روي أن عبد الله بن المبارك رحمه الله عندما دخل الكوفة وجد امرأة تجلس في مكان خرب تعد بطة ميتة لتأكلها هي وأولادها.فقال لها: أيتها المرأة ألم تعلمي أن الله تعالي حرم أكل الميتة؟.فقالت له ابتعد عني يا هذا.. فسأل عنها فعلم أن زوجها توفي وترك لها أطفالا صغارا ولا تملك ما تنفق به عليهم..وحينئذ كان عبد الله بن المبارك يستعد للحج في ذلك العام، ولكنه كان حج نافلة وليس الفريضة، فما كان منه إلا أن أرسل المبلغ الذي أعده للحج إلي هذه السيدة لتنفقه علي نفسها وعيالها، وعزف عن حجه التطوع. وبعد أن انتهي موسم الحج جاءه الحجيج يهنئونه ويصفون له أماكن لقائهم به بالأماكن المقدسة، وقالوا إن الزحام منعنا أن نلتقي بك ولكننا شاهدناك في مكان كذا وكذا..ففاجأهم ابن المبارك بأن قال لهم متعجبا: ولكنني لم أذهب للحج هذا العام. وفي المساء جاءه من يقول له بالمنام: يا عبد الله بن المبارك..إن الله قد قبل تصدقك علي تلك المرأة وأرسل ملكا في صورتك ليؤدي مناسك الحج