أعلن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن مشروع إسلامي مسيحي يحمل اسم "بيت العائلة المصري" يضم كبار القادة من الجانبين لحل أي مشاكل ذات بُعد طائفي تظهر على الساحة المصرية، وتواجه الأصوات الشاذة التي تحاول إشعال الفتن. وانتقد د. الطيب مطلب بابا الفاتيكان بحماية المسيحيين في مصر، معتبرا ذلك تدخلا منه في الشؤون الداخلية، متسائلا في الوقت نفسه عن "عدم تحركه لدماء آلاف المسلمين الذين قتلوا في العراق" على أيدي الغزاة الأمريكيين وحلفائهم. وعقب لقائه وبابا الأقباط شنودة الثالث داخل مقر بطريركية الأقباط بالقاهرة، تعرض شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية د. علي جمعة، لهتافات مسيئة من جانب حوالي ألف متظاهر قبطي داخل مقر البطريركية، ولمحاولة اعتداء غير أن قوات الأمن تصدت لهم ونجحت في تفريقهم. وقال شيخ الأزهر خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده الأحد قبيل توجهه لعزاء البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في ضحايا حادث الاعتداء على كنيسة الإسكندرية: "لقد خطونا خطوات واسعة في مشروع بيت العائلة المصرية، وهو الآن على وشك التحديد والإعلان". وأضاف أن "فكرة بيت العائلة يتكون من عقلاء المسلمين والمسيحيين، وهو بيت سيجمع كل الديانات الموجودة في أرض مصر، وسيكون كأنه بيت العائلة الذي يفزع إليه الأبناء لتحل مشاكلهم مع كبار هذا البيت". ولفت إلى أنه "تم التباحث مع الكنيسة بشأن بيت العائلة المصري ووجدنا أن الهمَّ مشترك، وأتوقع أنه خلال أسبوع أو أسبوعين أن تجتمع اللجنة". صوت موحد وأضاف أنه سيكون من خلال هذه اللجنة صوت موحد-"الأزهر والكنيسة"- أسبوعيا على الأقل "يسمعه الجماهير والناس لنتحدث عن سماحة الإسلام تجاه المسيحية وسماحة المسيحية تجاه غير المسيحيين، وخاصة أن هذا الصوت الحقيقي غائب عن الجماهير، حيث نسمع صوتا نشازا لا ينتمي إلى الإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية". وأضاف أنه في هذه اللجنة ستتم مناقشة الأمور التي يظن أنها تبعث على التوتر من قريب أو بعيد من الطرفين؛ فتبحث بكل صراحة ووضوح، ونتفق على الحلول ونرفع تلك الحلول لأولي الأمر ليتعاملوا معها بما يرون، فسنقدم لأولي الأمر الداء والعلاج. وأكد أن هذه اللجنة بهذا الصوت الأزهري والكنسي ستزيل كثيراً من أسباب الاحتقان ودواعي التوتر التي يتلقفها المتربصون بهذا الوطن الواحد والمتوحد، والتي لم تكن تحدث بين المسلمين والأقباط منذ 14 قرناً، لكنها بعثت في هذا الوقت، واختلقت مناسبات يصدر فيها تقارير من الغرب لتقول إن هناك تشددا وإرهابا إسلاميا. وأعرب عن اعتقاده أن الذين قتلوا الناس باسم الإسلام هم يهدمون الإسلام قبل قتل هؤلاء، فما حدث هدم للإسلام قبل أن يكون قتلا للآخرين. انتقاد لبابا الفاتيكان وحول مطلب بابا الفاتيكان بحماية المسيحيين في مصر قال شيخ الأزهر: "هذا تدخل، ومع أننا لا نريد أن نعقب على رأي بابا الفاتيكان؛ لكن من حقنا أن نختلف معه تماما، فلقد سبق أن طلب ذلك من قبل عندما قتل بعض المسيحيين في العراق بيد الإرهاب هناك، وقال إن المسيحيين مضطهدون في الشرق، وإنه لابد أن تكون هناك حماية أو يهاجروا للغرب، لكنه لم يتحرك لدماء آلاف المسلمين الذين قتلوا في العراق" على أيدى الغزاة الأمريكيين وحلفائهم. واستطرد: "كنا نتمنى أن يسوي بابا الفاتيكان بين قتلى المسلمين والمسيحيين حتى تكون نظرته للسلام العالمي نظرة متوازنة وليست نظرة جزئية موجهة". * حول مطلب بابا الفاتيكان بحماية المسيحيين في مصر قال شيخ الأزهر: "هذا تدخل، ومع أننا لا نريد أن نعقب على رأي بابا الفاتيكان؛ لكن من حقنا أن نختلف معه تماما، فلقد سبق أن طلب ذلك من قبل عندما قتل بعض المسيحيين في العراق بيد الإرهاب هناك، وقال إن المسيحيين مضطهدون في الشرق، وإنه لابد أن تكون هناك حماية أو يهاجروا للغرب، لكنه لم يتحرك لدماء آلاف المسلمين الذين قتلوا في العراق" على أيدى الغزاة الأمريكيين وحلفائهم.