تعددت أساليب الرقية في الوقت الحالي وأضحت موضوع الساعة الذي أدى إلى كوارث متنوعة بعد أن تحوّلت الرقية إلى تجارة لدى البعض وأسلوبا من أساليب الربح ببيع القرآن الكريم الذي جعل الله فيه شفاء بضوابط وأحكام، لكن لسوء الحظ أن البعض أضحوا يبيعون ويشترون فيه ويلعبون بعقول الناس ومن المواقف التي عشناها ما أدت إلى كوارث ووفيات، ناهيك عن التحرشات الجنسية التي تطال النسوة واستغلال عللهن بل وسذاجتهن للنيل من شرفهن، وكانت آخر موضة للرقية إن صح التعبير في الجزائر (الرقية عن طريق الهاتف النقال)، بحيث استعملت التكنولوجيا لدى بعض الرقاة المزيفين وما أكثرهم في الوقت الحالي. ولكن رغم الفضائح والجرائم التي يترأسونها لازال هناك من يتبعونهم ويدّعون بركتهم، وانساقوا حتى إلى الرقية عن طريق الهاتف النقال، فعدم القدرة على تغطية الحشود الوافدة لبعض الرقاة المزعومين أدى بهم إلى عرض رقياهم عبر الهاتف النقال، ويؤكدون على صحتها رغم بعض الالتباسات التي تلحقها خاصة وأن الرقية الشرعية تخضع لضوابط وشروط منها حضور المريض وتلاقيه مباشرة مع الراقي، إلا أن هدف الربح حوّل الرقية إلى رقية عن طريق الهاتف النقال وهو ما يجري فعلا في الجزائر، بعد أن تحوّلت الرقية إلى مقصد أول وأخير حتى لأصحاب الأمراض المستعصية على غرار السرطان الذين تستدعي أمراضهم العضوية الذهاب إلى الطبيب المختص، ويحضرني قول أحد الأطباء المختص في الأعصاب الذي وفدت إليه امرأة تعاني من جلطة دماغية وأدهشه كثيرا مرافقها عندما أخبره أنها تخضع إلى حصص للعلاج بالرقية الشرعية على الرغم من بروز مرضها العضوي، ومعاناة تلك السيدة من جلطة دماغية أدت إلى شللها النصفي. فتلهف الناس على الرقية أباح كل شيء حتى صارت حصص الرقية تقدم عبر الهاتف النقال كآخر إبداع لطرق الرقية في الجزائر وهي المواقف التي حصلت للكثيرين. والغريب في الأمر أنهم تقبلوها وراحوا يجارون هؤلاء الرقاة المشكوك فيهم والذي يكون قصدهم وهدفهم الأول الربح والبيع والشراء في علل الناس. الشابة وردة هي واحدة من هؤلاء، بحيث بعد أن عانت من مشكل عويص أدى بها إلى حالة من القنوط واليأس نصحها الكثيرون بزيارة راقٍ شرعي، لكنها كانت تجهل طريق هؤلاء فأعطتها جارتها رقم هاتف أحد الرقاة الذي يشترط حضورها في أول حصة وتقدم له المبلغ الكلي، ليتمم لها بقية الحصص عبر الهاتف فاحتارت كثيرا لتلك الطريقة وبالطبع امتنعت عن فعل ذلك وفضلت أن ترقي نفسها بنفسها بالدعاء والصلاة على أن تسقط في ألاعيب هؤلاء. أما السيد مصطفى فقال إنه يحتار كثيرا لواقع الرقية الشرعية بالجزائر بعد أن تحوّلت الى حرفة لمن لاحرفة له، وأضحت في المستودعات وفي المحلات دون حسيب أو رقيب كما أنه سمع أيضا عن الرقية عبر الهاتف النقال وهي مثلها مثل تلك الطريقة التي نشاهدها عبر بعض الفضائيات التلفزيونية والتي يكون القصد منها الربح ولا غيره، وختم بالقول (الله يهدينا)، وبالفعل كانت الرقية عبر الهاتف النقال آخر إبداع لبعض الرقاة أو تجار الرقية في مجتمعنا الذين صار همّهم الوحيد جمع المال واللعب على عقول الناس.