ما يزال الجمهور الرياضي الجزائري تحت صدمة تبخر حلم ظفر الجزائر بشرف احتضان الطبعة النهائية لكأس أمم إفريقيا 2017 بقرار من هيئة ( الكاف) برئاسة عيسى حياتو الذي ساهم بشكل كبير في اختيار الغابون بدل الجزائر، مما أثار حفيظة السلطات العليا التي كانت قبل الإعلان واثقة و متفائلة لاحتضان العرس القاري، بعد تحضير ملف قوي عرضه وزير الرياضة محمد تهمي على المكتب التنفيذي لهيئة حياتو التي كانت لها كلمة الفصل في تقزيم ملف الجزائر بطريقة اعتبرها الوزير الأول عبد المالك سلال لا تتماشى وأن كافة المعطيات كانت تصب في مصلحة الجزائر وأقوى بكثير من الغابون. أضحت السلطات الجزائرية أمام ضرورة إعادة النظر في المنظومة الرياضية ليكون للجزائر شرف احتضان أكبر عدد ممكن من المواعيد الكبرى على مستوى القارة السمراء في مختلف الاختصاصات وبالأخص كرة القدم بعد خيبة اختيار الغابون بدل الجزائر الموعد المقبل لكأس أمم إفريقيا، وهو القرار الذي يحسب على رئيس (الفاف) محمد روراوة بحكم انه يتحمّل مسؤولية انتظار الجزائر مدة عشر سنوات كاملة لاستمالة هيئة الكاف لتنظيم طبعة كان 2025، مما قد يقلل أكثر من حظوظ المنتخب الوطني لبلوغ مبتغى التتويج باللقب القاري وتضييع فرصة الاستثمار في الجيل الحالي للاعبين الذين يعول عليهم كثيرا لرد الاعتبار للجزائر بقوة العودة من الغابون بلقب القارة السمراء والتأكيد أن الجزائر قادرة على رفع التحدي وإسكات الأعضاء المكتب التنفيذي لهيئة الكاف بالطريقة التي تضع الكامروني حياتو أمام ضرورة مراجعة حساباته والاعتراف بحرمان الجزائر من تنظيم ( كان 2017) بطريقة غير منطقية ولا تتماشى وعدم توفر الغابون على الإمكانات المتاحة لإنجاح العرس الكروي القاري.
عضو في هيئة حياتو يؤكد: الجزائر طعنت نفسها حسب هيئة الكاف على لسان أحد أعضاءها في تصريح لإحدى القنوات الفضائية العربية أنه لا يوجد أي تجاوزات في عملية التصويت التي تمت بحضور موثق محلف مؤكدا في الوقت نفسه بقوله: الجزائر طعنت نفسها ولم يخنها أحد، الكل كان يعلم بأن الملف الجزائري ضعيف، خاصةً في جانب البنية التحتية والغابون وحتى غانا يمتلكان ملاعب في مستوى التظاهرة، عكس الجزائر التي بحسب ذات المتحدث باسم هيئة الكاف لم تحظ بشرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية في واحدة من نسختي 2019 أو 2021 لضعف ملفها، مؤكدا على أن تداعيات الرشوة، مضيفا قائلا : قبل أشهر الجزائر أبعدت من السباق وأن الغابون مرشح فوق العادة لنيل شرف التنظيم، الأمر لم يكن يحتاج لكل هاته الضجة، أظنهم تحدثوا عن الرشوة وما إلى ذلك و لا عذر للمسؤولين الذين كانوا يعرفون جيداً قيمة الملف، أما الشعب الجزائري فهو مصدوم بعد أن بيع له الوهم وجعلوه يتصور أن ملف بلاده الترشيحي مثالي ولو كان كذلك لنال شرف تنظيم نسخة 2019 أو 2021. وأوضح عضو هيئة الكاف في سياق حديثه بأن المسؤولين الجزائريين لم يقوموا بتوظيف كافة الأوراق الرابحة والدفاع عن ملف بلادهم بتطعيمه ببرنامج معقول يتوازى ومطامح اللعبة الأكثر شعبية في عكس الغابون التي قام رئيسها شخصياً بالدفاع عن ملف بلاده كما لم يفوت أية فرصة لملاقاة رئيس الهيئة القارية لكرة القدم عيسى حياتو، كما كان حضوره أمس في قاعة التصويت وازناً، عكس الجزائر التي لم تتفان في إقناع أعضاء اللجنة التنفيذية للكاف بقدرته على تنظيم العرس القاري.
بحجة أنه يتحمل مسؤولية الصدمة المطالبة برحيل روراوة من الفاف ارتفعت رقعة المطالبين بوضع حدا لمهام محمد روراوة في منصب رئاسة هيئة الفاف على أساس أنه يتحمل القسط الكبير من مسؤولية عدم إقناع أعضاء المكتب التنفيذي لهيئة الكاف للتصويت على ملف الجزائر بدل تزكية ملف الغابون لاحتضان الطبعة المقبلة لكاس أمم إفريقيا 2017، خصوصا وأن الجزائر كانت مرشحة بقوة وأن محمد روراوة كعضو فاعل ضمن التركيبة البشرية لطاقم إدارة عيسى حياتو، إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع مما تحسر له الشعب الجزائري الذي كان يثق كثيرا في محمد روراوة لإثبات قوة علاقته مع غالبية الأعضاء الذين خول لهم القانون للفصل في هوية البلد الذي يكون له شرف تنظيم المونديال القاري في سنة 2017. وبحسب المقربين من رئيس الفاف محمد روراوة أنه لا يفكر بتاتا الانسحاب من منصبه والرضوخ لمطلب الأطراف التي ترى أنه حان الوقت لإعادة النظر في تركيبة الطاقم الإداري لهيئة الفاف على اعتبار أن بقاء محمد روراوة لفترة إضافية سيكون له الأثر السلبي على مستقبل الكرة الجزائرية بعد فشله في تحقيق رغبة الجماهير الجزائرية والمتمثلة في خلافة ليبيا وتعزيز حظوظ المنتخب الوطني الجزائري لصعود منصة التتويج بلقب مونديال القارة السمراء 2017.