عرف النشاط التطوعي لدى الشباب الجزائري في السنوات الأخيرة حركة نشيطة ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، بشكل كبير في ازدياد وتيرتها بين الشباب الذين جعلوا من العالم الافتراضي فضاء لتلاقي أفكارهم، والعالم الواقعي ميدانا لتجسيد هذه الأفكار، هم شباب أغلبهم طلاب جامعيون، أرادوا أن يكونوا فاعلين في الحياة الاجتماعية، فأعطوا من وقتهم وجهدهم، وحتى مالهم، من أجل رسم البسمة على وجوه من ضاقت بهم الحياة، وكف أيدي المحتاجين عن السؤال، ومساندة كل من لا يملك سندا، في محاولة لجعل المجتمع الجزائري، صورة حية للمجتمع المسلم الذي يمثل في التراحم والتعاطف جسدا واحدا، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر، حيث أصبحت تمثل مجهودات هؤلاء الشباب، والبصمة التي وضعوها في مجال العمل التطوعي، ردا قويا على كل من يتهم أجيال اليوم، بأنهم متأثرون بوسائل العولمة، وبأن هذه الأخيرة جعلت منهم عديمي الوعي، وغارقين في الانحراف، ليثبتوا عكس ذلك، من خلال وعيهم باحتياجات أبناء مجتمعهم، وما يفرضه عليهم دينهم من واجبات أخوية، وإنسانية، بأفكار من العالم الافتراضي اجتمع شباب جمعية دير الخير وانساه بحبهم لفعل الخير وخلقهم النبيل قادهم إلى محاولة نجدة إناس يعانون في عالم الواقع، مشردون بدون مأوى كل له حكاية كانت سببا بأن يطلق دفء البيت والأسرة ويختار العراء لتصبح إقامته كل الشوارع فريسة للبرد والجوع، التشرد صفة مشتركة بين هؤلاء ولكن أسباب حمل هذه الصفة تختلف فهم مكروهون لا أبطال فمنهم من رفض الحياة مع الأهل ومنهم من مل المجتمع واختار العيش على طريقته الخاصة، هندامهم وسحلة وجوههم عبث بها الزمن ليجعل حياتهم بائسة تعاني شغف العيش. هم من كلا الجنسين يعانون في صمت رهيب وفي شتى ولايات الوطن غطاؤهم السماء وفراشهم الأرض وال كرطون ، أعمارهم مختلفة منهم الأطفال والمراهقون والشباب وحتى الكهول والشيوخ، اتفق الجميع على تسميتهم المشردون في حياة يعيشونها.. وفصل القر والمطر في عزه مواطنون بلا هوية في الغالب ليس لهم ما يسد رمقهم فما بالك بما يغطي جلدهم، انتشروا عبر الساحات العامة أفرادا وجماعات بحثا عن مكان يقون فيه أنفسهم من قسوة البرد، متسامرين حول أيامهم وما نكلت الحياة بهم عسى ذلك يؤنس وحدتهم ويخفف عنهم فراق المجتمع الرحيم، بعد فراق الأهل والأحباب. بحلول فصل الشتاء وموجة البرد، تساهم جمعية دير الخير وانساه ككل سنة في مد يد المساعدة والتكفل بالأشخاص المتشردين ودون منزل مستقر، من خلال تقديم مأكولات ساخنة لهؤلاء يوميا، فالعمل الإنساني يبقى متواصلا في هذه الهيئة من أجل تقديم يد العون ككل مرة للمحتاجين، لاسيما في فصل الشتاء، حيث يحتاج هؤلاء إلى رعاية أكبر، فتم إطلاق حملة إغاثة المشردين من أجل المساعدة وهو موجه لفائدة المحسنين الذين يريدون المشاركة في عملية التبرع بالأكل أو بوجبات ساخنة من أجل توزيعها على المتشردين في شوارع الجزائر، أين يتجمعون ليلا العملية انطلقت حسب أعضائها هذه الأيام وتكثر مثل هذه العمليات التضامنية في فصل الشتاء وهذا في كل ولايات الوطن، حسب ما أكده بعض أعضاء جمعية دير الخير وانساه أن لديهم برنامجا خاصا بالأشخاص دون مأوى، حيث يسعى أعضاء هذه جمعية في إطار التعاون المشترك، للوصول إلى كل الذين يبيتون في الشارع والذين يعانون الفقر المدقع، لتقدم لهم وجبات ساخنة، وتتواصل هذه الحملة إلى غاية شهر ماي ككل مرة، وهذا طبعا حسب الإمكانات المتوفرة. الشباب المتطوع تبنى هذه المبادرة وهي وجبات ساخنة بادروا إلى تقديمها إلى هاته الفئة المحتاجة أبوا فيها إلا أن يعطوا لهم إحساسا بالوجود، ليلة كل جمعة يكون حساء ساخنا رغم دفء هاته الأيام الشتوية لكن يبقى الشتاء شتاء وحياة الترحال بين زقاق المدينة بعيدا عن دفء العائلة وحنان الأهل صعب مقاومته حتى وإن قاوم هؤلاء مطالب البطن والبدن، فمن يرحم هؤلاء بلفتة طيبة ومد يد وغطاء يقي من الرياح، هي الحياة كلها مصاعب فهل من مجيب؟