توقّعات بوصول أعدادهم إلى مليون ونصف مليون سائح *** تنبّأت السلطات التونسية بأن عدد السيّاح الجزائريين هذا العام سيصل إلى مليون ونصف المليون سائح وباعتبارهم من أكثر السيّاح إنفاقا بمعدل ستّ مائة دولار في الأسبوع للفرد الواحد ما يقابله حوالي 9 ملايين سنتيم جزائري تبذل السلطات التونسية جهودا كبيرة لتحسين خدمات استقبالهم في المعابر الحدودية. صرّحت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي مساء أوّل أمس بأن الخطّة التي وضعتها الحكومة لإنقاذ الموسم السياحي هذا الوسم ترتكز على النهوض بالسياحة الداخلية وسياحة الجوار وتشمل هذه الأخيرة السيّاح الجزائريين والليبيين. وجاء هذا الاهتمام بسياحة الجوار نتيجة تدهور وضع السياحة عقب هجومي باردو وسوسة اللذين وجّها ضربة قاسية للقطاع حيث تسعى جاهدة للتقليص من الخسائر المترتّبة عن أعداد السيّاح الأوروبيين عن طريق مضاعفة عدد سيّاح دول المغرب العربي. ولم يمنع تزعزع الوضع الأمني في الجارة الشرقية جرّاء الهجمات الإرهابية الأخيرة الجزائريين من التوافد على تونس وهو الأمر الذي لفت انتباه الصحافة العربية حيث أكّد موقع (الجزيرة نت) في تقرير له أن تونس تظلّ وِجهة مفضّلة للسيّاح الجزائريين رغم حالة الطوارئ المفروضة جرّاء أعمال العنف وسط توقّعات بإنقاذ جزئي للموسم السياحي مع شهادات بتحسّن واضح في إشغال الغرف الفندقية بعد شهر رمضان. ونقل ذات المصدر عن المدير العام لديوان السياحة التونسي عبد اللطيف حمام قوله إن تونس تعوّل على السياحتين الداخلية والمغاربية لإنقاذ الموسم وتقليل الخسائر وهناك إقبال مُهمّ من قِبل الجزائريين. وأقرّ المتحدّث بوجود تداعيات سلبية لاعتداء سوسة الذي تسبّب في إلغاء نسبة كبيرة من الحجوزات وإغلاق وحدات سياحية عديدة وتضرّر العاملين فيها مؤكّدا أن الحكومة تقوم بجهود كبيرة للخروج من الموسم بأقلّ الأضرار وقال إن الحكومة التونسية عزّزت من إجراءات الأمن لحماية السيّاح والفنادق لتأمين قضاء التونسيين والسيّاح المغاربة إجازاتهم في أحسن الظروف فيما رأى مسؤول تونسي آخر أن السيّاح الجزائريين غير قادرين على إنقاذ الموسم السياحي الذي لم يبق منه سوى شهر أوت الجاري وأنهم سيقلّلون حجم الخسائر ويسهمون في تلميع صورة تونس السياحية ويعزّزون الثقة فيها. من جانب آخر تواصل السلطات التونسية حربها ضد الجماعات الإرهابية المتحصّنة على الحدود مع الجزائر لتدارك تزعزع صورتها كوِجهة سياحية آمنة حيث نجحت قوّات الأمن التونسية في إلقاء القبض على خليتين إرهابيتين بالكاف والقيروان في إطار العمل على كشف الخلايا والشبكات الإرهابية في البلاد. وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها أمس إن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب تمكّنت من القبض على 6 عناصر بجهة الدهماني بالكاف مرتبطة بالمجموعات الإرهابية المتحصّنة بالفرار إلى الجبال كانوا بصدد التخطيط لاستهداف منشآت أمنية حسّاسة بالكاف وتونس العاصمة وستتمّ إحالة جميع المتّهمين على النيابة العامّة بالمحكمة الابتدائية بتونس بعد استكمال التحقيق معهم.