استيقظت أمس ولاية بومرداس على وقع فاجعة جديدة راح ضحيتها تلميذ آخر ذنبه الوحيد أنه كان متوجها كعادته إلى مقعد دراسته ليلقى حتفه تحت عجلات قطار، في حادث مأساوي أغرق ولاية بومرداس في جو من الحزن والاستنكار وزرع الرعب في قلوب أولياء التلامذ الذين ظلت صرختهم مدوية (أبناؤنا يموتونا دهسا). بعد أقل من أسبوع عن (الصدمة) التي تلقاها سكان منطقة زموري بولاية بومرداس، بعد أن حولت سيارة كانت تسير بسرعة جنونية تلميذا إلى أشلاء تتواصل المجازر في حق البراءة، وها هو قطار يحول تلميذا آخر إلى عصف مأكول في منظر تدمع له القلوب قبل العيون ويثير الرعب أكثر في قلوب الأولياء. تلاميذنا يموتون دهسا تحت العجلات حول صباح أمس قطار كهربائي يعمل على خط العاصمة-بومرداس تلميذا في ال 15 من عمره إلى أشلاء. وأفادت مصادر محلية بأن التلميذ (فراس) يبلغ من العمر 15 سنة ويدرس في إكمالية (ابن سونة) الجديدة ببومرداس، وهو ابن معلمة تدرّس في ابتدائية (محمد كرشو)، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان بعد أن دهسه القطار الذي كان قادما من العاصمة باتجاه محطة الثنية ببومرداس. الحادث وقع في حدود الثامنة من صباح أمس، حيث دهس القطار التلميذ فأرداه قتيلا عندما كان يهم بقطع السكة ليتجه إلى مقاعد الدراسة على مستوى المتوسطة التي لا تبعد سوى بأمتار عن محطة القطار ببومرداس. 3 حالات في أقل من شهرين في الولاية المأساة الجديدة التي ألمّت بالمراهق (فراس) تضاف إلى المآسي التي ألمّت بالعديد من التلاميذ عبر الطرقات وقرب المدارس، فبومرداس وحدها سجلت مصرع 3 تلاميذ لقوا حتفهم خلال حوادث مرور منذ مطلع السنة فقط، بداية من الطفل (أعمر) الذي ينحدر من قرية شندر بالناصرية، والذي صدمته سيارة في الطريق الوطني رقم 12 بالناصرية، ما أحدث يومها موجة من الغضب والاستياء لدى سكان المنطقة، خاصة وأنهم طالبوا في الكثير من المرات بالنقل المدرسي إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وهم اليوم يتجرعون مرارة مثل هذه الحوادث التي يروح ضحيتها أبناؤهم. لتليها المأساة الأخرى التي راح ضحيتها الطفل (فيصل) بعد أن خطفته سيارة كانت تسير بسرعة جنونية من يد والده لتحوله إلى أشلاء بزموري شرق ولاية بومرداس، وهي الحادثة التي اهتزّ لها السكان الذين أحرق بعضهم سيارة الجاني تعبيرا عن مدى غضبهم، كما أحدثت هلعا ورعبا في قلوب الأولياء الذين وجهوا صرخة استغاثة للمسؤولين من مثل هذه المجازر، لتتكرر المأساة بعد أقل من أسبوع وهذه المرة المتسبب قطار حول الشاب (فراس) صاحب ال 15 سنة إلى أشلاء. للإشارة، فقد تناقل رواد شبكة التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) الفاجعة وسط استنكار شديد وترحم وحزن لتوالي مثل هذه المآسي والمجاز التي تتربص بالتلاميذ.