طوت العدالة ملف محاولة اغتيال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بباتنة قبل أزيد من ثلاث سنوات، بإصدارها حكما يقضي بإعدام المتهم الرئيسي في القضية التي راح ضحيتها 25 جزائريا بريئا، وأصيب 172 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة· أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة يوم الخميس حكما بالإعدام على المتهم الرئيسي (ز· وليد) في قضية اعتداء 6 سبتمبر 2007 بوسط مدينة باتنة بتهمة جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والجروح العمدية وحيازة واستعمال المتفجرات في أماكن عمومية دون ترخيص والمشاركة في تنظيم الجماعات الإرهابية· وأدانت المحكمة في إطار محاكمة الموقوفين ال12 في هذه القضية التي انطلقت صبيحة الأربعاء واستمرت إلى ساعة متأخرة من ذات اليوم المتهم (خ· عماد) الذي كان قاصرا يوم الحادثة ب5 سنوات سجنا نافذة بعد استفادته من الظروف المخففة· وسلطت المحكمة عقوبة ب15 سنة سجنا نافذة مع غرامة مالية ب1 مليون دينار لكل من المتهمين (ع· هشام) و(ذ· م· لمين) بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية و4 سنوات في حق المتهمين (ب· جمال) و(إ· ع· الرزاق) بتهمة عدم الإبلاغ· وأدانت محكمة الجنايات من جهة أخرى كلا من (أ· حسين) و(م .فارس) و(خ· الطاهر) و(خ· علي) ب3 سنوات سجنا نافذا لكل منهم بتهمة عدم الإبلاغ والبراءة ل (ريوي عبد الرزاق) فيما حوكم المتهم الأخير مع الأحداث· ونطقت ذات المحكمة بحكم غيابي بالإعدام في حق كل المتهمين الفارين المتورطين في هذه القضية باستثناء 7 منهم التمست النيابة في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء فصلهم عن هذه المجموعة الفارة بعد تسليم أنفسهم لمصالح الأمن· وفي إطار الدعوى المدنية حكمت المحكمة بإلزام المدانين (ز· وليد) و(خ· علي) بدفع غرامة مالية تقدر ب20 مليون دينار للخزينة العمومية وحفظ حقوق باقي الضحايا وذوي الحقوق· والجدير بالذكر أن الاعتداء الذي هز مدينة باتنة في 6 سبتمبر 2007 على إثر العملية الانتحارية التي قام بها المدعو أبو المقداد الوهراني أودى بحياة 25 مواطنا وجرح 172 آخر قدموا لاستقبال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة زيارته للولاية· وحصل الاعتداء الذي نفذه انتحاري قبيل مرور موكب الرئيس بوتفليقة الذي كان يزور باتنة، غير أن الموكب لم يتعرض لأذى· وتم بعدها العثور على أشلاء من جثة الانتحاري الذي اتضح أنه ينحدر من مدينة وهران· وعشية إصدار الحكم قام القاضي لدى إعادة افتتاح المحاكمة في المحكمة الجنائية في باتنة بالاستماع على مدى ثلاث ساعات إلى المتهم الرئيسي الذي أدلى بإفادات متناقضة، حيث زعم بأنه أُرغم على القيام بالعملية تحت ضغط تهديد المدبر الحقيقي للاعتداء أمير كتيبة الموت علي مهيرة علي المعروف بأبي رواحة· وهذا الأخير الذي ينتمي إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تتسمى باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ملاحق بشدة منذ 16 عاما·