وصفت وثائق جديدة مُسرّبة عن الخارجية الأمريكية نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني نظام الحكم والمحيط العائلي لرئيس التونسي زين العابدين بن علي بأنه أشبه بالمافيا، مشيرةً إلى أن زوجته حصلت من الدولة على أرض كمنحة مجّانية لبناء مدرسة خاصّة ثمّ باعتها· وقالت الوثائق إن الرئيس زين العابدين يتقدّم في العمر وليس لديه خليفة معروف، وأن نظامه متصلّب، لافتة إلى أنه يحكم منذ 22 سنة· وذكرت إحدى الوثائق الصادرة بتاريخ 23 جوان عام 2008 كتبها السفير الأمريكي روبرت جوديك أن مؤشّر منظّمة الشفافية الدولية لعام 2007 أظهر أن الفساد في تونس يزداد سوءًا، فمن أصل 179 بلدًا احتلّت تونس المرتبة ال 61 عام 2007· وقال السفير الأمريكي في الوثيقة: إن اتّصالاتنا تشير إلى أن الوضع يسير في الاتجاه الخاطئ، مشيرًا إلى زيادة التضخّم، وأضاف مازحًا: حتى قيمة الرِّشى ارتفعت· وركّزت الوثيقة على زوجة الرئيس ليلى بن علي التي تنتمي إلى عائلة الطرابلسي، حيث يرى التونسيون أنها تنتهك النّظام انتهاكًا صارخًا، ممّا يجعلها مكروهة· ويعدّ شقيق ليلى بلحسن طرابلسي الأكثر فسادًا وتورّطًا في مشاريع فاسدة والأكثر ابتزازًا للحصول على الرشاوى، حسب الوثيقة· وتعطي الوثيقة مثلاً بحصول ليلى بن علي علَى أرض في قرطاج و1.5 مليون دولار أمريكي لتشييد مدرسة قرطاج الدولية، إلّا أن النتيجة كانت أن باعت ليلى المدرسة لمستثمرين بلجيكيين، وتضيف أنه في عام 2006 سرق معاذ وعماد الطرابلسي يَخْتًا لرجل الأعمال الفرنسي برونو روجيه· وذكرت الوثائق المسرّبة أن ما أسمته ب التطرّف لايزال يشكّل تهديدًا لنظام بن علي، مشيرة إلى أنه في مواجهة هذه المشكلات لا تقبل الحكومة النّقد ولا النّصح، سواء من الداخل أو الخارج، وعلى العكس هي تسعى إلى فرض رقابة أكثر تشدّدًا وغالبًا ما تعتمد على الشرطة· وأشارت الوثيقة إلى أنه رغم أن زين العابدين بن علي يستحقّ الثناء لاستمراره في تطبيق العديد من السياسات التقدّمية للرئيس بورقيبة، إلاّ أنه فقد التواصُل مع الشعب التونسي، موضّحة أن الحكومة تعتمد على أجهزة الشرطة من أجل السّيطرة والتركيز على الحفاظ على السلطة، والفساد في الدائرة الداخلية آخذ في الازدياد·