والدة الشهيد رائد العطار: (لنا رب كبير سينتقم من قضاء الانقلاب) قضاء السيسي يحيي ذكرى شهداء المقاومة بإعدامهم (بدهم يعدموه وهو ميت؟ ربنا على الظالم)، عبارة استهجان وألم قالتها والدة القيادي القسامي الشهيد رائد العطار تعليقا على حكم القضاء المصري السبت الماضي بإعدام ولدها الذي قضى نحبه في حرب العصف المأكول في 21 أوت الماضي عقب استهدافه بصواريخ (إف 16) التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية. وتساءلت أم محمد فتحية العطار (83 عاما): (لماذا يلاحقون الشهداء في قبورهم؟)، مضيفة: (أقول لهم إن هناك ربا كبيرا ينتقم للمظلوم)، وقالت: (كان من الواجب على مصر أن تقف مع أهل غزة لا أن تحاربهم، فولدي الشهيد كان يحارب من أجل كرامة الأمة كلها). أما محمد العطار (52 عاما)، الشقيق الأكبر للشهيد رائد، فوصف القرار المصري بأنه (مسيس)، مستدركا بالقول: (لكن هذا القرار أحيا -دون قصد- ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال من جديد)، وأعرب عن صدمته واستغرابه من إصدار القضاء المصري (أحكاما ظالمة دون تحرٍّ ومن غير تمييز بين الأحياء والأموات)، مضيفا أنه (ضاعت العدالة عند النظام الانقلابي في مصر)، وقال إن (الشعب المصري أصيل ومقاوم وهو في واد والحكومة الانقلابية في واد آخر)، مشيرا إلى أن نظام عبدالفتاح السيسي (يحارب المقاومة والمقاومين ويتلقى التعليمات من بني صهيون)، على حد تعبيره. من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن منظومة القضاء المصري الحالي (تعكس فشل وغياب النظام داخل حدود مصر وخارجها)، وأشار إلى أن (هذا النظام يحاول تعويض فشله من خلال أحكام القضاء القاسية وترديد إشاعة تعرض مصر لمؤامرة تشارك فيها تركيا وجماعة الإخوان وحركة حماس)، مضيفا أن (الإعلام المصري يتحدث عن المؤامرة وكأن مصر باتت على كف عفريت)، وأضاف: (عجز النظام عن إدارة الوضع الداخلي المصري بالشكل الذي يرضي الشعب المصري ويؤمن له حالة الاستقرار يدفعه إلى مثل تلك الأحكام الجائرة)، موضحا أن نظام عبدالفتاح السيسي (كلما شعر بضعفه وقوة الشعب المصري الذي يتطلع لثورة جديدة؛ لجأ إلى إصدار المزيد من أحكام الإعدام). وحول استقلال ونزاهة القضاء المصري قال أبو شمالة إن (مصر باتت بشكل كامل تحت قبضة الاحتلال ، وله فيها تأثير قوي، وهذا ما صرح به رئيس جهاز الاستخبارات السابق عاموس يدلين في مؤتمر هرتسيليا الأمني في 2011)، مشيرا إلى قول هذا الأخير: (إن الأوضاع التي أوجدناها في مصر؛ لن تسمح لمن سيأتي بعد مبارك إنْ سقط؛ بأن يستقر في حكم مصر)، وتابع: (لا يمكن تبرئة القضاء المصري من سيطرة الإسرائيليين وتأثيرهم، خصوصا وأن هذا القضاء لم يعقل لسانه عن النطق بحكم الإعدام على شهيد قضى وهو يواجه العدو). وذهب أبو شمالة إلى أن أحكام الإعدام (المسيسة) تؤكد أن عدو الشعب الفلسطيني واحد، (فلا فرق بين العدو الإسرائيلي الذي يصدر أحكام السجن ويقوم بتصفية المقاومين بقصف طائراته وبين المحاكم المصرية التي التقت معه في إصدار أحكام الإعدام في حق قيادات المقاومة). وكانت محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي شعبان الشامي قد أحالت أوراق 122 شخص على المفتي لاستطلاع رأيه في إعدامهم بعد (إدانتهم) في قضيتي (التخابر الكبرى) و(اقتحام السجون) وحددت يوم 2 جوان المقبل للنطق بالحكم. وشملت لائحة الإحالة اسم الشهيد رائد العطار والشهيد حسام الصانع الذي استشهد في معركة الفرقان في عام 2008، كما أن الأحكام تضمنت حكما بالإعدام على الأسير حسن سلامة، المعتقل في السجون الصهيونية منذ عام 1996 حتى الآن. وأبرز المحالة أوراقهم للمفتي الرئيس محمد مرسي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي والمرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع ونائب المرشد خيرت الشاطر والقيادات الإخوانية سعد الكتاتني وعصام العريان ومحمد البلتاجي.