الملتقى الوطني حول المقاومات الشعبية بمنطقة الزيبان عندما أكّد الشعب الجزائري رفضه للاحتلال أجمع متدخّلون في أشغال الملتقى الوطني حول المقاومات الشعبية الوطنية بمنطقة الزيبان في طبعته الثانية أمس السبت بأن المقاومة التي خاضها الصادق بن بلحاج في القرن ال 19 الميلادي حملت رسالة متجددة فحواها رفض الشعب الجزائري للاحتلال الفرنسي. وبمناسبة هذا الملتقى التاريخي الذي يسلط الضوء على مقاومة الصادق بن الحاج أبرز عديد المتدخّلين، من بينهم الباحث المختص في تاريخ المنطقة فوزي مصمودي بأن هذه المقاومة التي كانت واحات الزيبان الشرقية مسرحا لها العام 1858 واستمرت طيلة سنتين عكست حالة (الرفض الشعبي العميق للمستعمر الفرنسي منذ أن وطأت أقدامه أرض الجزائر عام 1830). وعلى غرار مقاومة واحة الزعاطشة (1849)، وكذا مقاومة واحة العامري (1876) بإقليم الزيبان الغربية فإن المقاومة الشعبية التي اندلعت قبل 157 سنة بالزيبان الشرقية بقيادة بن الحاج (كانت بمثابة حلقة جديدة في مسلسل عدم قبول أولئك الغزاة بل مقاومتهم بكل الإمكانات المتاحة في تلك الحقبة)، حسب ما أضاف ذات المتحدث. وقد خاض بن الحاج بمساندة واسعة من السكان والمنتسبين إلى الزاوية التي أسسها مقاومة شرسة ضد قوات الاحتلال لكن عدم التكافؤ في العدد والعدة بالإضافة إلى عوامل متعددة مساعدة رجحت الكفة لصالح العدو الذي نجح في إلقاء القبض على هذا البطل وأفراد من عائلته وأتباعه في نهاية المطاف، حسب ما أفاد به الدكتور يوسف لمناصرية من جامعة باتنة. وتعتبر المقاومات الشعبية بما فيها تلك التي قادها الصادق بن الحاج (دليلا واضحا على أن الشعب الجزائري لم يقبل أبدا الاحتلال بالرغم من الظروف الصعبة التي كان يعيشها ولكنه قاوم بما أمكن من وسائل)، حسب ما ذهب إليه الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو في كلمة تمهيدية. ودون شكّ، فإن تقديم إضاءات حول المقاومات الشعبية وغيرها من محطات التصدي للاحتلال الفرنسي تعد (نبراسا للأجيال الصاعدة لاستلهام من تضحيات الآباء والأجداد في سبيل استرجاع سيادة الوطن)، حسب ما أشار إليه في الجلسة الافتتاحية المشرف العام على هذا الملتقى عبد الرحمان بريش الذي يشغل منصب رئيس المجلس الشعبي الولائي.