في مسك ختام (كوباأمريكا) 2015 الشيلي تهزم الأرجنتين وتتوّج بالكأس الغالية توّج المنتخب الشيلي بأوّل لقب في تاريخه بعدما تغلّب على نظيره الأرجنتيني ( 4 - 1) بضربات الجزاء الترجيحية سهرة أوّل أمس في المباراة النّهائية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية لكرة القدم بالشيلي (كوباأمريكا 2015) في الملعب الوطني بالعاصمة الشيلية سانتياغو انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي انتهت بفوز الشيلي (4 - 1) لتتأهّل للمرّة الأولى في تاريخها إلى بطولة كأس القارّات 2017 وتحرم الأرجنتين من إحراز اللّقب الخامس عشر لها في البطولة والأوّل لها منذ التتويج ببطولة عام 1993 الحاضر الغائب أين ذهب ميسي في النّهائي؟! خسر منتخب الأرجنتين بقيادة ليو ميسي النّهائي الثاني على التوالي خلال عام واحد. فبعد السقوط أمام ألمانيا في مثل هذا الوقت من الصيف الماضي في نهائي مونديال البرازيل ها هو المنتخب الأرجنتيني يسقط مجدّدا لكن هذه المرّة في نهائي (كوباأمريكا) أمام منتخب البلد المنظّم الشيلي خسارة جديدة تؤكّد حقيقة فشل ميسي مع منتخب بلاده. بالطبع لم يكن ميسي سبب الخسارة بمفرده لكن عندما يضمّ فريق بين صفوفه لاعبا بحجم ميسي ويخسر مرّتين متتاليتين في المباراة النّهائية فهو أمر يثير الدهشة. جيل أرجنتيني أكثر من رائع يضمّ لاعبين هم الأفضل في العالم ويفشل في التتويج خيبة مونديالية في النسخ الأخيرة وفشل قارّي ذريع ربما يكون الفارق الوحيد أن ميسي استطاع قيادة المنتخب إلى النّهائي ولم يعد الفريق يخرج من الأدوار المبكّرة قد يحسب البعض هذا إنجازا في بداية كلّ بطولة تقريبا يتألّق ميسي ويبذل المجهود الأقصى له من أجل قيادة منتخب بلاده لكن دائما وأبدا يتبخّر في ساعة الحسم ومباراة ألمانيا في نهائي المونديال غير بعيدة وتكرّر الأمر في مباراة الأمس أمام الشيلي شبح لاعب لم يقدّم أيّ شيء تقريبا سوى إحراز ركلة الترجيح الوحيدة بين زملائه قد يحسب البعض هذا إنجازا آخر. وبغض النظر عن دور الحرّاس المنافسين فإن إحصائيات ميسي مع منتخب بلاده إجمالا هزيلة للغاية مقارنة بما قدّمه مع البارصا خلال الموسم فقد سجّل 58 هدفا مع ناديه خلال الموسم المنقضي في 57 مباراة وفاز بالألقاب الثلاثة التي كان ينافس عليها (الليغا) وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا وفي المقابل فاز ميسي مع منتخب بلاده بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008 لكنه لم يحقّق أيّ لقب يليق بمستوى نجم فاز بلقب أفضل لاعب في العالم أربع مرّات أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 أهدر فرصة التتويج في الثانية الأخيرة من اللّقاء لعنة هيغواين ماذا يريد (الهدّاف) غونزالو هيغواين من جماهير بلاده؟ اللاّعب لو كان يقصد الانتقام منهم على جرم فعلوه لما أضاع مثل ما أضاع. لقطة هيغواين في نهائي مونديال البرازيل أمام مرمى نوير لم تنجح الأيّام في مداواة آلامها حتى الآن في نفوس الجمهور الأرجنتيني ليكرّر اللاّعب فعلته ويهدر كرة لا تضيع في الثواني الأخيرة أمام الشيلي بل ويهدر ركلة ترجيح ويطيح بالكرة خارج أسوار ملعب المباراة. قد يكون من الظلم تعليق الفشل على شمّاعة هيغواين بمفرده في المناسبتين لكن على الأقلّ اللاّعب يتحمّل جزءا كبيرا من الخسارة دي ماريا و(نحس) النّهائيات نجوم منتخب الأرجنتيني لا يغيّرون عاداتهم أبدا فمثلما مارس ميسي عادة الاختفاء في النّهائي وواصل هيغواين فصوله السخيفة أمام المرمى في اللّحظات الحاسمة سار دي ماريا على درب صديقيه وخرج مصابا من ملعب المباراة بعد مرور أقلّ من 30 دقيقة أُصيب على إثرها في أوتار الركبة ليفقد مديره الفنّي تاتا مارتينو ورقة من أهمّ أوراقه في المباراة ومثلما أثّر غياب آنخيل عن نهائي المونديال على أداء منتخب بلاده تأثّرت التشكيلة الأرجنتينية بشدّة بعد خروجه أمام الشيلي حيث افتقد الفريق إلى حلقة الوصل بين خطّ الوسط والهجوم وصعبت المهمّة على رجال تاتا مارتينو قالوا بعد اللّقاء سامباولي (مدرّب الشيلي): (نستحقّ التتويج) قال المدرّب خورخي سامباولي مدرّب منتخب الشيلي إن ما حقّقه فريقه بإحراز أوّل لقب في تاريخه إثر الفوز على نظيره الأرجنتيني لا يمكن نسيانه ولا يقدّر بثمن وقال سامباولي عقب المباراة: (أتمنّى أن يتواصل شعور النّاس بالفرحة والاستمتاع عليهم الاستمتاع لأطول وقت) وأضاف: (هذه الفرحة لمن جاء إلى الاستاد ولمن لم يستطع للأطفال وللشباب إنه إنجاز لا يمكن نسيانه أو تقديره بثمن يجب أن تستمرّ هذه الفرحة طويلا) ورفض سامباولي الحديث بشأن مستقبله علما بأن عقده مع الاتحاد الشيلي يستمرّ حتى كأس العالم 2018 المقرّرة في روسيا وصرّح قائلا: (الآن أودّ الاستمتاع بهذه اللّحظة مع لاعبي فريقي) وأضاف: (الآن وقت الاستمتاع وإدراك حجم الإنجاز التاريخي الذي حقّقناه لهذا البلد إنها سعادة غامرة سيظلّ هذا الاستاد في الذاكرة دائما الحديث عن المستقبل يجب أن يكون في وقت آخر أودّ الاستمتاع مع اللاّعبين وأعضاء الجهاز الفنّي وأشكر الجميع) تاتا مارتينو (مدرّب الأرجنتين): (لا نستحقّ الخسارة) أكّد المدرّب جيراردو تاتا مارتينو مدرّب منتخب الأرجنتين أن منتخب بلاده لم يكن يستحقّ الخسارة في نهائي بطولة (كوباأمريكا) 2015 بقوله: (اليوم لم نكن نستحقّ المباراة صحيح أننا لم نلعب كما اعتدنا في المباريات السابقة لكن أيضا الشيلي لم تلعب كما كانت أيضا) وتابع مارتينو حديثه بالقول: (كان واضحا من مجريات اللّقاء أن الفريقين عملا على كبح طموح الخصم وليس خلق الفرص لا يُمكن أن تسأل فقط لِمَ الأرجنتين لم تخلق الفرص بل كذلك كان الوضع للمنافس) وواصل مدرّب (التانغو) حديثه مشيرا إلى أن منتخبه لم يستحقّ الخسارة: (لقد سيطرنا بصورة جيّدة على المباراة اليوم لم نشاهد فالديفيا وسانشيز من الشيلي لأننا تمكّنّا من السيطرة على تحرّكاتهم إذا ما سألتني عن مباراة اليوم فالأرجنتين كان يجب أن تنتصر) وفي الختام شدّد مارتينو على فكرة أن الفريق سيحافظ على قوّته مع المنافسات المقبلة وسيتناسى هذه الهزيمة وسيعمل بجدّ لما ينتظره في المستقبل: (سنستمرّ في العمل الجادّ والعمل والمُضي قُدما كما فعلنا بعد نهائي كأس العالم سأبقى مع اللاّعبين وأدعّمهم حتى النهاية) فيما وصفت الصحافة الأرجنتينية الخسارة بالكابوس الصحافة الشيلية: (انتهت سنوات الغضب) انهالت عبارات الثناء والإشادة من الصحافة المحلّية على المنتخب الشيلي بعد تتويجه باللّقب الأوّل في تاريخه وكتبت صحيفة (إل ميركيوريو): (التاريخ تغيّر لقد باتت الأوقات