يلجا كثير من المصابين بأمراض على مستوى الكلى، وبصفة خاصة من يعانون من وجود الحصى في هذا العضو الحساس من الجسم، إلى التداوي عن طريق شرب بعض المياه المعدنية التي تشتهر بها بعض المنابع والحمامات المعدنية والطبيعية المتواجدة في الجزائر، ولعل أشهرها حمام "شيقر" بتلمسان أقصى الغرب الجزائري حيث ينصح الكثيرون بشرب مياه حمام شيقر من اجل تفتيت حصيات الكلى، هذا إلى جانب وجود بعض المنابع الطبيعية الأخرى ببعض ولايات الوطن كولاية الشلف التي يقول بعض العارفين بالمنطقة أن بها عيناً ببلدية المصدق، صارت تجتذب إليها الكثير من المواطنين الذين يعانون من وجود الحصى على مستوى الكلى، بعد أن أثبتت مياهُها قدرة على تفتيتها، أذهلت الخبراء وحيَّرت الأطباء. ويتداول كثيرٌ من الأشخاص معلوماتٍ مختلفة حول قدرة المياه الطبيعية على تفتيت الحصى المتكونة على مستوى الكلية، وكثيرون يلجؤون إلى هذه الطريقة من العلاج الطبيعي، ويثقون بها كثيرا، وبغية التقرب أكثر من حقيقة هذه المعلومة، سألنا الدكتور طاهر ريان رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، عن الأساس العلمي لهذا المعتقد لدى عديد من الجزائريين، ولم ينف محدثنا حقيقة قدرة بعض المياه المعدنية والمنابع الطبيعية على تفتيت الحصى المتواجدة على مستوى الكلية، نظرا إلى بعض الخصائص والمميزات التي تدخل في تركيب هذه المياه بالذات، وهو كمختص في طب وأمراض الكلى، فانه لا يرى مانعا من لجوء بعض المرضى إلى التداوي أو العلاج الطبيعي، شريطة أن يعلموا جيدا ماهية وتركيب الأعشاب أو الوصفات الطبيعية التي يتناولونها، وبناءً على توجيه ونصح من أطبائهم المتابعين لحالتهم، لان هنالك احتمالا كبيرا لوجود بعض الأعشاب السامة التي من شانها أن تؤثر بصورة سيئة على حالة المريض، ولذلك فان عليه اخذ رأي واستشارة طبيبه المعالج في كل ما قد يلجا إليه لأجل التداوي خارج المجال الطبي. ويضيف نفس المتحدث، أن على الأطباء المختصين في هذا المجال، أن يدركوا أيضا حقيقة وتركيب وقدرة بعض الأعشاب أو المياه المعدنية على شفاء هذه الأعراض أي الحصى المتكونة على مستوى الكلى، وان لا يبخلوا على مرضهم بالنصح والإرشاد، دون أن يمنعوهم نهائيا عن التداوي الطبيعي، نظرا لما فيه من فوائد معلومة، شريطة احترام قواعد وشروطه الضرورية. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن للمياه المعدنية الساخنة فوائد طبية وصحية كثيرة وتكمن هذه الفوائد في العناصر والمعادن الموجودة في تلك المياه فهي تحافظ على بناء العظام والأسنان لاحتوائها على الكالسيوم وتساهم في حماية الأسنان من التسوس لاحتوائها على الفلورايد كما أن المغنيسيوم الموجود في المياه المعدنية يقوي الجهاز المناعي للجسم ويسيطر على ضغط الدم وتوظيف السكريات الموجودة في الدم، ويساعد الحديد الذي تحتويه تلك المياه على الوقاية من مرض فقر الدم. والمياه المعدنية الساخنة مفيدة للجهاز الهضمي لاحتوائها على البيكاربونات التي تساعد في تنظيم وتوازن الحوامض في المعدة والأمعاء إضافة إلى احتوائها الكلورايد الذي ينظم الحوامض في المعدة والأمعاء ويحافظ عليها.