لا شك أن خوسيه مانويل رينا هو أحد قادة المنتخب الأسباني ذوي الخبرة، حتى وإن ظل بديلاً للقائد إيكر كاسياس· ولعل هذا السبب بالتحديد هو ما يجعل حارس مرمى ليفربول خير من يمثل روح هذا المنتخب، الذي عبر أحسن تعبير عن القوة التي تنبع من اتحاد وتآزر أفراد المجموعة الواحدة، سواء فوق أرض الملعب أو خارجها، والذي دخل التاريخ بانتصاره في كأس الأمم الأوروبية 2008 وكأس العالم 2010· رينا خص موقع الفيفا حواراً حصريا تحدث فيه عن الذكريات التي عاد بها من جنوب أفريقيا، ومسيرة ليفربول غير المنتظمة هذا الموسم، والدوري الأسباني، وكرة الذهبية· كان 2010 عاماً لا ينسى مع المنتخب، فيما عدا السقوط في المباراتين الوديتين ضد الأرجنتين والبرتغال؟ بالطبع كانت تجربة كأس العالم تجربة عظيمة، وأنا أعتقد أن الناس يجب أن يعرفوا أننا سنشحذ قوانا ونخوض تجارب أكبر إذا سنحت الفرصة لكي نكون بالفعل أهلاً للقب العالم الذي سنحمله طوال هذه السنوات الأربع· نعرف أن مسؤوليتنا أصبحت أكبر وأن الناس ينتظرون الآن منا الكثير، ونعرف أيضاً أننا سنقابل منافسين لديهم رغبة قوية وحوافز أكبر للتغلب على المنتخب الأسباني· وفي هاتين المباراتين الوديتين لم نلعب ضد فريقين ضعيفين· فالأرجنتين والبرتغال، على أرضيهما، ليسا فريقين هينين· وقد كانت النتيجتان ثقيلتين بالفعل، ولم تكن الصورة إيجابية على الإطلاق، ولكننا يجب أن نتعلم من مثل هذه المباريات أيضاً· * عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء، وترى نفسك داخل ملعب سوكر سيتي في جوهانسبرج يوم المباراة النهائية ضد هولندا، ما الذي تتذكره؟ ما هو الموقف الذي يخطر على بالك؟ - إنني أستحضر صوراً ومشاعر كثيرة، ولكن هناك شيء طريف أذكره بالذات· لقد كنت دائماً مشدوداً متحفزاً وأنا أتابع المباريات من على مقاعد البدلاء، وكان الحماس يصل بي إلى منتهاه مع كل هدف يسجله فيا (هداف أسبانيا الذي سجل 5 أهداف)، فكنت دائماً أنطلق أسرع من الجميع وأصل إليه مع أول من يهرعون للاحتفال معه بالهدف· ولكن في يوم المباراة النهائية تثاقلت ساقاي، لا أعرف لماذا، ولكن زملائي سبقوني ووجدتهم يطيرون من حولي صوب زاوية الملعب ليحتفلوا بالهدف مع إنييستا· والآن، عندما أرى تلك الصور، أضحك· إنها مواقف تبقى في الذاكرة وتحمل معاني خاصة لكل منا· إن المرء يشعر بالفخر لأنه شارك في شيء كهذا· * كانت هناك لحظة مؤثرة أخرى عندما عانقت إيكر كاسياس بعد لحظات من إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، فماذا تقول عن ذلك؟ - هذا شيء أكيد· هناك مشاعر ودية خاصة تكون متبادلة بين حراس المرمى· يمكنك أن تعزو ذلك للعمل المشترك الذي يجمعهم، ولكن الإعجاب والاحترام شعور متبادل بيننا، وأثناء بطولة جنوب أفريقيا كانت العلاقة بيننا أنا وكاسياس وفيكتور بالديس رائعة وعظيمة بالفعل· وأعتقد أن ذلك مكن كاسياس من اللعب بهذا المستوى المتميز· * فلننتقل إلى ناديك، ليفربول· يبدو أن الفريق بدأ يتحسن بعد بدايته السيئة، فما هي التطلعات الحقيقية لهذا الفريق الذي يمر بمرحلة إعادة بناء؟ - أعتقد أن تطلعاتنا الحقيقية، خاصة في هذا الموقف الصعب الذي يمر به الفريق، هي الفوز يوم الأحد من كل أسبوع، ثم تكون تلك قاعدة ينطلق منها الفريق ليحقق مزيداً من النمو· نتمنى أن نواصل الصعود إلى أعلى مرتبة ممكنة، ولكننا الآن لا نعرف إلى أي مدى يمكن أن نصعد، ولا نريد أن نضع لأنفسنا أهدافاً أو نحمل أنفسنا ضغوطاً أكثر· إن الفريق يجمع شتات صفوفه· وقد جاء مدرب جديد بأفكار جديدة، وجاء لاعبون جدد، ولذلك لن يكون الأمر سهلاً· لا يكتسب الفريق القدرة على المنافسة بين ليلة وضحاها، ويجب مواصلة العمل والنمو· كما أن المالكين الجدد للنادي سيوفرون له الاستقرار كمؤسسة، وهو ما يعني أننا سنشعر بهدوء أكبر وسنبدأ التفكير في المسائل الرياضية فقط، ويمثل ذلك خطوة للأمام· * هل سيكون إنهاء الموسم بين الستة الأوائل، بالنظر للوضع الحالي، نتيجة طيبة لليفربول هذا العام؟ - أنا لا أعتقد ذلك، ولكننا سنحاول أيضاً تحقيق ما هو أفضل مما حققناه في العام الماضي، وسيكون ذلك شيئاً ذا قيمة· ولكن مع ذلك ليس هدفي هو الحصول على أحد المراكز الستة الأولى· هدفي، على الأقل في المستقبل، هو المنافسة على اللقب، وذلك هو ما ينبغي أن نصل إليه· * بغض النظر عن أن تعاقدك مع النادي ما زال سارياً، هل دفعتك الأزمة التي يمر بها الفريق للتفكير في الرحيل؟ هل فكرت في إمكانية العودة إلى أسبانيا؟ - إن مكاني في ليفربول، ولا أخطط الآن لمغادرته إلى أي مكان آخر· إن إنجلترا بها أقوى دوري في الوقت الحاضر، كما أن الحياة فيها جيدة حتى برغم مناخها· ونحن سعداء؛ فقد تأقلمت أسرتي جيداً، ويمثل هذا أيضاً عاملاً إضافياً يساهم في تحقيق التوازن· وعندما وقعت في العام الماضي عقد التجديد، كان من الواضح لي أن النادي لا يمر بأفضل أوقاته، وأعتقد أن توقيعي ذلك العقد كان بادرة وضعها المشجعون والنادي نفسه في الاعتبار· أنا سعيد للغاية في ليفربول، ولكن من الطبيعي أيضاً أن أحب المنافسة على الألقاب وأن أتطلع لتحقيق الإنجازات، ولذلك فإن ما آمله حقاً هو أن يعود النادي لتحقيق الإنجازات والألقاب· * ما هو رأيك في الدوري الأسباني؟ يبدو أنه على عكس المنافسة القوية التي يتميز بها الدوري الإنجليزي، لا ينافس على اللقب في أسبانيا غير ريال مدريد وبرشلونة؟ - ولكن ذلك ليس بسبب سوء مستوى الفرق الأخرى· أعتقد أن الفرق متوسطة المستوى في الدوري الأسباني إذا لعبت في الدوري الإنجليزي لن تظهر بصورة سيئة· الشيء الأكيد هو أنه في إنجلترا يمكن أن يفوز أي فريق على أي فريق، وهو ما يضفي على البطولة مزيداً من الإثارة والمتعة؛ فليس الأمر محصوراً بين فريقين· * يقترب موعد حفل كرة الذهبية، وهناك اثنان من الأسبان مرشحان للجائزة، فمن هو الذي يستحقها في نظرك؟ - أنا أرشح تشابي هرنانديز، وأعتقد أن الاختيار سينحصر بينه وبين إنييستا· أنا متفائل، وأعتقد أن الجائزة هذا العام ستكون من نصيب لاعب أسباني·