بعد 18 سنة من التتويج بآخر لقب إفريقي عاد المنتخب الجزائري لكرة اليد أكابر (رجال) للتربّع على عرش القارة السمراء بعد فوزه ببطولة إفريقيا للأمم (كان-2014) بالجزائر العاصمة. بداية سنة 2014 كانت مظفّرة للرياضة الجزائرية عامّة وكرة اليد بالخصوص بعد شهور من التخبّط بسبب الأزمة بين الاتحادية الجزائرية والأندية والاتحاد الدولي لكرة اليد. ونقش سلاحجي وبركوس ورحيم وزعموم وشهبور وبوخميس وغيرهم أسماءهم بأحرف من ذهب في سجِّل الكرة الصغيرة الوطنية بإهدائهم التاج القاري السابع للجزائر بعد فترة من السنوات العِجاف. رغم استضافة الجزائر للدورة، إلاّ أن (الخضر) كانوا مرشّحين للعب الأدوار الرئيسية فقط وليس للتتويج باللّقب بالنظر إلى التوقّف الطويل للبطولة الوطنية، وكذا توالي الإصابات التي طالت ركائز الفريق، على غرار برياح ومقراني وزعموم. لكن المنتخب الجزائري نجح في رفع التحدّي ومخالفة التوقّعات مقدّما درسا في البطولة والشجاعة لمنافسيه، خصوصا أمام تونس أكبر مرشّح للتتويج، والتي رضخت للواقع الذي فرضه زملاء سلاحجي. وفي الأخير نجحت التشكيلة الوطنية في حصد التاج القاري بعد تحقيقها مشوارا دون خطأ والفوز في الثماني مباريات التي لعبها، وتصدّر (الخضر) المجموعة الاأولى بفوزهم على نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولاوالكونغو والمغرب قبل هزم المنتخب السنيغالي في الدور ربع النهائي ثمّ أنغولا في نصف النهائي. خلال النهائي أمام تونس حاملة اللقب القاري الذي جرى بقاعة (حرشة حسان) الممتلئة عن آخرها لم يكن الكثير يراهن على زملاء طارق بوخميس لمقارعة (نسور قرطاج) بقيادة العملاق عصام تاج، لكن الوجه الذي أظهره السباعي الجزائري أبهر الجميع في ظلّ تألّق الحارس عبد المالك سلاحجي الذي أوقف ببراعة جلّ المحاولات الهجومية للفريق التونسي لتتوّج الجزائر ببطولة إفريقيا للأمم التي لم تذق طعمها منذ دورة 1996 بكوتونو (البينين). واستلم القائد مقراني كأس إفريقيا من يدي الوزير الأول عبد المالك سلال الذي أصرّ على الحضور لقاعة (حرشة) بعد دقائق من وصوله إلى العاصمة من زيارة تفقّدية داخل الوطن. رهان آخر ينتظر المنتخب خلال شهر جانفي 2015 وهو التأهّل إلى الدور الثاني خلال بطولة العالم 2015 التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة، وهي مهمّة معقّدة ضمن المجموعة الثالثة التي تضمّ منتخبات عملاقة كفرنسا والسويد وجمهورية التشيك وإيسلندا ومصر التي نالت المرتبة الثاثة خلال كان-2014. بالنسبة لكثيرين هذه المهمّة تشبه تسلّق جبل إيفرست، لكن أشبال زغيلي سيدافعون دون شكّ عن حظوظهم بكلّ قوة من أجل تشريف الألوان الوطنية.