كشفت دراسات علمية أجراها عدد من الباحثين أن معدل انتشار داء ارتفاع ضغط الدم في الجزائر أخذ منحنى خطيرا جدا خاصة وأن 30 بالمائة من المصابين شباب، الأمر الذي أصبح يشكل مشكلة حقيقية للصحة العمومية· وتعتبر هذه النسبة عالية جدا مقارنة مع تلك المسجلة في الدول المجاورة، وتدخل فيها عدة عوامل ساهمت في ارتفاعها بما في ذلك التغيرات في عادات الأكل، قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة· ومن المحتمل أن يرتفع عدد المرضى إلى 5،4 مليون مصاب مع آفاق 2014، ويشير المختصون إلى أن ارتفاع ضغط الدم المتسبب في 90 بالمائة من أمراض القلب والأوعية الدموية· وفي هذا الموضوع ينظم المخبر العلمي ا م اس دي يوم 18 ديسمبر الجاري يوما دراسيا بالجزائر العاصمة، يحضره أزيد من 300 مختص من مختلف ولايات الوطن، وبتأطير من خبراء جزائريين وفرنسيين· وكان نائب رئيس الجمعية الجزائرية لمرض الضغط الشرياني بن خدة سليم قد أكد أن الداء يعتبر من أخطر الأمراض المزمنة التي تعرف انتشارا متزايدا في الجزائر لما يخلفه من حالات العمى والإعاقة والوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو القصور الكلوي· كما أنه أحد أكثر الأمراض المزمنة الخطيرة انتشاراً في العالم، إذ لا يعلم حوالي 40 بالمائة من المصابين أنهم يعانون منه· والسبب الرئيس لذلك أن المرض لا تظهر له أعراض إلا بعد أن يكون قد انتقل إلى مرحلة متقدمة جداً ولذلك يسمى بالقاتل الصامت· وعرف الأطباء هذا المرض على أنه ذلك الضغط الموجود داخل الشرايين والذي يحافظ على وجود قوة ضاغطة تؤدي إلى دفع الدم عبر جهاز الدورة الدموية إلى كافة أنحاء الجسم حتى ولو كان ضد الجاذبية الأرضية· من بين أكثر العوامل المسببة لهذا المرض أكد المختصون أنها تتمثل في الإكثار من الأغذية التي تحتوي نسبة عالية من الملح والكوليسترول، بالإضافة إلى تعاطي التدخين والمخدرات والمشروبات الكحولية والإصابة بمرض السكري بالإضافة إلى أسباب صحية أخرى على غرار خلل في عمل الشرايين والقلب نتيجة الحمل أو أمراض النسيج الضام أو ارتفاع كالسيوم الدم· وبين الأطباء أن أهم أعراض الداء تتمثل في اضطراب الجهاز العصبي والإحساس بالدوخة أو الخفقان أو تعب عام يصحبه نزيف من الأنف أو ظهور دم بالبول وقد يشعر البعض بغشاوة على الرؤية·