واصلت الجزائر التعبير عن مواساتها الكبيرة لشقيقتها تونس في محنتها العصيبة التي تمر بها بعد أن استهدفها الإرهاب الهمجي وقتل عددا غير قليل من سائحيها يوم الأربعاء في اعتداء تبناه التنظيم الدموي المشبوه المسمى (داعش)، وهو تنظيم يقول بعض المختصين إنه يتربص بالجزائر ويبحث عن أول فرصة لإلحاق الأذى بها، وسط يقظة كبيرة لأفراد الجيش وغيره من أجهزة الأمن الساهرة على حماية الجزائر. في هذا الصدد، أكدت منظمة العدل والتنمية الحقوقية، وهي إحدى المنظمات المتخصصة في دراسات الإرهاب، وقوف تنظيم أنصار الشريعة الليبي وتنظيم (داعش) وتنظيمات إرهابية متحصنة بجبل الشعانبي غير بعيد عن الأراضي الجزائرية وراء الهجوم على متحف (باردو) بتونس الذى نفذه عدد من الإرهابيين التونسيين ممن تلقوا تدريبات في معسكرات (داعش) الليبية وتسللوا مجددا من الأراضي الليبية لتونس. وأكدت المنظمة في تقرير تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه، وجود ارتباط تنظيمي بين أنصار الشريعة في ليبيا وتنظيم (داعش) والقاعدة في إفريقيا وتنسيق مشترك بين كافة التنظيمات التكفيرية التى تنتهج فكر الخلافة للسيطرة التامة على دول شمال إفريقيا. وحذرت المنظمة نفسها في تقريرها من شن هجمات إرهابية داخل الأراضي الجزائريةوالتونسية تستهدف منشآت عسكرية وحكومية وسياحية خلال الفترة المقبلة في ظل تسلل عناصر إرهابية من (داعش) الليبية وأنصار الشريعة إلى مناطق وتخوم حدودية بتونسوالجزائر. من جانب آخر، أكدت الجزائر تضامنها ومساندتها لتونس على إثر الاعتداء الإرهابي الذي طال يوم الأربعاء متحف (باردو) بالعاصمة تونس وخلف عددا من الضحايا. وفي هذا الصدد، بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ببرقية إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي أكد له فيها مساندة الجزائر (القوية) لتونس ووقوفها إلى جانبها في هذا الظرف العصيب. وقال الرئيس بوتفليقة في برقيته: (لقد فوجئنا بنبأ الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف عاصمة تونس الشقيقة، والذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء). وبعد أن أكد (تعازي الشعب الجزائري الأخوية)، عبر رئيس الدولة عن (مشاعر الأخوة) والتضامن (اللا مشروط) مع تونس. وقال الرئيس بوتفليقة في هذا الإطار: (لا يسعني أمام هذا العمل الشنيع إلا أن أجدد لفخامتكم عميق شجبنا واستنكارنا لهذا الاعتداء الدنيء ومساندتنا القوية للشعب التونسي ووقوفنا الكامل إلى جانبكم في هذا الظرف العصيب). من جانبه، أعرب الوزير الأول عبد المالك سلال، في مكالمة هاتفية مع نظيره التونسي حبيب الصيد عن تضامن الحكومة الجزائرية ومساندتها لنظيرتها التونسية في تصديها للإرهاب. كما أكد السيد سلال لنظيره التونسي على (مساندة الجزائر للشقيقة تونس في تصديها للإرهاب ودعمها للجهود التي تبذلها لاستتباب الأمن والاستقرار بما يتيح توفير المناخ السياسي والاقتصادي الملائم لتعزيزالمؤسسات الديمقراطية في ظل السلم والرفاهية والتقدم). وكانت الجزائر في بيان لوزارة الشؤون الخارجية قد أدانت (بشدة) هذا (العمل الإجرامي البشع)، كما أدانت (عملية احتجاز الرهائن الذي تبعه)، مؤكدة على (تضامنها الكامل واللا مشروط مع تونس رئيسا وحكومة وشعبا أمام هذه العملية اليائسة التي لن تبلغ بأي حال من الأحوال الهدف الذي يريده لها منفذوها وعرابوهم في زعزعة أمن واستقرار تونس الشقيقة والنيل من عزيمة كل مكونات المجتمع التونسي المتماسك والمتكاتف). وفي سياق آخر، بعث رئيس الجمهورية ببرقية تهنئة إلى نظيره التونسي الباجي قايد السبسي بمناسبة الذكرى ال 59 لعيد استقلال بلاده أعرب له فيها عن ارتياحه لمستوى العلاقات (المتميزة) التي تربط الجزائربتونس.