زكّى أمس المؤتمر ال 12 للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد في منصب الأمين العام للاتحاد لعهدة رابعة، هذه التزكية فجّرت الطبقة العمالية، حيث أبدى نقابيون معارضتهم لها بدعوى أنها لا تعبّر عن احترام مبدأ التداول على أعلى هرم المركزية النقابية من أجل خدمة مصالح العمال والمصلحة العليا للبلاد. جاءت تزكية سيدي السعيد بعد عرض لائحة قرأها رئيس مكتب المؤتمر حمارنية الطيّب، والتي أوضحت أن هذه التزكية تأتي نظير الدور الهام الذي قام به سيدي السعيد خلال العهدة السابقة فيما يخص الحفاظ على مناصب الشغل ودعم المنتوج الوطني والحفاظ على استقرار ووحدة الاتحاد العام للعمال الجزائريين. كما وجّه المؤتمرون بعد التزكية لائحة تنويه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نظير المجهودات التي بذلها لفائدة طبقة العمال ودعم ترقية الاقتصاد الوطني، وكذا المشاريع التي أقرّها، والتي أعطت دفعا متينا لنهضة البلاد. وفي أوّل ردود أفعال الشخصيات النقابية والسياسية حول تزكية سيدي السعيد لعهدة رابعة أجمعت هذه الأخيرة على أنه وبالرغم من أن القرار يخص الاتحاد إلاّ أنه ليس في مستوى حجم الاتحاد ونضالا ته، وكذا تطلّعات القاعدة العالية، خاصّة بعد تراجع أدائه مؤخّرا. وفي هذا الصدد، قال رئيس نقابة ممارسي الصحّة العمومية إلياس مرابط في تصريح صحفي إنهم غير معنيين لا من قريب ولا من بعيد بتزكية سيدي السعيد على رأس الاتحاد العام للعمال الجزائرية ولا بشؤون الحزب الداخلية على اعتبار أنها نقابة من النقابات المتواجدة بالساحة العمالية، مؤكّدا أن نتائج المؤتمر الثاني للاتحاد ليست في مستوى نقابة كبيرة بتاريخها الكبير ونضالها الكبير وعمقها في الأوساط العمالية. وفي هذا الشأن تمنّى إلياس مرابط أن يكون التغيير على أعلى مستوى حتى يكون بحجم الاتحاد وفي مستوى تطلّعات القاعدة العمالية الوفية لمكاسب الاتحاد العام للعمال الجزائري المحقّقة منذ إنشائه، متأسّفا في ذات الوقت لأن نتائج المؤتمر 12 للاتحاد التي لم تفضِ إلى التغيير، ممّا يطرح يضيف الكثير من التساؤلات. كما أوضح ذات النقابي أن قرار إعادة زرع الثقة في شخص سيدي السعيد يبقى قرارا سيّدا على مستوى كلّ النقابات العمالية يخص الاتحاد، معربا عن أمله في أن يضع هذا القرار قاطرة الاتحاد على السكّة الصحيحة، خاصّة بعد أن تغيّر مساره في الحقبة الأخيرة كما هو معلوم للعام والخاص، على حدّ قوله. من جهته، أكّد رئيس المنظّمة الوطنية للشباب حاملي الشهادات بولسينة محمد أن مسار الاتحاد العام للعمال الجزائريين في السنوات الأخيرة لم يعد يمتّ بصلة إلى النشاط النقابي البحت الذي هدفه الدفاع عن مصالح العمال فقط، في الوقت الذي برزت فيه نقابات عمالية مستقلّة أخذت المشعل وحاولت بناء وزرع الثقة من جديد في التمثيل النقابي من أجل الدفاع عن حقوقها أوّلا وأخيرا وليس خدمة مصالح معيّنة لأطراف معيّنة على حساب العمال، على حدّ قول المسؤول النقابي. وكانت أشغال المؤتمر ال 12 للاتحاد العام للعمال الجزائريين انطلقت أمس بالجزائر العاصمة وتنتهي غدا الثلاثاء تحت شعار سلّم عدالة اجتماعية وتضامن بحضور 800 مندوب يمثّلون هياكل الاتحاد عبر كامل التراب الوطني. وتمّت قبل الجلسة الافتتاحية المصادقة على مكتب تسيير المؤتمر برئاسة حمارنية الطيّب، حيث من المقرّر أن يتمّ خلال الأشغال تقييم العمل الذي قام به الاتحاد خلال المرحلة السابقة، مع ضبط برنامج عمله خلال الخمس سنوات المقبلة والمصادقة عليه، كما ستتمّ أيضا المصادقة على قائمة أعضاء اللّجنة التنفيذية للاتحاد البالغ عددها 187 عضو تمّ انتخابهم خلال المؤتمرات الجهوية التي كانت قد انعقدت شهر ديسمبر الفارط.