العصيبة جزءا من الماضي الشيلي كتبت اليوم تاريخا جديدا إنها بطلة أمريكا الجنوبية للمرّة الأولى) وأضافت: (بالقدم اليمنى لأليكسيس سانشيز [الذي سجّل من ضربة الجزاء الترجيحية الحاسمة] التي أسكنت الكرة في الشباك انتهت كلّ سنوات الغضب وإهدار الفرص وخسارة المباريات في الدقائق الأخيرة والأخطاء التحكيمية والأوقات العصيبة التي كانت تخيّم على البلاد لعقود) وذكرت صحيفة (لا ناسيون) أن المنتخب الشيلي تغلّب على (المنتخب الأرجنتيني الذي كان يبدو أنه لا يقهر) وأضافت: (الحسرة انتهت الإحباط انتهى الشيلي بطلة كوباأمريكا. نعم للمرّة الأولى تغلّبنا على حقيقة أن التتويج هدف بعيد المنال) على العكس من ذلك وصفت الصحف الأرجنتينية الخسارة بالكابوس حيث ذكرت صحيفة (أوليه) الأرجنتينية: (الكابوس الثاني الأرجنتين خسرت ثاني نهائي خلال عامين) في إشارة إلى هزيمة الأرجنتين أمام ألمانيا (صفر - 1) في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل كذلك كان لصحيفة (كلارين) نفس الوصف بينما كتبت صحيفة (تيمبو أرجنتينو): (الأرجنتين أخفقت في إنهاء انتظار دام 22 عاما) بفوزها ب (كوباأمريكا) الشيلي رابع الصاعدين إلى كأس القارّات حجز منتخب الشيلي لكرة القدم مقعده في بطولة كأس القارّات 2017 بتتويجه بطلا لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) وأصبح منتخب الشيلي رابع الفِرق التي ضمنت مقعدها في كأس القارّات 2017 حيث سبقته كلّ من منتخبات روسيا (المضيف) وألمانيا (بطل العالم) وأستراليا (بطل آسيا 2015) فيما تتبقّى أربعة مقاعد أخرى لأبطال إفريقيا وأوروبا وكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وأوقيانوسية وهذه هي المرّة الأولى التي يخوض فيها المنتخب الشيلي فعاليات كأس القارّات فيما سبق للمنتخب الأرجنتيني التتويج باللّقب في 1992 وحلّ ثانيا في نسختي 1995 و2005 لكنه حرم من المشاركة الرابعة في البطولة البطاقة الفنّية للنّهائي الملعب: الملعب الوطني في سانتياغو عاصمة الشيلي الفريقان والنتيجة: الشيلي 4 - الأرجنتين 1 (فوز الشيلي بضربات الجزاء 4/1). حكَم المباراة: الكولومبي ويلمار رولدان الأهداف: الشيلي: سجّل ركلات الترجيح كلّ من ماتياس فيرنانديز وأرتورو فيدال وتشارلز أرانغويز وأليكسيس سانشيز الأرجنتين: سجّل ركلات الترجيح كلّ من ليونيل ميسي وأهدر غونزالو هيغوين (الركلة الثانية حيث أطاح بها عاليا) وإيفر بانيغا (الركلة الثالثة التي تصدّى لها الحارس) الإنذارات: الشيلي: فرانسيسكو سيلفا (د 24) غاري ميديل (د 34) مارسيلو دياز (د 44) وتشارلز أرانغويز (د 86) الأرجنتين: ماركوس روخو (د 55) خافيير ماسكيرانو (د 55) وإيفر بانيجا (د 91) تشكيلة الفريقين: الشيلي: كلاوديو برافو ماوريسيو إيسلا فرانسيسكو سيلفا جاري ميديل جان بوسيغور مارسيلو دياز تشارلز أرانغويز آرتورو فيدال خورخي فالديفيا (ماتياس فيرنانديز د 75) أليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس (أنجيلو هنريكيز د 95) الأرجنتين: سيرخيو روميرو بابلو زاباليتا مارتين ديميكليس نيكولاس أوتاميندي ماركوس روخو خافيير ماسكيرانو لوكاس بيغليا خافيير باستوري (إيفر بانيغا د 81) ليونيل ميسي آنخيل دي ماريا (إيزكويل لافيتزي د 29) وسيرخيو أغويرو (هيغوين د 74)