أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، على موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية، وحق الشعب الصحروي في تقرير مصيره، مستعرضا ثلاث نقاط أساسية يقوم عليها الموقف الجزائري.. جاء هذا عقب زيارته لإسبانيا التي دامت يومين. وصرح الوزير أثناء زيارته بأنه تناول مع المسؤولين بعض القضايا الإقليمية لاسيما قضية الصحراء الغربية قائلا (لقد تطرقنا لبعض المسائل الإقليمية لاسيما قضية الصحراء الغربية). و أكد السيد مساهل بهذا الخصوص (بأن موقف الجزائر يرتكز على ثلاث نقاط أساسية وهي حق الشعب الصحراوي في تقريرمصيره الذي لن يتأتى إلا من خلال تنظيم إستفتاء، والحفاظ على ثروات الصحراء الغربية بصفتها إقليما غير مستقل، لاسيما وأن الأممالمتحدة واضحة من خلال ميثاقها حول حماية الثروات في مثل هذه الأقاليم). وقال بأن (الجانب الثالث من هذا الملف يتعلق بوجوب حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وإحترامها). وأضاف الوزير قائلا (لقد كانت لنا مبادلات قيمة مع الأطراف الإسبانية حول ملف الصحراء الغربية)، مذكرا بأن (هذه المبادلات تمت عشية إجتماع لمجلس الأمن مخصص للمسألة الصحراوية، ودراسة تقرير الأمين العام الأممي والمصادقة على لائحة حول هذا النزاع). وعقب زيارته إلتقى الوزير بمكتب الدولة الإسباني للعلاقات الخارجية (إنياسيو إيبانيث) و وزير الشؤون الخارجية (خوسي مانويليس غارسيا مارغاليو)، وأعضاء المعهد الملكي للتفكير الذي يهتم بمواضيع ومناطق جغرافية، لاسيما أوروبا وأمريكا اللاتينية والمتوسط والعالم العربي، كما يتناول مواضيع تخص الأمن والتعاون الدولي والتنمية والإرهاب الدولي. وأشار مساهل بأن زيارته تندرج في إطار التحضير لإنعقاد الدورة السادسة للإجتماع الثنائي رفيع المستوى بين الجزائر وإسبانيا. من جانب آخر، شكلت الأزمة الليبية وتسويتها السياسية أحد أبرز المحاور التي ميزت المحادثات بين الطرفين. وأكد مساهل أن (الجزائر وإسبانيا تتشاطران الرؤية حول ضرورة التوجه أولا نحو حل سياسي في ليبيا)، مشيرا إلى أنه (يتعين أولا التوجه نحو حل يحفظ السلامة الترابية لليبيا ووحدتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون محادث الشعب الليبي والمجموعة الدولية). وأضاف مساهل (أن المسألة الهامة الأخرى تتعلق بجهود الأممالمتحدة (من أجل فتح حوار ليبي شامل) بغية بلوغ (مرحلة انتقالية تسمح بعودة الأمور إلى طبيعتها في ليبيا). وأردف يقول (وجهات نظرنا متطابقة تماما ليس فيما يخص الحل السياسي فحسب بل أيضا بشأن طريقة التوصل إليه)، موضحا في نفس الصدد أن (استقرار الوضع في ليبيا سيسمح بمكافحة (أنجع) لتهديد الإرهاب) في المنطقة. وأوضح الوزير أنه (حول هذه المسائل لدى الجزائر وإسبانيا نفس الأهداف) مؤكدا على دعم البلدين لجهود الأممالمتحدة من خلال مبعوثها إلى ليبيا برناردينو ليون. وبشأن ملف مكافحة الإرهاب قدم السيد مساهل خلال المحادثات التي جمعته بالمسؤولين الإسبانيين عرضا حول عمل الجزائر في هذا الخصوص. ويتعلق الأمر أساسا بتحضير ندوة حول (تمويل الإرهاب) في جويلية المقبل أو نهاية السنة على أقصى تقدير. وكان السيد مساهل قد شرع يوم الخميس الماضي في زيارة إلى مدريد بدعوة من كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية ايغناسيو ايبانيس. وقد نشط السيد مساهل ندوة ب(البيت العربي) حول موضوع (الأمن الإقليمي) أكد فيها أن (الطريق السلمي هو الطريق الحتمي لتسوية النزاعات والخلافات)، موضحا أن (الحل السياسي يعزل الجماعات الإرهابية ويكشف عن طبيعتها الحقيقية وأهدافها ويمكن من تعبئة الموارد المتوفرة من أجل مكافحة أفضل). والتقى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية أيضا خلال نفس الزيارة بأعضاء المعهد الملكي (الكانو)، حيث تم التطرق للقضايا الاستراتيجية الدولية الراهنة.