هكذا أراد نظام الانقلاب منافسة داعش في استهداف ثورة ليبيا حلقة جديدة من حلقات مسلسل تسريبات مكتب الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي بثّته قناة (بانوراما ليبيا)، وهذه المرّة كان الشأن الليبي هو محور الحوار المسرّب بين عباس كامل والسيسي وقت أن كان وزيرا للدفاع في حكومة الببلاوي والرئيس المؤقّت عدلي منصور. أخطر ما يثبته هذا التسريب هو أن الشأن الليبي حاضر في أروقة دولة السيسي عقب عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي مباشرة، أي قبل أن يتمّ اختطاف مصريين أو يظهر (داعش) في المشهد الليبي أصلا. محور المكالمة في الدقائق الأولى منها كان أحمد قذّاف الدم، ابن عمّ القذافي، ورئيس الحكومة الليبية آنذاك علي زيدان، كما تطرّق الحديث للشخصية الجدلية الفلسطينية والقيادي المقال من حركة (فتح) محمد دحلان، والذي ألمح عباس إلى حساسية موقفه وهو مستشار وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في إشارة إلى دور خفي يلعبه في الداخل الليبي. وكشف التسريب عن اتّصالات بدت بين السيسي عندما كان وزيرا للدفاع مع زيدان وقذّاف الدم، ابن عمّ العقيد الرّاحل معمّر القذافي، قبل فيفري من العام 2004، حيث كان ينتظر تحرّكا جماهيريا يقوده معارضو المؤتمر الوطني (المنتخب)، على غرار تحرّكات 30 جوان في مصر. والمؤتمر الوطني العام في ليبيا هو أوّل هيئة حاكمة شكّلت عن طريق الانتخاب عقب انتصار ثورة السابع عشر من فيفري العام 2011. ووفقا لتسريب قناة (ليبيا بانوراما) فإن اللّواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، أخبره بأن زيدان طلب مقابلة عاجلة مع السيسي خلال زيارة مرتقبة له قد تتمّ (خلال يومين أو ثلاثة). وأوضح التسريب أن هناك مطالب مصرية مسبقة ليتمّ اللّقاء، وتتعلّق بتنفيذ زيدان بعضا من الأمور المتّفق عليها سابقا. بينما وصف كامل قذّاف الدم بأنه (فرصة) لإلمامه واطلاعه على الشأن الليبي، لكنه أبدى أسفه لعلاقته بالمخابرات العامّة في مصر، والتي وصف العلاقة معها بعبارة (إيدنا والأرض)، وهي عبارة عامّية مصرية تشير إلى اليأس والإحباط من الجهة الموصوف بها، كما شدّد كامل على أهمّية وجود دور لهم (السيسي ورجاله)، وأكّد للسيسي أهمّية أن يسمع من قذّاف الدم لأن (ميزته إنه فاهم الوضع على الأرض)، ونقل عن قذّاف الدم تأكيده أهمّية وجود صلة مباشرة (كونتاكت) مع نظام الانقلاب في مصر قبل التحرّكات التي كان يفترض أن تتمّ فى ليبيا يوم 7 فيفري 2014، وأبدى تفهّما لما بدا أنه طلب من السيسي حين شدّد على أن يكون اللّقاء مع قذّاف الدم خارج (الإدارة) التي لم يحدّد ما هي، وأن يقوم رجال السيسي بإحضاره. ووفقا للتسريب فإن من توسّط لدى كامل لترتيب لقاء قذّاف الدم مع السيسي هو الإعلامي عبد اللطيف المناوي الذي كان يتولّى رئاسة قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما عرف عنه علاقته القوّية بصفوت الشريف وجمال مبارك وبعض الأجهزة الأمنية. ووفقا للتسريب فإن هناك تحفّظا من السيسي على ظهور دحلان في مصر وقتها، وهو ما ردّ عليه كامل بأن دحلان يعمل مستشارا في الإمارات، وأن غضب أبو مازن كان سببه أن القائد العام طلب منه أن تكون (فتح) على قلب رجل واحد، في إشارة إلى ضرورة تحسين علاقته مع دحلان وليس مع (حماس). * مصر اشترت طائرات رافال دون الحاجة إليها ذكرت صحيفة (لوكنار أونشينيه) الأسبوعية أن مصر اشترت طائرات (رافال) فرنسية من دون أن تكون في حاجة إليها، ونقلت عن عسكريين ودبلوماسيين قولها إنّ هناك ما هو أفضل منها، لمحاربة الإرهابيين. وكتب كلود انجلي في الصحيفة الفرنسية: (القوّات الجوّية المصرية ليست محرومة، فهي تمتلك 80 طائرة من نوع ميراج 5 و20 ميراج 2000 و60 ميغ 21 روسية وأكثر من 200 طائرة إف 16 أمريكية انطلق بعضها هذا الأسبوع لقصف ليبيا). وتنقل الصحيفة عن خبيرٍ عسكري قوله: (لو أن الماريشال الرئيس السيسي يريد محاربة تنظيم الدولة الإسلامي داعش والقوى المتحالفة معا في ليبيا وسيناء وغيرهما فإن طائرة رافال ليست هي الحلّ الأفضل، يجب استخدام طائرات هليكوبتر وطائرات من دون طيّار وقطع مدفعية ومصفحات). وسأل الكاتب: (لماذا شراء رافال من دون منافستها مع طائرات بريطانية وأمريكية؟ ولماذا هذه المفاوضات السريعة مع زبون في عجلة من أمره وليس غنيا؟ البعض يرجّح في وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين أن السيسي أراد أن يعطي درسا لطاقم الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر شرائه السلاح الفرنسي ثمّ عبر استقباله وهو في غاية الانشراح لصديقه فلاديمير بوتين المستعدّ لمنحه غازا ومحطة نووية).