حالة غليان سادت مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، أمس الجمعة، للتنديد بالانتهاكات الصارخة المتواصلة من طرف صحيفة (شارلي إيبدو) ضد الإسلام وخير البشر، والتي أعادت نشر رسوم مسيئة جديدة من أجل التأكيد على سياستها الإعلامية المعادية للإسلام. أطلقت الشرطة الباكستانية طلقات تحذيرية واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين، كانوا يحتجون بعد صلاة الجمعة على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية أمام قنصلية فرنسا في كراتشي عاصمة باكستان الافتصادية. وكانت الجماعة الإسلامية في باكستان التي دعت إلى تظاهرات وطنية بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على نشر أسبوعية شارلي إبدو الساخرة رسماً جديداً يسيء للنبي (محمد) صلّى اللّه عليه وسلّم على صفحتها الأولى في أول عدد أصدرته الأربعاء الماضي نددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالاستمرار في نشر الرسوم المتطاولة على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله اللّه تعالى رحمة للعالمين (محمد) صلّى اللّه عليه وسلّم، والتي لا تمتّ إلى حرية الإبداع والتفكير بصلة. وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد: (إن جرح مشاعر المسلمين بهذه الرسومات لا يخدم قضية ولا يحقق هدفا صائبا، وهو في المحصلة النهائية خدمة للمتطرفين الذين يبحثون عن مسوغات للقتل والإرهاب، وإن واجب العالم أن يصنع الاحترام المتبادل والتعايش البناء، ولن يكون ذلك بإهانة المقدسات والرموز الدينية). قال الله تعالى: {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون اللّه فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم} صدق اللّه العظيم. وتظاهر العشرات اول امس أمام السفارة الفرنسية في الكويت احتجاجاً على نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في عددها الأخير رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها بالعربية والفرنسية والإنكليزية شعارات منددة بالأسبوعية الساخرة، التي تعرضت الأسبوع الماضي لاعتداء في مقرها في باريس راح ضحيته 12 قتيلاً. وانتشر العشرات من رجال الأمن في محيط السفارة الواقعة قرب العاصمة الكويت، ومنعوا المتظاهرين من الاقتراب من المبنى، وفي نهاية التظاهرة تفرق المحتجون بهدوء. وكانت الحكومة الكويتية نددت بشدة بالاعتداء الذي استهدف شارلي إيبدو، وقدمت تعازيها لعائلات ضحاياه. * علماء المسلمين يدعون إلى التظاهر ضد الإساءة للنبيّ من جهته، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى تنظيم مظاهرات سلمية لتسجيل اعتراض شعبي عالمي على الإساءة إلى نبيّنا (محمد)، خاتم المرسلين، جاء ذلك ردّا على قيام مجلة (شارلي إيبدو) الباريسية الساخرة في أول أعدادها بعد الهجوم الذي تعرضت له الأسبوع الماضي، موقعا 12 قتيلا، بنشر رسوم كاريكاتورية للنبي (محمد)، خاتم المرسلين، بينها رسم يظهره حاملا لافتة مكتوب عليها (أنا شارلي) وعبارة ساخرة (الكل مغفور له). وفي بيان له طالب الاتحاد (الأمة الإسلامية بتنظيم المظاهرات السلمية القانونية لتسجيل الاعتراض الشعبي العالمي على الإساءة إلى نبيّنا محمد صلّى اللّه عليه وسلّم أو الإساءة إلى أيّ نبيّ من أنبياء اللّه أو إلى أيّ دين سماوي). ودعا الاتحاد في بيانه، (الحكومات الإسلامية بالتدخل لدى الأممالمتحدة لإصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان السماوية وأنبياء اللّه تعالى)، مضيفا: (يطالب الاتحاد الخطباء والأئمة المسلمين أن يوجهوا الناس نحو الحق دون إفراط ولا تفريط)، وحذر (من العواقب الوخيمة لاستمرار الازدراء بالإسلام والقرآن وبالرسول الكريم، حيث يؤدي ذلك إلى العنف والصراع، ولا يمكن لعاقل أن يقبل إشعال فتنة، تحت اسم حرية التعبير)، مقدما الشكر ل (كل من وقف مع الحق ورفض تلك الإساءات ويدعو العالم الحرّ والضمائر المنصفة أن تحذو حذوهم). وفي سياق متّصل، قالت جمعية العلماء المسلمين أكبر تجمع مستقل للدعاة في الجزائر، إن نشر مجلة (شارلي إيبدو) رسوما مسيئة إلى النبي (محمد) خاتم المرسلين هو (بمنزلة مقابلة الحسنة بالسيّئة وسيزيد في انتشار الصدامات وتوسيع رقعة التطرف). وفي بيان للجمعية، قالت فيه إن (الإساءات الموجهة إلى المقدسات الدينية التي تستفز المشاعر وتذكي في النفوس الكراهية بين الشعوب، ستزيد في انتشار الصدامات وتوسيع رقعة التطرف وموجات العنف والعنف المضاد). وحذر البيان (من استغلال ما تسمى ظاهرة الإرهاب وربط الإسلام بها في تأجيج الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، وتحويلها إلى خصمين، وهما بريئان من أي فعل متهور يصدر من بعض المنتسبين إليهما حقاً أو توجيها). وثمّنت الجمعية (مقترحا لإصدار تشريع أممي يحرم المساس بالأديان، ورموزها كما ندعو الغرب إلى مراجعة منظومته السياسية تجاه العالم الإسلامي).