ليلة القدر هي أعظم ليلة في شهر رمضان وكل مسلم يتطلع للفوز بها وقد وصلنا عن السلف الصالح أن الليلة المباركة موعدها في العشر الأواخر ومن تقاليد الجزائريين الاحتفال بها ابتداء من ليلة السادس والعشرين وإلى غاية السابع والعشرين من رمضان بحيث تكون ليلة للذكر والعبادة قصد نيل مرضاة الله عز وجل كما تتبعها طقوس تقليدية خاصة بالمناسبة. ياسف آسيا فاطمة تتمسك معظم العائلات الجزائرية بعاداتها وتقاليدها خصوصا تلك التي ترافق الاحتفال بالمناسبات الدينية منها فهي تحتل مكانة خاصة في النفوس على غرار ليلة السابع والعشرين من رمضان أو كما هي معروفة عند الكثير منا بأنها الليلة المحتملة لليلة القدر ولما كان كذلك فقد وجب تحضير ليلة خاصة لهذا الشأن وتحضير إفطار مميز لهذه المناسبة الذي لا يخلو من الأطباق التقليدية كالكسكس والرشتة والتريدة تبعا لعادات كل منطقة وأخبرتنا الحاجة رزيقة بأنه في مثل هذه الليلة كانت النسوة يجتمعن مع بعضهم البعض ويحضرن سهرة جماعية يجلسن ويتسامرن ويتذاكرن سير الأنبياء والصالحين كما أن أكبر واحدة في المجموعة (البركة) كانت تردد الأدعية التي تحمل في كنفها دوام المال ونعمة الصحة أما عن الطبق المحضر فهي تفضل تحضير طبق الكسكس باللحم والمرق احتفالا بالليلة المباركة التي تضفي أجواء مميزة على العائلة. إقامة حفلات الختان كما أنه من المعروف في هذه الليلة المباركة ختان الأولاد الصغار طلبا للبركة فهذه العادة متأصلة في الجزائريين على اختلاف مناطق تواجدهم بحيث تبدأ التحضيرات لتلك الحفلات مبكرا بشراء الألبسة للطفل وصناعة الحلويات ليتم ختانه في ليلة السادس والعشرين وتقام الحفلة للأقارب والأحباب في ليلة السابع والعشرين حتى من الأطفال من يجتازون العيد بألبسة الختان التقليدية ويكونوا في أبهى حلة أما الفتيات الصغيرات اللواتي شارفنا على البلوغ وقررنا لبس ثوب الحشمة والتستر (الحجاب) يخترن هذه الليلة أيضا للبس هذا الثوب أيضا وهذا ما أخبرتنا به وسام وهي فتاة تبلغ أربعة عشر سنة قررت لبس الحجاب في هذه الليلة المباركة والظهور به لأنه على حسبها أن ليلة السابع والعشرين ليلة مباركة وهذا التقليد أيضا توارثته عائلتها فهذه الليلة كانت أول مرة ترتدي فيها أمها وخالاتها وبنات خالاتها الحجاب. فرصة للتكثيف من العبادة وفي هذه الليلة المباركة أيضا تمتلئ المساجد على آخرها فهي فرصة لنيل مرضاة الله والدعاء له عز وجل بمكنونات النفس وهذا ما أقره لنا الشاب أيمن الذي قرر الالتزام بطريق الاستقامة والهداية فقد كانت له مع ليلة السابع والعشرين وقفة وموعد منتظر وكانت بداية للتوبة لتبقى بالنسبة له واحدة من أعظم الليالي اللتي استشعر فيها قربه من الله. أما الطفل عبد الصبور فهذه الليلة كانت تحمل أهم حدث في حياته سيظل يتذكره طوال حياته ففي هذا اليوم صام لأول مرة وعرف معنى ركن الصيام ونعمة الصبر عن الأكل والشرب فكما هو معروف فإن العائلات الجزائرية تفضل دائما تلقين أولادها تعاليم الدين الحنيف وتحبيب ركن الصيام في هذا اليوم المبارك قصد إشعار الطفل بمدى أهمية هذا اليوم وكذا أهمية الصوم في حياة الفرد المسلم. لتبقى ليلة السابع والعشرين بالنسبة للجزائريين تحمل نكهة وأثر بالغ في النفوس كيف لا وهي خير من ألف شهر.