احتضن مستشفى الأم والطفل بسطيف يوما إعلاميا حول المخطط الوطني لمكافحة مرض السرطان، والذي يمتد من سنة 2015 إلى 2019، تحت شعار (نظرة استراتيجية جديدة) من تنظيم مديرية الصحة والسكان لولاية سطيف. وتم خلال الملتقى الكشف عن أخطر أنواع السرطانات التي تفتك بالجزائريين، وهي خمسة أنواع تطارد الرجال وعدد مماثل يلاحق النساء. الملتقى الذي أشرف على افتتاحه وعرض محاوره مدير الصحة والسكان لولاية سطيف السيد عبد القادر بغدوس تم بمشاركة واسعة لأساتذة وأطباء مختصين في الميدان، فضلا عن مشاركة جمعيات مرضى السرطان بالولاية، ويهدف بالأساس إلى بحث سبل تقليص نسبة الوفيات بمرض السرطان، حيث يتضمن 08 محاور استراتيجية تتمثل في تحسين الوقاية ضد عوامل الخطر، تحسين الفحص الطبي لبعض أنواع السرطان، تحسين تشخيص أمراض السرطان، إعادة تنشيط العلاج، تنظيم توجيه، مرافقة ومتابعة المرض، تطوير نظام الإعلام والاتصال حول السرطان، تدعيم التكوين والبحث وأخيرا تدعيم الإمكانيات المالية اللازمة من أجل التكفل بمختلف امراض السرطان. كما تضمنت التظاهرة تنظيم زيارة موجهة لفائدة المنتخبين المحليين ووسائل الإعلام، حيث تم الاطلاع على مختلف وحدات العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، وكذا التعرف على التجهيزات المستعملة، منها المسرعات التي تم اقتناؤها بمبلغ يناهز ال 100 مليار سنتيم، إذ يجري حاليا تكوين 22 مختصا في استعمالها وصيانتها، منهم 17 مختصا من سطيف. وحسب وثيقة المخطط الوطني لمكافحة السرطان فإن التقديرات تشير إلى تسجيل 19.5 مليون حالة جديدة سنويا إلى غاية 2025 بسبب النمو الديمغرافي، وكذا توجه الشعوب نحو الشيخوخة، كما تم تسجيل 14.1 مليون إصابة جديدة و8.2 مليون حالة وفاة سنة 2012 على المستوى العالمي. أما في الجزائر فقد تم تصنيف السرطان في المرتبة ال 17 ضمن المشاكل الصحية سنة 1975، وبدأ يلفت انتباه المختصين فقط منذ سنة 2000، حيث بينت التحقيقات التي تم تنفيذها سنة 2004 من طرف المعهد الوطني للصحة العمومية تسجيل 31 ألف مصاب. وحسب المؤشرات فإن عدد المصابين في ارتفاع مستمر منذ 10 سنوات، بتسجيل 128 إصابة جديدة لكل 100 ألف ساكن بالنسبة للرجال و130 حالة جديدة لكل 100 ألف ساكن عند النساء. وتتمثل أخطر أنواع السرطان التي تفتك بالجزائريين عند الرجال في سرطان الرئة، القولون، المثانة، البروستاتا والمعدة، وأشدها فتكا سرطان الرئة بنسبة 15 بالمائة، علما بأن التدخين سببه الأساسي، أما عند النساء فتتمثل في سرطان الثدي، القولون، الغدة الدرقية، عنق الرحم والمبيض، يشكل منها سرطان الثدي 40.45 بالمائة. وأما في ولاية سطيف فقد تم تسجيل 15600 حالة سنة 2014، مع 1200 حالة جديدة سنويا، والسبب -حسب المختصين- يرجع إلى كون المصالح الطبية على مستوى الولاية تمتلك سجلا خاصا بمرض السرطان منذ سنة 1986، وهو ما سمح بضبط دقيق للأرقام، حسب ما أفاد به مدير الصحة والسكان عبد القادر بغدوس الذي أشار إلى أنه تم اعتماد هذه التجربة وتثمينها من طرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ليتم تعميمها على مختلف ولايات الوطن بهدف التحكم في ضبط الإحصائيات ومتابعة الحالات المرضية بشكل أفضل. للإشارة، تم مؤخرا فتح مركز لعلاج السرطان بولاية سطيف، وهو ما سمح للمرضى من مختلف الولايات بمتابعة العلاج، خاصة مع توفر اختصاصيين في المستوى واقتناء تجهيزات حديثة. ومن جهة أخرى، تتوفر ولاية سطيف بجوار مركز علاج السرطان على دار الصبر، والتي تم إنجازها من طرف محسنين بالولاية وتوفر الإيواء لأهل المرضى القادمين من الولايات البعيدة، كما تقوم الجمعيات الخيرية وجمعيات مرضى السرطان بعمل جبار من خلال تكفلهم بالمرضى ومرافقتهم وتوفير مختلف المتطلبات التي يحتاجونها، وهو ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للمركز.