البعض لقّبها ب (الصورة التي كسرت الأنترنت)، لكنها لم تكن صورة لنجمة شهيرة أو للاعب كرة، بل كانت لفستان وضعته فتاة على موقع (تمبلر) طلبا لرأي مستخدمي الموقع بعدما حارت هي وأصدقاؤها في لونه. تحوّلت الصورة بعد ذلك إلى ظاهرة تناقلها المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ووضعوا لها اسما خاصّا على موقع (تويتر)، وانشغل الكلّ بتخمين اللّون المحيّر، فمنهم من أكّد أنه أبيض وذهبي وآخرون مالوا إلى اللّون الأسود والأزرق. وتحوّل النقاش من تحديد لون الفستان إلى نقاش حول الألوان وكيف تستطيع العين المجرّدة رؤيتها، ثمّ انتقل النقاش ليصبح فلسفيا وتناوله علماء في مقالات خاصّة. ووجد بعض المستخدمين الفستان معروضا للبيع على موقع (أمازون) فوضعوا تقييمهم له، فكتب أحدهم: (هذا الفستان هو السبب في أنّي لا أثق في أحد)، وكتب آخر: (هذا الفستان دمّر زواجي)، بينما حاول ثالث أن يرى الجانب الرمزي للأمر كلّه فكتب: (هذا الفستان أقنعني بأن الحقيقة عبارة عن قصّة لا معنى لها وأن الحياة مجرّد اقتراح كوني)، بينما خلص آخر إلى نتيجة مرضية له: (مهما كان لون هذا الفستان فهو ما يزال فستانا قبيحا). ودخل المشاهير على الخطّ ليحاولوا حلّ اللغز، فقالت كيم كارداشيان: (ما هو لون الفستان؟ أرى أنه أبيض وذهبي، وكاني وست زوجي يصرّ على أنه أسود وأزرق، من منّا مصاب بعمى الألوان؟). أمّا المغنّية تايلور سويفت فكتبت: (لا أفهم هذا النقاش الدائر حول هذا الفستان وأشعر بأنها خدعة، أنا محتارة وخائفة. ملحوظة: من الواضح أن لونه أسود وأزرق). الممثّلة الحائزة على جائزة الأوسكار أخيرا جوليان مور كتبت لمعجبيها: (ماذا حدث لكم؟ إنه أبيض وذهبي). وتفسيرا للمعضلة أشارت آشلي وود، المحاضرة بجامعة كارديف، إلى أن ثبات اللّون يعني أن (عقلك سيقوم بتعديل لون الشيء الموجود أمامه اعتمادا على المحيط به أو على الإضاءة، لهذا إذا كان هناك اللّون الأزرق سائدا في محيطك على سبيل المثال سيقوم عقلك باستخلاص اللّون الأزرق من الشيء الموجود أمام عينيك).