في سلسلة من الأبحاث العلمية يؤكد علماء من جامعة University of British Columbia أنه لولا الدين لم تستمر الحياة على الأرض، فالدين كان ولا يزال ضرورة لبقاء الإنسان ضمن إطار مجتمعات منظمة. هذه النتيجة وصلوا إليها بعد مراقبة أحول مجموعة من الملحدين ومجموعة أخرى من المؤمنين بوجود الله. وتبين لهم أن الإيمان بوجود خالق للكون يساعد الإنسان ليعيش حياة اجتماعية أفضل، وقد كانت دراسات سابقة أكدت أن الإيمان بالله يساعد على شفاء بعض الأمراض المزمنة، ويساعد على علاج الاكتئاب واليأس. أما الدراسة الجديدة فهي تؤكد أن الإيمان بالله يجعل الإنسان كريماً!! ومحباً لمساعدة الآخرين ويحب الخير لغيره ويؤثرهم على نفسه. وهذه الدراسة هي دراسة علمية بحتة وليست مدفوعة بعقيدة دينية، بل هي دراسة مجردة. وقد استمرت الدراسة بحدود ثلاثين سنة وتم مراقبة مئات الحالات، واستنتج الباحثون أن الناس الدينيين أكثر قابلية وقدرة للاندماج في مجتمعاتهم من الناس اللادينيين، ويقول البرفسور Norenzayan من قسم علم النفس في الجامعة المذكورة أردنا أن نكتشف الدليل العلمي على تأثير الدين على سلوك الناس. إن الدين ساعد الإنسان على البقاء ضمن مجموعات، وبدونه ربما أوشك الإنسان على الانقراض في فترة من الفترات. ويؤكد الباحثون أن الدين يزيد الثقة بالآخرين، ويخفض القلق ويمنع الإنسان من الغش، وقد لعب الدين دوراً حيوياً في نشوء المجتمعات الإنسانية وضمان استمرارها أمام مختلف التهديدات. إن الإيمان بالله يجعل الإنسان أكثر سعادة وتفاؤلاً وأكثر تقبّلاً لفكرة الموت، على عكس اللادينيين الذين لديهم مشكلة مع السعادة والتفاؤل! يمكننا القول أنه في كل خلية من خلايا الإنسان هناك شاهد ودليل على وجود الله تعالى، فالخلية تعرف خالقها، كيف لا تعرفه وهو الذي فطرها أول مرة؟ وكيف لا تعرفه، وكل شيء يسبح بحمد الله؟ وسؤالنا لكل ملحد: لماذا لا يتقبل عقل الطفل فكرة وجود الكون بالمصادفة؟ ولماذا يتساءل الأطفال عن سر وجودهم، وبمجرد أن تخبرهم بأن الله تعالى هو من خلقهم، يستجيبون على الفور لذلك ويتقبَّلون هذه الحقيقة بسهولة. وعندما تخبرهم عن التطور والمصادفة، لا يستجيب أي طفل لهذه الفكرة الباطلة، لسبب بسيط، لأنها غير صحيحة! القرآن يؤكد هذه الحقائق لقد وعد الله تعالى كل من يؤمن به أنه سيعيش حياة طيبة، يقول تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. [النحل: 97]. ولذلك نجد الإنسان المؤمن يعيش حياة أكثر طمأنينة من الملحد، وفي دراسة خاصة قمتُ بها حيث توجهتُ بأسئلة لعدد من الملحدين وعدد من المؤمنين بالله (ومنهم من يحفظ القرآن) وجدتُ أن الفارق كبير جداً بين الفريقين! فقد كان الملحد دائماً يتمرد على الحياة ويعاني من قلق وعدم استقرار ويظهر ذلك من خلال انفعالاته حتى في طريقة إجابته عن السؤال، بينما كان المؤمن يحمد الله على كل حال، فلم يكن لديه أي نوع من أنواع القلق أو الإحباط، وكان يشعر بالسعادة بشكل لا يوصف، وقد وجدتً أنه كلما زاد الإنسان من إيمانه ويقينه وثقته بالله، كان أكثر سعادة وأكثر بعداً عن الاكتئاب! ولذلك نجد أن الملحد يتمتع بحياة متعبة وشائكة لا سعادة فيها ولا استقرار معها، فقد وصف لنا الله حياة المنافقين الذين لا يؤمنون بالله، وما أكثرهم في هذا العصر، بقوله: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ}... [التوبة: 55]. فالبريق الذي يظهره هؤلاء ما هو إلا مظهر خارجي ولو دخلت لأعماقهم تجد الخوف والتعاسة واليأس. نسأل الله تعالى أن يثبّتنا على الحق.