تكبّدت خزينة ريال مدريد خسائر مالية فادحة جرّاء الصفقات الفاشلة التي أبرمها الرئيس الإسباني فلورنتينو بيريز خلال فترتي رئاسته حيث كانت الأولى من عام 2000 وحتى 2006 بينما الثانية من عام 2009 وحتى اليوم. وكانت الصفقات التي أبرمها بيريز تدخل في إطار سياسته الرامية إلى جعل الريال ناد لأفضل نجوم العالم بعدما عمد منذ تولّيه الرئاسة خلفا للرئيس لورينزو سانز إلى التعاقد مع أيّ لاعب يتألّق في إسبانيا أوخارجها مهما كلّفه الثمن. حيث وحسب الأرقام التي أوردتها صحيفة (ماركا) المدريدية فإن إجمالي تكاليف الصفقات الفاشلة بلغت 359 مليون و500 ألف أورو وهي ما تمثّل قيمة التعاقد مع 22 لاعبا. وتكشف الأرقام التي سجّلها كلّ لاعب من اللاّعبين ال 22 إخفاقهم في التأقلم مع أجواء (سانتياغو بيرنابيو) سواء من حيث عدد المباريات التي لعبوها مع (الميرنيغي) أو عدد الأهداف التي سجّلها كلّ لاعب منهم على الرغم من المؤهّلات الفنّية العالية التي يمتلكونها والتي جعلتهم يقدّمون مردودا كبيرا مع أنديتهم السابقة قبل أن تصيبهم لعنة المال داخل النادي (الملكي) فيما بلغ إجمالي المباريات التي لعبها أصحاب الصفقات الفاشلة 813 مباراة خلال 14 موسما حيث لم يسجّلوا سوى 113 هدف رغم أن بعضهم يعتبرون من أفضل المهاجمين وقدِموا إلى مدريد وهم هدّافين لأنديتهم السابقة. الويلزي بيل أغلى الصفقات الفاشلة تعتبر صفقة الويلزي غاريث بيل أغلى الصفقات الفاشلة التي أبرمها الرئيس بيريز عندما جلبه من توتنهام هوتسبير الإنجليزي في الانتقالات الصيفية من عام 2013 بعد ما واكبها من جدل إعلامي واسع إذ بلغت قيمتها المالية نحو 92 مليون أورو. بعد مرور موسمين على إقامة النفّاثة الويلزية في إسبانيا لم يكن مردوده يناسب ما دفعته خزينة النادي الملكي لأجل استقطابه رغم مساهمته في إحراز النّجمة الأوروبية العاشرة لدوري الأبطال في موسمه الأوّل حيث اكتفى خلال موسمين كاملين من خوض 92 مباراة وتسجيل 39 هدفا في جميع المسابقات المحلّية والقارّية كما آلت صفقة البرازيلي ريكاردو كاكا إلى الفشل رغم أنها كلّفت خزائن (الميرينغي) 65 مليون أورو نظير فسخ عقده مع ميلان الإيطالي. ورغم أنه اِلتحق بصفوف الريال بعد عامين فقط من حصوله على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم في (الميركاتو) الصيفي من عام 2009 إلاّ أن إقامته في مدريد كشفت أنه لاعب استهلك قدراته البدنية والفنّية في إيطاليا لتزداد معاناته مع الإصابات ويكتفي بالتالي بلعب 85 مباراة وتسجيل 23 هدفا خلال أربعة مواسم. وتبقى الصفقة الأكثر إثارة للجدل في الأوساط الإعلامية والكروية في إسبانيا تعاقد الريال مع المدافع الإنجليزي جوناثان وودغيت من نيوكاسل الإنجليزي مقابل 20 مليون أورو حيث كانت الآمال معلّقة عليه كثيرا لخلافة متوسّط الدفاع الإسباني فرناندو هييرو غير أن الجميع اكتشفوا أن الريال استقدم لاعبا مصابا بإصابة خطيرة جعلته أسير العيادة الطبّية بالنادي ليكتفي اللاّعب بخوض تسع مباريات فقط مع الفريق في ثلاثة مواسم. والغريب في هذه التعاقدات أن الرئيس فلورنتينو بيريز ورغم كثرة الانتدابات الفاشلة التي قام بها إلاّ أنه لم يستفد من تلك التجارب وما يزال يمتلك الصلاحيات المطلقة في موضوع إبرام الصفقات مع اللاّعبين ويقوم بالتعاقد مع الأسماء التي تعجبه بغض النّظر عن موافقة الجهاز الفنّي عليها من عدمه وهي السياسة التي أثّرت كثيرا على نتائج النادي خلال فترة رئاستة من حيث صعوده إلى منصّات التتويج سواء في إسبانيا أو أوروبا.