يؤكد متتبعون أن الفتنة الدامية في ولاية غرداية التي أوقعت خلال الساعات الأخيرة عشرات القتلى والمصابين في عز رمضان ليست مجرد هوشة طائفية دامية كما يحاول البعض تصويره بل جزء من مخطط رهيب ل تفجير الجزائر وإدخالها في دوامة من الفوضى انطلاقا من منطقة ميزاب بعد أن أخفقت مخططات سابقة في إدخال الجزائر نفق الدم الذي دخلته العديد من البلدان العربية في السنوات الأخيرة. وتشير بعض المعطيات إلى أن جهات مشبوهة تنشط في الخفاء تستغل العصبية العاطفية لدى بعض المنتسبين إلى المذهبين المالكي والإباضي لإثارة نعرات تنتهي بجرائم قتل مروعة يراد من خلالها إدخال منطقة غرداية أولا في حرب أهلية ثم الزج بالجزائر كلها في أتون الفتنة الدامية التي تأتي على الأخضر واليابس وهو ما تفطنت له السلطات التي يبدو أنها عازمة هذه المرة على التعامل بحزم شديد مع الاستعانة بالجيش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كما ينبغي أن يتفطن لها أبناء غرداية الذين ظل تعايشهم طيلة قرون دليلا على سمو أخلاقهم وتضامنهم قبل أن يفعل التخلاط فعلته.. مزيد من الدماء.. والحكومة تتحرك تجددت أمس المواجهات العنيفة في ولاية غرداية وبالضبط بمنطقة القرارة وبعض البلديات الأخرى وحديث عن سقوط عشرات الجرحى وحرق عشرات المنازل وكشفت مصادر من عين المكان أن أغلب ضحايا الاعتداءات الدامية لقوا مصرعهم في منطقة القرارة لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى 25 شخصا وفي هذا الصدد تنقل أمس وزير الداخلية نور الدين بدوي إلى ولاية غرداية على رأس وفد رسمي مكون من إطارات وزارة الداخلية وكذا مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى وذلك من اجل تقصي الوضع ومتابعة التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة ومحاولة اعادة الأمن. وقالت مصادر محلية أن الأحداث التي شهدتها المنطقة ما تزال متواصلة أدت إلى تسجيل قتلى دون وجود أي تأكيد رسمي للعدد المسجل كما أسفرت عن سقوط العشرات من الجرحى وحرق عشرات المنازل والممتلكات. وقبل ذلك توجه أمس الاول قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد ليعقد اجتماعا لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه التجاوزات الخطيرة ولاستعداد الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية. وتوفي أربعة أشخاص آخرين منتصف نهار الأربعاء بغرداية متأثرين بإصاباتهم خلال اشتباكات بين مجموعات من الشباب مما رفع حصيلة الضحايا الى 22 شخصا بعد تجدد هذه الأحداث بالمنطقة مطلع يوليو الجاري حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن مصدر من الولاية. وسجلت أكبر حصيلة بمدينة القرارة (19 ضحية) من بينها واحدة سجلت أمس الثلاثاء بعد تعرضها لمقذوفات حارقة قام برميها مجهولون حسب ذات المصدر. كما سجل سقوط ضحيتين (2) يوم الثلاثاء ببريان وواحدة بغرداية خلال اشتباكات مماثلة وفق نفس المصدر. الفتنة تتوسع وامتدت هذه الإشتباكات الحاصلة بين مجموعات من الشباب لتطال عدة أحياء أخرى بمناطق سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة حيث ارتكبت أعمال تخريب وحرق للسكنات والمحلات التجارية وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية ومركبات من قبل مجموعات من الشباب الملثمين. وتم نشر تعزيزات أمنية هامة للشرطة من أجل وضع حد لهذه الإشتباكات واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة. واضطرت قوات حفظ الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات المتنازعة. وسجل هذا الأربعاء غلق المحلات التجارية على مستوى مختلف أحياء سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة حسبما لوحظ وذلك استجابة لنداء إلى إضراب عام دعا إليه مجموع التجار الإباضيين تعبيرا عن احتجاجهم على أعمال العنف التي تشهدها منطقة غرداية. وقد أصيب عشرات الأشخاص خلال هذه المواجهات حيث تحاول قوات حفظ الأمن التي أرسلت إلى تلك المواقع تفريق المتنازعين واستتباب الأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع. وقد دعا عدد من أعيان وعقلاء منطقة غرداية من مختلف مكونات المجتمع السكان من أجل التحلي باليقظة والحكمة لتفادي المواجهات التي تسيء - حسبهم - إلى سمعة المنطقة .