البلدة القديمة بالقدس يتهدّدها الانهيار بسبب الحفريات / واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلية بدعم من قوّات شرطة الاحتلال وجيشه لليوم الثالث على التوالي تدمير خربة (أم الجمال) الأثرية، الواقعة بين بلدتي أبو ديس والعيزرية شرقي القدسالمحتلة. قال مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة في حديث ل (العربي الجديد) إن (قوّات الاحتلال منعت طواقم الوزارة من الوصول إلى المكان لتوثيق الاعتداء وطردتهم بالقوّة، في وقت تواصل فيه التجريف في الخربة منذ يوم الخميس الماضي، ضمن عملية ممنهجة)، وأشار إلى وجود (اعتداءات كثيرة في حقّ الآثار الفلسطينية بين الحين والآخر في العديد من المحافظات الفلسطينية لضرب صمود المواطنين الفلسطينيين ولمحاولة تزوير التاريخ أو طمسه). وتُعدّ اعتداءات الاحتلال هذه جريمة في حقّ التراث الثقافي للشعب الفلسطيني وانتهاكًا للقانون الدولي والاتّفاقيات الدولية، وخاصّة اتّفاقية (لاهاي) المتعلّقة بحماية الممتلكات الثقافية وميثاق (اليونيسكو) لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي. إذ تنصّ الاتّفاقية على (عدم السماح للاحتلال بالتصرّف أو إلحاق الأذى بالآثار في أيّ دولة محتلّة تقع تحت الاحتلال). وتقع خربة (أم الجمال) في منطقة مصنّفة (ج) ضمن اتّفاقيات (أوسلو) الموقّعة مع السلطة الفلسطينية، ما يمنع الطواقم الفلسطينية من متابعتها، في حين قامت وزارة السياحة والآثار بمراسلة منظمة (اليونيسكو) والهيئات الدولية بما قامت به سلطات الاحتلال من تجريف للخربة. وتعود الآثار في الخربة إلى الفترة الرومانية والبيزنطية وفيها آثار مقطوعة بالصخر، منها مبنى أثري ومقابر وآبار ومعاصر وجدران أثرية، ضمن أحد المواقع المهمة الموجودة في محيط مدينة القدس. * من ينقذ القدس؟ حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدّسات من مواصلة الحفريات الصهيونية المتواصلة أسفل البلدة القديمة من القدس المحتلّة وأسفل المسجد الأقصى. وذكرت الهيئة في بيان لوكالة (صفا) أمس الأحد أن نتائج هذه الحفريات الخطيرة على المقدسيين ومنازلهم، والتي تمثّلت مؤخّرا بتشقّقات وانهيارات جديدة في جدران وأرضيات بناية سكنية ومكتب (للمحاسبة) في حيّ وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وقال الأمين العام للهيئة حنا عيسى: (هذا الانهيار وغيره الكثير إنذار خطير للمقدسيين والفلسطينيين أوّلا، وكلّ المسلمين والأحرار في العالم ثانيا)، مضيفا (أن البلدة القديمة من المدينة المحتلّة، والتي تحوي تراثا وتاريخا وحضارة كاملة باتت مهدّدة بالانهيار نتيجة الحفريات الإسرائيلية أسفلها وسياسة الإهمال وعدم السماح بالترميم والإصلاح)، وطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف الحفريات والأنفاق وضرورة ترميم البلدة القديمة، محذّرا من انهيار المنازل فوق أصحابها، مشيرة الهيئة إلى أن هذا الانهيار ليس الأوّل من نوعه فقد سبقته انهيارات عدّة، إضافة إلى سقوط العديد من الأشجار المعمّرة داخل باحات المسجد الأقصى، وكذلك التصدّعات والشقوق الكبيرة التي بدأت تظهر في جدران عشرات البيوت والمباني المقدسية، واعتبرت أن كلّ هذا يوضّح الصورة ويبرز حجم الخطر الذي يهدّد مساحات واسعة من الأقصى والبلدة القديمة، وندّدت الهيئة في بيانها بسياسات الاحتلال، والتي تتفاقم خطورتها يوميا، حيث تتعمّد سلطات الاحتلال المساس بالمقدسيين في مختلف نواحي حياتهم اليومية من خلال الاعتقال والتنكيل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، إضافة إلى سحب الهويات ومواصلة الحفريات والأنفاق وما يرافقها من تصدّعات وتشقّقات وانهيارات، وأكّدت أن هذه سياسة الهدف منها إفراغ القدس من سكّانها المقدسيين الفلسطينيين وإحلال اليهود والمتطرّفين مكانهم للسيطرة الكاملة على القدس وتهويدها. * متطرّفون صهاينة يقتحمون الأقصى اقتحمت مجموعة من المتطرّفين الصهيانية صباح أمس الأحد المسجد الأقصى المبارك وسط حراسة أمنية مشدّدة من جهة باب المغاربة، حيث ردّ المرابطون على هذا الاقتحام بالتكبير والتهليل. وقالت مصادر الأوقاف الإسلامية إن شرطة الاحتلال ما تزال تحتجز هويات النّساء أثناء دخولهنّ المسجد الأقصى المبارك، وتواصل قوّات الاحتلال إبعاد العديد من المصلّين والمرابطات عن المسجد الأقصى المبارك بحجج واهية، منها التشويش على المتطرّفين الصهاينة أثناء اقتحامهم باحات الأقصى.