب الجزائري)، كما أكدت ذات المتحدثة مذكرة في هذا السياق ب (الفدائيات اللاتي كن يرتدين الحايك ونفذن عمليات فدائية ضد جيش المستعمر). وتم بهذه المناسبة تنشيط محاضرات حول تاريخ وأهمية هذا الزي التقليدي النسوي في البلاد من طرف باحثين ومهتمين بالتراث. كما تميز هذا الحدث الذي نظم بمناسبة إحياء الذكرى الستين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة بتنظيم مسيرة لنساء يرتدين الحايك باتجاه النصب التذكاري للشهداء وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ووضع إكليل من الزهور.